جمعيات «الرفق بالوحوش»
أشرف علي الصباح العربيانتفضت مواقع التواصل الاجتماعي بعد حادثة "كلب الأهرام"، والتي قام فيها شاب بتسليم "كلبة الوفي" إلى الذبح بناء على اتفاق تهدئه بينه وبين شباب آخرين، يقتضي بتنازلهم عن محضر شرطة مقيد ضد صاحب الكلب.
تعاطف زائري مواقع التواصل مع الكلب، وظهرت العديد من الـ"بوستات" تصفه بالـ"الكلب راجل"، وذُكرت أحاديث نبوية شريفة كحديث المرأة التي دخلت النار في قطة، والرجل الذي دخل الجنة في كلب، وغير ذلك تعاطفا مع الكلب، بل ووافقت وزارة الداخلية على طلبات ”تصاريح بالتظاهر“ في حالة نادرة تنديدا بالحادثة، ونُظمت وقفة بالزمالك لأجل ذلك.
الحقيقة الغائبة هنا، لماذا هذا التعاطف مع هذا الوحش!
في المناطق الشعبية تربية الكلاب "الهجامة" هواية منتشرة، حيث يشتري الشاب كلب صغير في عمر الشهر، ويربيه على الشراسة والعنف، ويكبر الكلب ليكون "هجاما" يستعرض به هذا الشاب قوته ويفرض نفوذه على أهل منطقته، ويكون الكلب مصدر رعب للأطفال والنساء والشيوخ، ويخرج به الشاب متباهيا وهو ينبح ويزأر ويفعل ما تربي عليه.
في الحادثة وأثناء معركة بين صاحب الكلب ومجموعة من الشباب، أطُلق الكلب ليؤدي المهمة التي تربى عليها، وهي القتال، فقام بـ"عض" 8 شباب واصابتهم اصابات بالغة، وصلت "لاستئصال خصية" أحدهم! وتهتك في ذراع آخر. وتطورت القضية بعد ذلك انتهاءً بذبح هذا الـ"بطل".
الطبيعي في دولة تقوم على القانون، تجريم تربية مثل هذا النوع من الكلاب، الغرض من تربية الكلاب الشرسة هي الحراسة وهناك قواعد قانونية لذلك، تربية هذه الكلاب في المناطق الشعبية في غير أغراض الحراسة كأعمال البلطجة و الترويع مجرم قانونا، وتتقاعس الدولة في ظل انشغالها في تنفيذ قوانين حماية المواطنين.
هل نحن شعب عاطفي؟
"ماكس" أدى ما تربي عليه من عنف وشراسة، والتعاطف المبالغ في من الشعب المصري يُظهر عاطفية هذا الشعب، في الأحوال الطبيعية عندما نرى مثل هذه النوعية من الكلاب نتصل برجال "البلدية" للتعامل، ونتمتم غضبا لوجود مثل هذه الظاهرة. وانتفاضة جمعيات الرفق بالحيوان هو دليل على عاطفية هذا الشعب