بأقلام القراء

زكي عبد الرحمن يكتب: الدين المعاملة

الصباح العربي

يوجد خلل كبير جدا في طريقة تعليم وفهم وتلقين واستيعاب الدين الإسلامي...هذا الدين العظيم الخاتم الذي ختم به الله سبحانه بالقران الكريم والنور المبين وكان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم هو من تم اصطفاؤه ليقوم بهذه الرسالة العظيمة وقد تمت على الوجه الأكمل والحمد لله رب العالمين 

أين الخلل إذن ؟؟ الخلل العظيم في أنفسنا وعقولنا وفهمنا وتحويل الدين على مدار عقود وقرون إلى مادة معقدة مليئة ومتخمة بملايين الصفحات من الفقه والفتاوى وتعقيد السهل وتصعيد الأمور والدفع دائماً في مجال التخويف والترهيب والكراهية لمن يخالفنا في العقيدة وإظهار أن الدين شيء دسم غليظ ثقيل ...جلباب قصير وذقن وعبوس وامرأة تكتسي بالسواد من رأسها إلى قدميها وحالة من النفور والتجريم لكل شيء يخالف فهم من يدعون الفهم وعمل من يدعون العمل...
تجد المسلمين حالهم تقريبا نفس النمط لان المشاكل نفسها ومكررة وثابتة والمفاهيم.قد تعلم السواد الأعظم الدين كمادة ثقيلة ومخيفة تتحدث عن العذاب والنار والحفظ والتسميع والعقاب والصلاة والحج والصوم والزكاة والطاعة والخوف من الجنس الأخر والمعتقد الأخر تحجيم النساء وتخويف البنات والأولاد والجهاد والسيف والجلد والرجم والخوف من الموت وما بعد الموت والخوف من الحساب وأهوال الموت والقيامة وتجد أنهم يفهمون أن المسلم الحق من ينتفض للصلاة بالمسجد والمسجد فقط ومن لا يصلى بالمسجد فسوف ينتظر أهوال وان الصلاة إذا أقيم لها حق للبعض أن يضربون من لا يؤديها بالمسجد وتحول الدين شيئا فشيئا إلى شطارة وتجارة حتى العمرة والحج ورمضان والصيام لم تسلم مواسم وعبادات الإسلام من إرث متحجر ومعقد ورأي شخصي لأفراد اجتهدوا منذ قرون وجزأهم الله خيرا ولا مانع أبدا من التجديد والاجتهاد في إطار فهم متطور وتفسير عصري للقران الكريم والسنة الشريفة .....المصيبة انه في ظل عقول هؤلاء تتراكم نفس الفكرة ونفس طرق التعليم ونفس المفاهيم ....تجد الشاب أو البنت يشدون جدا جدا جدا عليهم على أهمية الصلاة والذهاب للمسجد....هذا جيد أن نلتزم بالصلاة ومن يستطيع بالمسجد هذا فضل اكبر حسب طاقة وظروف وسعة كل إنسان وكل بلد وكل مجتمع.... جميل جدا العبادات ....
أعود للمشكلة ...لقد حدث عندنا انفصام في الشخصية فلم المعاملات.تعلم المعاملات ....الأمانة.الأهم جدا في الدين وهي تسبق الصلاة والعبادات فالمعاملات في القران والسنة هي الكم الأعظم من الدين....فهي تعني الصدق ..الأمانة ...التطوير الاجتهاد....الهندسة....العلوم ....الصناعة ....الزراعة .....التعمير ....التعليم .....الأدب .....الأخلاق ......الرحمة ......الإحسان .....العطف .....الحب ......الإبداع .....الحريات ......التكافل .....التعاون .....الابتسام وإدخال السرور ....أن تكون هين لين ....الاتحاد .....البساطة ....الهدوء ....السكينة ....عدم الإسراف وتنقية النفس والروح والارتقاء والتدرج في حب الله سبحانه وتطهير القلب ....نشر الخير والسلام وحسن معاملة المؤمن والمسلم وغير المسلم وأداء الحقوق وحماية الأخر والخوف عليه ايا كان والحفاظ على الأرض والجماد والنبات والحيوان والإحسان في كل شيء ....روح المودة والود والحب والاحترام والعطف مع الأبناء والإباء والأهل والجيران والمدرسة والجامعة والمسجد والوطن وخلق الله في بلاد الله.....
هذه هي المساحات العظيمة التي يتم إهمالها تعمدا في جانب الدين الإسلامي وإهمال أهميتها العظمى لان العبادات بدونها تساوي صفرا وهذا هو صلب الإسلام وقلبه ....هذه ليست دعوة كذلك للجرأة على الدين أو أن يفتي الجاهلين بل أهل العلم والفهم والمتخصصين هم المعنيون يا مسلمين أن الدين المعاملة ومن لم تنهه صلاته عن الفجور على خلق الله فلا حاجة لصلاته ....أن الأذان والوضوء والصلاة process الهدف منها أن نقف بين يدي الله منكسرين متخلصين من الكبر والآثام والخروج منها إلى الدنيا وقد صرنا أكثر فضلا وأعظم إحسانا.....لا اله إلا الله محمد رسول الله