لبنان.. تصعيد عسكري إسرائيلي وسط استمرار محاولات الوصول لهدنة
شهدت الساعات الأخيرة تطورات ملحوظة على الساحة اللبنانية، مع تصاعد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية واستمرار الجهود الدبلوماسية بقيادة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، الذي أعلن عن تحقيق تقدم ملموس في مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. ومع ذلك، تبقى التوترات مرتفعة وسط تحركات عسكرية وضغط دولي لتجنب المزيد من التصعيد.
استمرار الغارات الإسرائيلية
تواصلت الغارات الإسرائيلية المكثفة على المناطق الجنوبية من لبنان، مستهدفة مدنًا وبلدات مختلفة، أبرزها صور، صريفا، والعيشية. كما تعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت لضربات مباشرة، منها غارة أصابت مبنى قرب مستشفى بهمن، مما أدى إلى أضرار كبيرة في المستشفى.
وأكدت تقارير أخرى إصابة أهداف لحزب الله في مناطق متعددة مثل الهرمل والجنوب، مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن استهدافه لقادة ميدانيين للحزب.
في المقابل، أعلن حزب الله عن استهداف مقر المخابرات العسكرية الإسرائيلية في الجليل، إضافة إلى إطلاق أكثر من 130 صاروخًا على أهداف إسرائيلية في الجليل وصفد. ويشير الحزب إلى أن هذه العمليات تأتي في إطار الرد على استمرار القصف الإسرائيلي والتصعيد المستمر ضد لبنان.
استهداف مستشفيات الجنوب
على صعيد متصل، تعرض مدير مستشفى بهمن في الضاحية الجنوبية لمحاولة استهداف خلال الغارات الإسرائيلية، فيما أُفيد عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين جراء الأضرار التي لحقت بمحيط المستشفى. الحادث أثار استنكارًا واسعًا من قبل الأطراف اللبنانية والإيرانية، حيث قُتل طبيب إيراني يعمل ضمن فرق الإغاثة في إحدى الغارات.
فيما شهدت بلدة البياضة على الحدود الجنوبية مواجهات عنيفة بين المقاومة اللبنانية والقوات الإسرائيلية. ورد حزب الله بإطلاق صواريخ نحو مواقع إسرائيلية، مع استمرار الاشتباكات في المناطق الحدودية مثل عيتا الشعب ومحيط الناقورة.
التصعيد بهدف الوصول لهدنة
فيما اعتبر مراقبون أن هناك خطة من قبل الاحتلال الإسرائيلي بتصعّيد الضربات العسكرية في لبنان بغية الوصول إلى تسوية مريحة له تشبه الاستسلام.
على جانب آخر، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن تقديرات في إسرائيل تشير إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان "خلال أيام إذا بقيت تفاصيل صغيرة عالقة".
وأضافت الصحيفة العبرية، أن أبرز التفاصيل العالقة بعد محادثات المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين هي رفض إسرائيل أي دور لفرنسا في آلية المراقبة، فضلا عن بعض الخلافات بشأن الصياغات المتعلقة بنقاط الحدود المتنازع عليها.