نفحة رمضانية- العشرة الآواخر من شهر رمضان
بقلم- جابر قاسم الصباح العربي
مضى من رمضان عشرون يوما ونحن استقبلنا العشر الآواخر منه شائلين المولى عز وجل أن يرزقنا أجر ليلة القدر ويتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال .
كل لحظة تمضى وثانية تنقضى فإنما هى جزء من عمرك ، وأنها مرصودة فى سجلك ودفترك ، ومكتوب فى صحيفة حسناتك أو سيئاتك .
فمنَّا الله علينا بأن قربنا إليه بالشهر المعظم رمضان شهر الأمة المحمدية ليكون سببا لسعادتنا وحُسن عاقبتنا فى دنيانا وآخرتنا .
وإذا كان قد ذهب من هذا الشهر أكثره ولكن بقى آخره العشر الأواخر هى زبدته فى الحرث وثمرته لقوله الحق : " من كَان يُريُد حَرث الأخرة نـَزد له فى حَرثهِ ، ومن كان يُريُد حرثَ الدُّنيا نُؤتهِ منها ومالَهُ فى الأخرة من نَّصيبِ .)
ــ لقد كان ( صلى الله عليه وسلم ) يُعظم هذه العشر ويجتهد فيها إجتهادا حتى لا يكاد يقدر عليه يفعل ذلك صلى الله عليه وسلم ، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
لقد كان لنا فى رسول الله أسوة حسنة ولنا ان نقتدى به صلى الله عليه وسلم ونتعرض لنفحات هذه الأيام لفضلها ونجتهد فيها .
(1 ) ـ روى الإمام مسلم عن السيدة/ عائشة رضى الله عنها قالت : كان رسول الله يجتهد فى العشر الأواخر ما لا يجتهد فى غيره .
(2 ) ـ وعنها قالت : كان النبىِّ صلى الله عليه وسلم إذا كان رمضان قامَ وناَمَ ، فإذا دخلَ العشُر الأخير من رمضان شـمرَّ وشدَّ مئزره وأحيا ليلهُ وأيقظ أهلهُ .
وعنها قالت : فإذا دخل العشرُ الأخير من رمضان طوى فراشهُ وأعتزل النساء وأغتسل بين الأذانين ، وجعل العشاء سحُوراً .
وذلك طلبا لليلة القَّدر الى هى خير من ألف شهر ، لقوله صلى الله عليه وسلم : فيه ليلة خيرُ من ألف شهر من حُرمها فقد حُرم الخير كله ولا يحُرم خيرها إلا محروم ( رواه النسائى )
ـ فعن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبىَّ (ص) قال : من قام ليلةَ القَدر إيماناً وإحتساباً غُفرَ له ما تقَدَّم من ذنبهَ ، / ومن صَام رَمضَان إيماناً وإحتساباً غُفر لَهُ ما تقدم من ذنبهِ .) مسلم والبخارى والنسائى
المعنى : ( ايمانا واحتسابا : أى نية وعزيمة، وهو أن يصومه على التصديق ، والرغبة فى ثوابه طيبة به نفسه غير كارها ولا مستتقل لصيامه و لا مستطيل لأيامه ، ولكن يغتنم طول أيامه لعظم الثواب .)
(3 ) قال (صلى الله عليه وسلم ) : تحروا ليلة القدر فى العشُر الأواخر من رمضان . متفق عليه .
ـ وقال ( صلى الله عليه وسلّم ) : ألتمسوها فى العشر الأواخر فى الوتُر .. ليلة أحدى وعشرين ، أو ثلاث وعشرين ، أو خمس وعشرين ، أو سبع وعشرين ، أو تسع وعشرين . فهى لا تثبت فى ليلة واحدة بل تنتقل فى هذه الليالى .
ـ فعن عبادة بن الصامت رضى الله عنه ، قال أن رسول الله (ص) خرج يُخبر بليلة القدر ، فتلاحى رجلان من المسلمين ، فقال (ص) أنى خرجت لأخبركم بليلة القدر ، وإنه تلاحى فلان وفلان ، فرُفعت وعسى أن يكون خيراً لكم ، ألتمسوها فى السبع ، والتسع و الخامس . ) رواه البخارى " باب الإيمان "
فقد أخفاها الله على عباده رحمة بهم ليجتهدوا فى جميع ليالى العشر بأعمالهم الصالحة وتزاد حسناتهم وترتفع درجاتهم .
فيجب علينا أن نجدُ ونجتهد فى العبادة بكثرة الصلاة وقراءة القرآن والذكر والأستغفار بقصد التعرض لعفو الكريم ورحمته ورضوانه .
من العمل الصالح فى الليالى الوترية هذه هى صلاة التسبيح ،شاملة الخيرات ( قال (ص) لسيدنا العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه " يا عباس يا عماه ، ألا أعطيك ، ألا أمنحك ، ألا أحبوك ( بمعنى : أخصك ) ألا أفعل بك " عشرُ خصال " :إذا فعلت ذلك غفر الله ذنبك ( أوله وأخره ، وقدمه وحديثه ، وخطأه وعمده ، وصغيره وكبيره ، وسره وعلانيته ) عشرُ خصال أن تصلى أربع ركعات تقرأ فى كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت فقل وأنت قائم " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " خمس عشرة ثم تركع فتقول وأنت راكع عشرأً ، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقوله عشراً ، ثم تسجد فتقول وأنت ساجد عشراً ، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً ثم تسجد فتقولها عشراً ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا .. فذلك خمس وسبعون فى كل ركعة ، تفعل ذلك فى أرع ركعات ، وإن أستطعت أن تصليها فى كل يوم مرة فأفعل ، فإن لم تستطع ففى كل جمعة مرة ، فإن لم تفعل ففى كل سنة مرة ، فإن لم تفعل ففى عمرك مرة . (ب) ـ ختم القرآن وفتحه حيث قال (ص ) عليكم بالحال المرتحل .، ختم القرآن وفتحه .
(4) أستحباب الأعتكاف فيها :ـ
هو لزوم المسجد للتفرغ للطاعة لله عزوجل وهو من السنة الثابتة بنص الكتاب وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم . حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : ولا تباشروهن وأنتم عاكفون فى المساجد .
ـ وأعتكف ( ص) فى العشُر الأواخر حتى توفاه الله عز وجل وأعتكفت أزواجه وأصحابه معه وبعده .
ـ قالت السيدة / عائشة رضى الله عنه : كان النبِّى يعتكف فى كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذى قبض فيه أعتكف عشرين يوما .
(5 ) ـ زكاة الفطر ... عن أبن عباس رضى الله عنهما : فريضة الصيام باداء الزكاه ، وبين الرسول(ص) المغزى من ذلك فقال رسول الله (ص) قال : صدقة الفطر طهارة الصائم من اللغو والرفث ، وطعمة المساكين فمن أداها قبل الصلاة فهى زكاة الفطر مقبولة ... ومن أداها بعد الصلاة فهى صدقة من الصدقات .
( 6 ) الدعاء فى العشر الأواخر... " اللهم أنك عفو كريم تحب الله فأعفوا عنا ."
(7 ) ـ الترغيب فى صوم ست من شوال
فعن ثوبان رضى الله عنه مَولى رسول الله (ص) عن رسول الله (ص) قال : من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة ، من جاء بالحسنة فلة عشرُ أمثالِها .رواه ابن ماجه والنسائى
صيام شهر رمضان بعشرة أشُهر ، وصيامُ سِتةِ أيام بشهرين فذلك صيام السنة .
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى .
اللهم أغفر لنا خطئنا وجهلنا وأسرافنا فى أمرنا وما أنت أعلم به منا .
اللهم أغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شئ قدير