بشرى التونسية تكتب: أشلاء ذكريات
الصباح العربيفي ليلة صماء قررت تقطيع كل الصور ومسح كل الرسائل قبل أن تتحول من رسائل حب إلى رسائل عتاب.. تأملت كبد السماء وعمق النجوم التي أخفاها الظلام.
حطمت كل الاماني البالية ورجعت من جديد لاحتضان ما تبقى من أشلاء للذكريات.. لا يزال عطر قميصه يلفحني من كل مكان ولا تزال تلك الابتسامة تمنحني طاقة لأعانق كل الطيور والضباب وكل ما سيعترضني في الاجواء .
ولا يزال وقعها على نبضات صدري يحدث فيه رعشة في كل الأرجاء.. عانقت الساعة التي كان يسرقها من معصمي كي لا أراقب الوقت ساعة اللقاء ولا أستعجل لحظة الرحيل وكأنها آخر المقابلات.. استنشقت رائحة أنامله التي تعلقت فيها، فيالها من أوهام تبعثرني تشتتني تمزقني وتحول قوة صبري إلى بكاء.
هذه الليلة أحرق إشارات المرور وكل ممرات العبور، كل الظلام المحيط بي مصارعة السكون أسابق الزمن كي لا ألتفت خلفي فربما تسحبني الاشواق من جديد وتقيدني بسلاسل العشق فأضعف وأنهار وأعلن راية استسلامي وأثور.
ارحلي أيتها الذكريات.. خذي كل ما تبقى من تفاصيلنا وانثريها ولا تكترثي بآيات العشق ولا حتى بالآهات.. لملمي جراحك ثم انتزعيها من شرائط الزمن ولا تتحسري على ما فات فقط.. اهمسي بصوت خافت بالأمس كان حبا ولا أظنه اليوم قد مات.. سيبقى خالدا دون غيره حتى الممات.