تحقيقات وتقارير

قطر خارج السرب تنتظر الفرج .. الكويت : مستمرون في الوساطة حتي نطوى صفحة الخلاف الخليجي

الصباح العربي

"سنواصل رأب الصدع بين الاشقاء " بتلك الكلمات أعلنت السلطات الكويتية اصرارها على وضع حد للخلافات التصعيدية بين قطر والدول الأربع وانهاء القطيعة ، وذلك من خلال العمل الجاد والدؤوب الذي تقوم به القيادة الكويتية الحكيمة  منذ بداية الأزمة التي أندلعت في مطلع شهر يوينو من العام الجارى حتى الآن دون حسم .

وبرغم يأس معظم الدول العربية والدولية من قبول قطر للمطالب العربية وعدولها عن موقفها وتغيير سياسيتها اتجاه أشقائها الكبار مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ؛ إلا ان محاولات الكويت لم تتوقف بعد .

ومن هذا المنطلق ، اعلن نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله ، أن بلاده مستمرة في جهودها لاحتواء الأزمة الخليجية، معربا عن أمله برأب الصدع، وعقد القمة الخليجية بموعدها في ديسمبر المقبل؛ مشددا على أن الوساطة الكويتية لم تفشل وهناك محاولات واجتهادات من الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنرى حلا سريعا لهذه الأزمة.

واضاف نائب "وزير الخارجية الكويتي "، أن بلاده "لن تتخلى عن دورها إزاء الأزمة الخليجية وتطلعها إلى موقف خليجي موحد"؛ موضحا أن مواصلة الجهود لاحتواء هذا الخلاف المؤسف بين الأشقاء، مشددا على أنّ جهود بلاده "ستستمر إلى أن ترى هذا الخلاف قد طويت صفحته".

وأضاف: "ثقتنا كبيرة جدا في أشقائنا بدول مجلس التعاون الخليجي، وأشقائنا في مصر أيضا، بأن يتجاوزوا هذا الخلاف، وأن يبدأوا بفتح صفحة جديدة للعلاقات، ما يمكّنهم من التفرّغ لمواجهة تحديات عديدة ومتصاعدة في هذه المرحلة"؛ موضحا أن الكويت لم يفقد الأمل، ودائما متفائلون بالوصول إلى ما يعزز لحمة ووحدة وصلابة الموقف الخليجي؛ داعيا إلى التهدئة الإعلامية بشأن الأزمة الخليجية، معربا عن تطلعه لأن نرى إعلاما متزنا وواقعيا وذا مصداقية.

وحول معوقات استضافة الكويت للقمة الخليجية في ديسمبر المقبل في ضوء الأزمة الحالية، قال الجار الله: "أتمنى أن يأتي الوقت المحدد للقمة، وأن تنعقد في وقتها"؛ معربا عن أمله في أن يلتئم الموقف الخليجي وأن نتمكن من رأب الصدع في هذا الموقف، ونحن متفائلون بأن يتحقق هذا الشيء.

ويثمن رئيس البرلمان السويسري يورغ شتال  ، العلاقات البرلمانية السويسرية- الكويتية، مؤكدا أنها تسير على خطى راسخة لتعزيز التعاون المشترك بين الجانبين في المجالات ذات الصلة.

وأضاف "يوزغ شتال " ، أن سويسرا تدرك أهمية مكانة دولة الكويت في المنطقة وتعول كثيرا على حيادها واستقلالية قرارها وعلاقاتها الطيبة مع جميع الأطراف وهو محل تقدير من الحكومة السويسرية ، لاسيما في ظل الجهود التي يبذلها أمير الكويت الشيخ الصباح الأحمد ، في الوساطة الخليجية نظرا لما تتمتع به دولة الكويت من علاقات متميزة ومحايدة مع جميع الأطراف، وهو ما أشادت به مختلف الأطراف السويسرية.

ومن جانبها ، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "هيذر نويرت" ، تقديرها ودعمها لجهود الوساطة الكويتية بين قطر ودول الحصار الأربع قائلة : "نحن نحث على إجراء محادثات مباشرة بين جميع الأطراف لأننا نعتقد أنه من أجل حل الموقف، وهو يحتاج بالفعل إلى حل، عليهم أن يجلسوا معًا لإجراء حوار مباشر، ونحن مستعدون للمساعدة وندعم جهود وساطة أمير الكويت ونأمل أن تجتمع هذه الدول لبدء محادثات، ونعتقد أنهم يقتربون من العمل سويا".

وفي الصدد ذاته جاءت تلك التصريحات متزامنة مع التقرير الصادر عن معهد واشنطن للكاتبه الباحثة لوري بلوتكين بوغارت، زميلة أبحاث في برنامج سياسة الخليج بالمعهد ، الذي اشار ألى أن نهج الكويت تجاه الخلاف مع قطر يتمثل في الاضطلاع بدور الوسيط الفعال. وأشار التقرير إلى أن الكويت حظيت بتأييد دولي كبير لدورها، الأمر الذي وفّر بدوره المزيد من الأمن للبلاد خلال هذه الفترة المتوترة، حيث يُعتبر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي يقود جهود الوساطة، أحد الشخصيات الحكيمة والمتمرسة في المنطقة. فقد أمضى عقودا كدبلوماسي ووسيط، من بينها قبل بضع سنوات فقط حول نفس القضايا الأساسية مع معظم الجهات الفاعلة نفسها كما في الأزمة الحالية.

استقرار المنطقة

وتابع تقرير معهد واشنطن بقوله "إن الكويت تسلّط الضوء أيضاً على الحاجة إلى الاستقرار، والعلاقات السلمية بين دول مجلس التعاون الخليجي، وسلامة الهيئة الإقليمية". وفي خطب رئيسية منذ بداية الأزمة، أعرب أمير البلاد عن شعوره بالمرارة بالتطورات غير المسبوقة التي يشهدها البيت الخليجي، ودعا إلى وحدة وتماسك الموقف الخليجي و رأب الصدع بالحوار والتواصل. وترى الكويت أن المظلة الأمنية التي يوفرها مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة إلى الدول الأعضاء أساسية لاستمرارها. وكان هذا المجلس الإقليمي نفسه مبادرة من قبل أمير الكويت السابق، الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.

المعالجة الحكيمة

وأكد التقرير ، أن موقف الكويت الأساسي الذي لم يأت بنتائج إيجابية حتى الآن في الخلاف الخليجي، أدى إلى إحداث وحدةً وطنية كبيرة. ويبدو واضحاً أن الأمير يحظى بتأييد واسع بين الكويتيين لدوره في هذه الأزمة. ويبدو أن معظم الكويتيين فخورون بمعالجة الأمير للأزمة ومتّحدون خلفه بصورة لم نرها في السنوات الأخيرة. وحتى يبدو أن هناك نزعة قومية تستعيد نشاطها في الكويت مرتبطة بتأييد الكثيرين لموقف دولة قطر، فالأزمات السياسية المفاجئة التي تهدد الإمدادات الغذائية تثير ذكريات راسخة في أذهان الكويتيين الذين عاشوا خلال الحرب العراقية. وفي وقتٍ تحظّر فيه السعودية والإمارات أي انتقادات لسياستهما تجاه قطر، يشعر الكثير من الكويتيين بالامتنان إزاء المساحة الأوسع نطاقاً للجدال السياسي في بلدهم.

التحدي الأهم

واختتم تقرير معهد واشنطن بالإشارة إلى أن التحدي الذي يواجهه أمير الكويت يتمثل في إيجاد حل للأزمة يعالج أسباب امتعاض الدول المجاورة من دون خلق تصوّر بأن قطر تفقد استقلاليتها في خضم العملية. ويدعم شركاء الكويت الأمريكيون دور الأمير، كما اتضح عندما اتخذ وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون من الكويت قاعدة لإجراء "دبلوماسيته المكوكية" في الخليج في يوليو الجاري. وسيكون من الحكمة أن تواصل واشنطن العمل مع الكويتيين للمساعدة في تعزيز موقفهم وحمايتهم من العواقب السلبية لدورهم المتوازن.

 "العار والخجل"

وعلي الجانب الأخر من الأزمة ، يزعم وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن ممارسات دول الحصار على الساحة الدولية بمثابة "أمر يبعث على العار والخجل"ـ على حد تعبيره .

وأضاف الشيخ آل ثاني،  أن الأزمة الخليجية كرّست التدخّل في الشؤون الداخلية لقطر، وفرض الوصاية على قراراتها، وهو ما عبّرت الدوحة عن رفضه مراراً، منذ 5 يونيو الماضي.

وأشار إلى أن الإجراءات "الأحادية" التي اتّخذتها دول الحصار، منذ بدء الأزمة بين دول مجلس التعاون الخليجي، "تنتهك مبادئ القانون الدولي"، داعياً إلى "عدم انتهاك حقوق الإنسان لتحقيق أهداف سياسية".

وأوضح الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن "سبب الأزمة الخليجية فرض سياسات على قطر تخالف مبادئها وقيمها، وهو محاولة واضحة لفرض تغيير النظام من الخارج؛ لأننا لا نشاطرهم رؤيتهم المنغلقة".

 

 

 

 

 

الكويت الوساطة القيادة الحكيمة مصر الامراات السعودية البحرين الخلاف الخليجي