بأقلام القراء

د. عرفات ابو عيطه يكتب..  الجنة المفقوده 

الصباح العربي

فقدوا سعادتهم باتخاذهم الجهل كمن اضاعوا جنتهم باتخاذهم العجل فتنتهم غيابات الفكر والضلال وغررت بهم سخافات الرقص والطبل انهم يحسبون الجنة والنار كلمتان تنتميان فقط لعالم الاخره ولكن ذلك خطأ شائع ترتبت عليه كوارث وفواجع تسويف واهمال وأوهام قانع ويأس وذل وهوان خانع انما الجنة والنار كلمتان تنتميان روحيا لعالم الدنيا لأن فى الدنيا جنة هى السعاده وفى الدنيا نار هى الشقاء فلماذا يفرون من الجنة فرار ويختارون النار باصرار 
انسان واهم من يبحث عن سعادته المفقوده فى المال انه السفه والاختلال فمن مميزات الفقر بلا جدال إدراك الإنسان لاحاسيس الرحمه والشفقه والصبر والاحتمال تلك الاحاسيس القيمه التى يفتقر إليها ذوى الأموال .والفقر ابو الإنجاز وتاج على روؤس من بلغوا النجاح بالكفاح فما اعظم الفقراء 
.انسان واهم من يبحث عن سعادته المفقوده فى المخدرات إنها ذلات تتبعها ذلات خيال يؤدى إلى الشتات وسبات كسبات الاموات فيها سعادة الشياطين وضحك الاشرار وسمر مع الفجار وهذيان صغار 
انسان واهم من يبحث عن سعادته المفقوده فى السلطه فهى ورطه بعد ورطه واستيقاظ بلا نوم واختبار كل يوم إشعال حروب وإلقاء تهم ومواجهات لها ثمن وعادة ما يكون دم 
انسان واهم من يبحث عن سعادته المفقوده فى الشهره فهى تكلف دائم ومرض باللوم والهزائم وخيالات هائم وخوف دفين من الناظرين قائم 
ان السعادة الحقيقيه لا تتواجد مطلقا فى الاعمال والاحوال الماديه بل هى روحية المنشأ والمنبع قلبية القواعد والمرجع يمتلكها القابل الراضى بأحكام من يضر وينفع لن يمتلكها من ينظر فقط لمن هو دونه فى المال والقدر وإنما بإنكار الذات الذى تتساوى فيه كل الدرجات 
ستجدون السعادة المفقودة فى العطاء بلا من ولا يهمكم أين وإلى من. ستجدونها فى إبتسامة اليتيم وفى قراءة حم. والإيمان بالله والخضوع والتسليم .وفى راحة البال وترك القيل والقال .والتعفف عن السؤال .
انها صناعة السعاده صناعة روحيه تسهل على كل انسان فنان رتب قناعاته ومعتقداته بإتقان وسمى بعقله عن النقصان وأدرك ما لا يدركه الكبار والصبيان .وكلما افقدوه سعادته استعاد جنته وكلما فقد جنته صنعها من سعادته فحول دنياه إلى نعيم والاشقياء فى سكرتهم يعمهون تائهون ويتيهون يبحثون عن الجنة المفقوده