شرين احمد المزوري تكتب.. بابا نوئيل وحلم ستيلا
الصباح العربييحكى أن هناك قرية صغيرة بعيدة عن المدينة، سكان القرية كانوا يحبون بعضهم البعض ويتعاونون فيما بينهم، ومن بينهم يوجد بيت صغير تعيش فيه فتاة تدعى (ستيلا) تبلغ العاشرة من عمرها ولديها إخوة صغار يتامى، لكنهم تعودوا على أهل القرية والكل يحبونهم، لهذا لم يشعروا بالوحدة أبدًا.
وهاهي اقتربت ليلة (سانتا كلوز) وهي ليلة الكريسماس وأهل القرية يستعدون مثل كل عام والكل ينتظرون بابا نويل والقرية ينامون مبكرين، وعلى أملهم أن بابا نويل سيأتي ويوزع الهدايا عليهم، ولكن كل عام لم يحالفهم الحظ لأن العالم كبير والقرية لم تكن محظوظة لرؤية (سانتا كلوز)، لهذا قررت استيلا أن تفاجئ أهل القرية بطيبة قلبها، أخذت ستيلا تبدأ بالمفاجأة وباقي على ليلة رأس السنة عشرة أيام وستيلا كانت تصنع ألعابًا من القماش وعلب جميلة من الورق وقلادات وأساور من صنع يديها، واأذية قماشية وتحيك معاطف من الصوف وكل شيء من هدايا الأطفال وخيطت لنفسها بدلة حمراء وصنعت لحية بيضاء وشعرًا أبيض وكأنها سانتا كلوز.
فعلت ستيلا مابوسعها بقلبها الطيب من أجل إخوتها وصغار القرية لتسعدهم والآن أتت تلك اللحظة، وهي ليلة رأس السنة وهي ليلة مظلمة في القرية أهل القرية ينتظرون بفارغ الصبر على أمل أن سانتا سيأتي يزورهم وينظرون من بعيد احتفالات المدينة والأضواء المنيرة، كأن ظنهم خاب وشعروا باليأس والجميع عادوا إلى منازلهم بقلوب كاسرة وإخوتها الصغار كانوا يبكون وهم ماسكين يد أختهم ستيلا ومرددين وهم ينامون: بابا نويل.. لماذا لم تأتِ؟.
وبعد منتصف الليل بينما هم غارقون في النوم فوجئوا بسماع صوت أجراس صغيرة، من فرحتهم أيقظوا صغارهم، وهم يقولون سانتا كلوز جاء وخرجوا وجدوا بابا نويل حاملا كيسًا ببدلته الحمراء ولحيته البيضاء، ففرح الأطفال كثيرًا وأسرعوا لاستقباله، ووزع عليهم الهدايا التي صنعتها ستيلا والأطفال لم يصدقوا من شدة فرحتهم بأن بابا نويل هو نفسه، كانت فرحة ستيلا الكبرى في رؤية سعادتهم، وبينما هي كانت تتأمل أهل القرية وكأن حلم حياتها تحقق، فجأةً دارت خلفها سامعةً صوت عربة سانتا كلوز الحقيقي وهو متجه حولهم ففوجئت لرؤيته لأنها كانت المرة الأولى التي تراه وأهل القرية تعجبوا كثيرا كيف بابا نويل الواحد أصبح اثنين!
من دهشة ستيلا نزعت لحيتها البيضاء وشعرها الأبيض وأسرعت نحو سانتا الحقيقي وهي سعيدة، وفي النهاية علم أهل القرية بتضحية ووفاء ستيلا وتبين أن في كل مكان توجد قلوب صافية لعل زيارة بابا نويل لتلك القرية كانت معجزة جزاء النوايا الحسنة لتلك الفتاة التي سعت جاهدة لإسعاد أهل القرية.