بأقلام القراء

نفحة رمضانية- العشرة الآواخر من شهر رمضان

الصباح العربي

 

مضى من رمضان عشرون يوما ونحن استقبلنا العشر الآواخر منه شائلين المولى عز وجل أن يرزقنا أجر ليلة القدر ويتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال .

 

كل لحظة تمضى وثانية تنقضى فإنما هى جزء من عمرك ، وأنها مرصودة فى سجلك ودفترك ، ومكتوب فى صحيفة حسناتك أو سيئاتك .

فمنَّا الله علينا بأن قربنا إليه بالشهر المعظم رمضان شهر الأمة المحمدية ليكون سببا لسعادتنا وحُسن عاقبتنا فى دنيانا وآخرتنا .

وإذا كان قد ذهب من هذا الشهر أكثره ولكن بقى آخره العشر الأواخر هى زبدته فى الحرث وثمرته لقوله الحق : " من كَان يُريُد حَرث الأخرة نـَزد له فى حَرثهِ ، ومن كان يُريُد حرثَ الدُّنيا نُؤتهِ منها ومالَهُ فى الأخرة من نَّصيبِ .)

ــ لقد كان ( صلى الله عليه وسلم ) يُعظم هذه العشر ويجتهد فيها إجتهادا حتى لا يكاد يقدر عليه يفعل ذلك صلى الله عليه وسلم ، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .

لقد كان لنا فى رسول الله أسوة حسنة ولنا ان نقتدى به صلى الله عليه وسلم ونتعرض لنفحات هذه الأيام لفضلها ونجتهد فيها .

(1 ) ـ روى الإمام مسلم عن السيدة/ عائشة رضى الله عنها قالت : كان رسول الله يجتهد فى العشر الأواخر ما لا يجتهد فى غيره .

(2 ) ـ وعنها قالت : كان النبىِّ صلى الله عليه وسلم إذا كان رمضان قامَ وناَمَ ، فإذا دخلَ العشُر الأخير من رمضان شـمرَّ وشدَّ مئزره وأحيا ليلهُ وأيقظ أهلهُ .

وعنها قالت : فإذا دخل العشرُ الأخير من رمضان طوى فراشهُ وأعتزل النساء وأغتسل بين الأذانين ، وجعل العشاء سحُوراً .

وذلك طلبا لليلة القَّدر الى هى خير من ألف شهر ، لقوله صلى الله عليه وسلم : فيه ليلة خيرُ من ألف شهر من حُرمها فقد حُرم الخير كله ولا يحُرم خيرها إلا محروم ( رواه النسائى )

ـ فعن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبىَّ (ص) قال : من قام ليلةَ القَدر إيماناً وإحتساباً غُفرَ له ما تقَدَّم من ذنبهَ ، / ومن صَام رَمضَان إيماناً وإحتساباً غُفر لَهُ ما تقدم من ذنبهِ .) مسلم والبخارى والنسائى

المعنى : ( ايمانا واحتسابا : أى نية وعزيمة، وهو أن يصومه على التصديق ، والرغبة فى ثوابه طيبة به نفسه غير كارها ولا مستتقل لصيامه و لا مستطيل لأيامه ، ولكن يغتنم طول أيامه لعظم الثواب .)

 

(3 ) قال (صلى الله عليه وسلم ) : تحروا ليلة القدر فى العشُر الأواخر من رمضان . متفق عليه .

ـ وقال ( صلى الله عليه وسلّم ) : ألتمسوها فى العشر الأواخر فى الوتُر .. ليلة أحدى وعشرين ، أو ثلاث وعشرين ، أو خمس وعشرين ، أو سبع وعشرين ، أو تسع وعشرين . فهى لا تثبت فى ليلة واحدة بل تنتقل فى هذه الليالى .

ـ فعن عبادة بن الصامت رضى الله عنه ، قال أن رسول الله (ص) خرج يُخبر بليلة القدر ، فتلاحى رجلان من المسلمين ، فقال (ص) أنى خرجت لأخبركم بليلة القدر ، وإنه تلاحى فلان وفلان ، فرُفعت وعسى أن يكون خيراً لكم ، ألتمسوها فى السبع ، والتسع و الخامس . ) رواه البخارى " باب الإيمان "

 

فقد أخفاها الله على عباده رحمة بهم ليجتهدوا فى جميع ليالى العشر بأعمالهم الصالحة وتزاد حسناتهم وترتفع درجاتهم .

 

فيجب علينا أن نجدُ ونجتهد فى العبادة بكثرة الصلاة وقراءة القرآن والذكر والأستغفار بقصد التعرض لعفو الكريم ورحمته ورضوانه .

من العمل الصالح فى الليالى الوترية هذه هى صلاة التسبيح ،شاملة الخيرات ( قال (ص) لسيدنا العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه " يا عباس يا عماه ، ألا أعطيك ، ألا أمنحك ، ألا أحبوك ( بمعنى : أخصك ) ألا أفعل بك " عشرُ خصال " :إذا فعلت ذلك غفر الله ذنبك ( أوله وأخره ، وقدمه وحديثه ، وخطأه وعمده ، وصغيره وكبيره ، وسره وعلانيته ) عشرُ خصال أن تصلى أربع ركعات تقرأ فى كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت فقل وأنت قائم " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " خمس عشرة ثم تركع فتقول وأنت راكع عشرأً ، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقوله عشراً ، ثم تسجد فتقول وأنت ساجد عشراً ، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً ثم تسجد فتقولها عشراً ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا .. فذلك خمس وسبعون فى كل ركعة ، تفعل ذلك فى أرع ركعات ، وإن أستطعت أن تصليها فى كل يوم مرة فأفعل ، فإن لم تستطع ففى كل جمعة مرة ، فإن لم تفعل ففى كل سنة مرة ، فإن لم تفعل ففى عمرك مرة . (ب) ـ ختم القرآن وفتحه حيث قال (ص ) عليكم بالحال المرتحل .، ختم القرآن وفتحه .

 

(4) أستحباب الأعتكاف فيها :ـ

هو لزوم المسجد للتفرغ للطاعة لله عزوجل وهو من السنة الثابتة بنص الكتاب وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم . حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : ولا تباشروهن وأنتم عاكفون فى المساجد .

ـ وأعتكف ( ص) فى العشُر الأواخر حتى توفاه الله عز وجل وأعتكفت أزواجه وأصحابه معه وبعده .

ـ قالت السيدة / عائشة رضى الله عنه : كان النبِّى يعتكف فى كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذى قبض فيه أعتكف عشرين يوما .

 

(5 ) ـ زكاة الفطر ... عن أبن عباس رضى الله عنهما : فريضة الصيام باداء الزكاه ، وبين الرسول(ص) المغزى من ذلك فقال رسول الله (ص) قال : صدقة الفطر طهارة الصائم من اللغو والرفث ، وطعمة المساكين فمن أداها قبل الصلاة فهى زكاة الفطر مقبولة ... ومن أداها بعد الصلاة فهى صدقة من الصدقات .

( 6 ) الدعاء فى العشر الأواخر... " اللهم أنك عفو كريم تحب الله فأعفوا عنا ."

 

(7 ) ـ الترغيب فى صوم ست من شوال

فعن ثوبان رضى الله عنه مَولى رسول الله (ص) عن رسول الله (ص) قال : من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة ، من جاء بالحسنة فلة عشرُ أمثالِها .رواه ابن ماجه والنسائى

 

صيام شهر رمضان بعشرة أشُهر ، وصيامُ سِتةِ أيام بشهرين فذلك صيام السنة .

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى .

اللهم أغفر لنا خطئنا وجهلنا وأسرافنا فى أمرنا وما أنت أعلم به منا .

اللهم أغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شئ قدير

نفحة رمضانية