وليد العليمي يكتب: الفرصة الأخيرة
الباحث والناشط السياسي اليمني وليد العليمي الصباح العربيكتب الباحث والناشط السياسي اليمني مقالا إلى مساهمات القراء في بوابة الصباح العربي تحت عنوان: الفرصة الأخيرة، يشرح خلاله تفاصيل الوضع في اليمن.
وإلى نص المقال:
إننا بحاجة إلي الخلافات أحيانا ً لمعرفة ما يخفيه الأخرون في قلوبهم )وليم شكسبير ، في أبريل عام 1982م قامت الارجنتين بإجتياح جزر الفوكلاند البريطانية عسكريا ًفقام الأسطول الجوي والبحري الإنجليزي بشن حرب على الأرجنتين إنتهت بهزيمة الإرجنتين وإنسحابها من جزر الفوكلاند ، لقد قامت الارجنتين بمغامرة غير محسوبة وهي دولة ضعيفة إقتصاديا ًوعسكريا ًوكانت في تلك الفترة أيلة للسقوط ،لقد كانت كمصارع هزيل الجسم يعاني من فقر الدم والضعف العام ويقوم بدخول حلبة المصارعة ليواجه خصم قوي مفتول العضلات ،كان من المنطقي والطبيعي أن تتلقى الارجنتين هزيمة نكراء من دولة عظمى كبريطانيا ، الارجنتين كجماعة الحوثي المسلحة ومليشيات صالح التي تقوم بإستعراض العضلات وبعض قياداتها تهدد بإجتياح الرياض وقامت مدفعيتها بقصف بعض المناطق السعودية على الحدود اليمنية ، لم تدرك مليشيات الحوثي وصالح أن لبس الحمار لجلد الأسد لا يجعله أسدا ً، وعلى مليشيات الحوثي أن تعي طبيعة العلاقة بينها وبين على صالح ونظامه ،التي تعتبر بمثابة بحرلا يقبل أن يكون قبرا ً لمن يغرق فيه ، أنصار جماعة الحوثي منذ أيام خلت ظهروا علينا بتصريحات أسطورية وعجيبة مفادها أن سيدهم فتى كهف مران اتم موعده مع الله عزوجل أربعين ليلة ، وفي تمامها سيأتيه النصر المبين ، إن عبد الملك الحوثي كموسى عليه السلام عندهم بل قد يكون أفضل، من هذا الطرح نتبين الرسالة الإعلامية لهذه الجماعة الدموية وفكرها القائم على الشطحات الغير منطقية ،الغرض منها غسل أدمغة شباب هذه الحركة المسلحة وجرهم الي كل ماتريده الجماعة مهما كان جنونيا وخارج حدود المعقول على إعتبار أن قائدها على صلة خاصة بالخالق عزوجل وهو في حكم النبي أو الرسول ، وجدير بالذكر أن أحد الصحفيين المحسوبين على هذه الجماعة المسلحة كتب على صفحته ذات مساء انه لولا انه يخشى ان السجود لغير الله كفرا ً لسجد لسيده عبد الملك ، اي هراء هذا الذي يعتري انصارهذه الجماعة الشيزوفرنية ، عبد الملك الحوثي انت لست قائد المسيرة القرانية بل أنت قائدا للمسيرة الشيطانية ،فجدك النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما تدعي لم يدمر يوما ً من الأيام كنيسة ً أو معبدا ً وليس مسجدا ً إلا في مسجد الضرار وقصته مشهورة لدى العامة فلم يجرؤ على ذلك إلا بأمرمباشرمن الله سبحانه وتعالي وهذا الأمر نتلوه الي يومنا هذا في القران الكريم ،فكيف تدمر بيوت الله ؟ ومن أمرك بذلك ؟ ، جدك النبي الخاتم صلواته الله وسلامه عليه ، لم يقتل طفلا ً ولا إمرأة ً ولم يأمربذلك مطلقا ً ، فكيف تأمر أنصارك بقتل الأطفال والنساء ، ماذا ستقول لجدك عندما تلقاه يوم القيامة عندما يسألك لماذا قتلت الأطفال والنساء والمدنيين في عدن وتعز والضالع ولحج وعمران ودماج ومأرب ؟ وماذا ستقول له عندما يسألك لماذا تحالفت مع الفاسدين ولماذا تقاتل تحت رايتهم ؟ لقد دمرت اليمن وألقيت به في الهاوية بسبب جهلك وغرورك ؟ هل لغطرستك مدى ولغرورك منتهى ؟ هل القران الكريم الذي حرك النبي صلوات الله وسلامه عليه في غزوة الخندق واحد وبدر كما تقول ،هو الذي حرك انصارك المسلحين ليقتلوا العزل ويدمروا المنازل والمستشفيات ؟ هل لك من صحوة أم ستبقى قابع في جيب على صالح ونظامه الي الأبد ؟ لقد أصبحت مجرم حرب ويجب أن تحاكم لتلاقي جزاءك العادل ، إن علي عبد الله صالح عندما قال إن حكم اليمن كالرقص على رؤوس الثعابين ،كان يعتبر ان الشعب اليمني مجرد ثعابين مفترسة تمكن من الرقص على رؤوسها بدون أن تلدغه طيلة فترة حكمه ، إنه يفاخر بذلك فهو راقص ماهر والشعب اليمني ثعابين مفترسة تحت انيابها سما زعاف ، مازال على عبد الله صالح يرقص على رؤوس الثعابين ولم تكن رقصته الأخيرة في عام 2011م ، فهل تكون رقصته الأخيرة في هذا العام 2015م ، وهل رأس عبد الملك الحوثي هو رأس الثعبان الأخير الذي سيرقص عليه صالح رقصته الأخيرة ؟ ،إن صالح لم يدرس أبعاد هذه الرقصة جيدا ً ولم يكن يدور في خلده أن رقصته هذه ستجلب عليه طيرا ً أبابيل ترميه بنيران من طائرات عاصفة الحزم حتى جعلت معسكراته كعصف ٍ مأكول ، يبدو أن عامل السن أفقد الثعلب العجوز صالح قدرته المعهودة على الرقص بإحتراف ،أو ربما ان الجرح الغائر الذي إرتسم على وجهه وقلبه بعد ثورة 11فبراير الشبابية أضاع صوابه وافقده القدرة على التفكيرالسليم والحكم على الأمور بعقلانية وإتزان فسارع ليترنح على رأس الثعبان عبد الملك الحوثي وليس ليرقص كعادته رقصا ً مبهرا ً يجعل خصومه يصفقون له ويرفعون له القبعات ليس إحتراما ً ولاكن إحتقارا ً ، فكان نتيجة لهذا الترنح الراقص الذي قام به الثعلب العجوز صالح "وليس الرقص كعادته " السقوط الي هاوية سحيقة كلفته هذه المرة إقصاء نجله من المسرح السياسي الي الأبد ، ونضوب موارده الإقتصادية والإستراتيجية الي كانت تأتي إليه من دول الخليج ، وتدمير جيشه العائلي الموالي له والذي صنعه منذ عقود من الزمن ليحميه ويحمي مكتسباته ومكتسبات عائلته وزمرته ،وفقده لخدام أوفياءله لطالما لعقوا بيادته الموشاة بالمناصب والتجارة بأموال الشعب لجنى الأرباح الطائلة ، إن الثعلب العجوز صالح بدأ يفقد مخالبه مع كل رقصة منذ عام 2011م ،والسؤال الملح الذي يطرح نفسه في هذه اللحظات العصيبة من تاريخ اليمن هل مايحدث لليمن الأن يعتبر بمثابة الرقصة الأخيرة للثعلب العجوز صالح ؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام القادمة بكل تأكيد .