د. مجدى بدران يكتب: الصيف والأشعة فوق البنفسجية
الصباح العربي الصباح العربيتحوى الطاقة الشمسيه الأشعة تحت الحمراء بنسبة 51% ، و الضوء المرئي بنسبة 47% ، و الأشعة فوق البنفسجية بنسبة 2%. الأشعة فوق البنفسجية أشعة كهرومغناطيسية غير مرئية تنتشر في الفراغ ، تنبعث الأشعة فوق البنفسجية من الشمس على شكل أحزمة من الموجات الطويلة و المتوسطة و القصيرة ، ولكن بسبب امتصاص أوزون الطبقة الجو العليا لها، فإن 99% من الإشعاع الذي يصل سطح الأرض يكون من الحزمة الطويلة. بينما تعمل الحزم المتوسطة والقصيرة من الموجات فوق البنفسجية في تكوين طبقة الأوزون. تحمل الأشعة فوق البنفسجية موجات ذات طول أقصر من الضوء المرئي لكنها أطول من الأشعة السينية وقد سميت بهذا الاسم لأن طول موجة اللون البنفسجي هو الأقصر بين ألوان الطيف. الأشعة فوق البنفسجية لها فوائد و لكن ربما تسبب أضرارًا .
تساعد الموجة المتوسطة من الأشعة فوق البنفسجية الجلد على إنتاج فيتامين د . فيتامين د من الفيتامينات الهامة لصحة الإنسان ، ينظم عمل 2000 شفره وراثيه فى الجسم ، و ينظّم توازن الكالسيوم فى الجسم، و يساعد على تزويد العظام بالمعادن ، و يمنع هشاشة العظام . فيتامين د يفيد مرضى الحساسيه ، فهو يحد من أعراض الحساسيه ، و يفيد مرضى الحساسية الصدرية المعرضين لمضاعفات الإنفلونزا، و يفيد مرضى الأرتيكاريا المزمنة. ينشط فيتامين د الجهاز المناعى خاصة ضد الفيروسات جميعًا ، و هو هام لسلامة كافة الخلايا و يساعد فى تشكيل خلايا الدم و الخلايا المناعية. يسبب نقص فيتامين د مرض لين العظام و الذي يؤدي الى تقوس الساقين عند الأطفال ،وتأخر بزوغ الأسنان، و هشاشة العظام عند البالغين .
تنتج الأشعة فوق البنفسجية من عمليات لحام وقص المعادن ، و تنتج مصابيح الفلورسنت الإشعاع الفوق بنفسجي بواسطة تأين بخار الزئبق بجو قليل الضغط ، و يمتص مسحوق الفوسفور الذي يغلف الجزء الداخلي من المصباح ذلك الإشعاع ويحوله إلى ضوء مرئي ، كما تبعث شاشات التلفزيون أشعة فوق بنفسجية أيضًا .
للأشعة الفوق بنفسجية استعمالات طبية مثل علاج الأمراض الجلديه كالصدفيه و البهاق والإكزيما . يلعب ضوء الشمس دورًا مهمًا في القضاء على الميكروبات ، لأن الأشعة الفوق بنفسجية لها تأثير قاتل على البكتيريا . تُستخدم الأشعة الفوق بنفسجية فى تعقيم بعض الأدوات الجراحية وتعقيم المستشفيات والصناعات الغذائية ومصانع الدواء والمعامل و أحواض السباحة من خلال مصابيح خاصة.
التعرض لفترات طويلة للشمس وأشعتها الفوق بنفسجية قد يسبب تأثيرات صحية خطيرة ومزمنة بالجلد و العين و الجهاز المناعى ، فهى تدمر الكولاجين الذى يحافظ على نضارة وحيوية الجلد وبالتالي تسرع هذه الأشعة شيخوخة الجلد ، و تسبب حروق الجلد الشمسية و سرطان الجلد . تخرب الحمض النووى د إن إيه بصورة تراكمية مما يعجل بسرطان الجلد بعد فترة تتراوح من سبع إلى عشرة سنوات .
التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية يتسبب فى حدوث وفيات تصل إلى ما يقرب من 60 ألف فرد فى السنة عالميًا ، بسبب الإصابة بالأورام السرطانية الخبيثة وغيرها من أورام الجلد الأخرى ، و سرطان العين .
تزداد مخاطر الأشعة فوق البنفسجية فى أماكن العمل المكشوفة المعرضة للشمس ، خاصة مع زيادة فترات البقاء فى أشعة الشمس نهارًا ما بين الساعة العاشرة صباحًا حتى الرابعة عصرًا . النهار المغيم ليس شرطًا على عدم غياب أشعة الشمس الضارة ، و تزيد الملابس الخفيفة قابلية تعرض الإنسان لمخاطر الأشعة فوق البنفسجية خاصة فى فصلى الربيع والصيف . الأماكن المرتفعة، مثل الجبال ، و الأماكن التي يتواجد فيها الثلوج والماء والرمال والخرسانات تزيد من عكس الأشعة فوق البنفسجية.
الإفراط في التعرض للأشعة فوق البنفسجية يضر المناعة ، و حروق الشمس . يتغير توزيع و وظيفة خلايا الدم البيضاء لمدة تصل إلى 24 ساعة بعد التعرض لأشعة الشمس ، و تكرار التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية يمكن أن يسبب المزيد من الضرر لجهاز المناعة ، و هذا يفسر الإرتباط مع سرطان الجلد .
تلزم بعض الدول الحلاقين بتعقيم أدوات الحلاقة بأجهزة الاشعة الفوق البنفسجية . تستخدم الأشعة الفوق البنفسجية فى مصائد الحشرات الحديثة للتخلص من الحشرات التى تنجذب نحو هذه الأشعة .
للوقاية من مخاطر الأشعة فوق البنفسجية خاصة مع الذين يتعرضون لأشعة الشمس لساعات طويلة كالفلاحين وعمال البناء والمصطافين، يجب تجنب أشعة الشمس الضارة من الساعة العاشرة صباحًا إلي حتى الرابعة مساءًا ، وحماية الجلد بالملابس البيضاء علي قدر الإمكان بالقبعات التى تحمي الرأس والوجه والقمصان ذات الأكمام الطويلة و البنطلونات. يفضل استخدام الكريمات الواقية و تكرار استخدامها كل ساعتين عند التواجد فى أماكن مكشوفة ، و حماية العين من أشعة الشمس بارتداء نظارات شمسية مناسبة أو عدسات لاصقة مصممة لامتصاص الأشعة فوق البنفسجية . كلما كان ظل الإنسان أقصر منه كلما تزايدت مخاطر الأشعة فوق البنفسجية. يجب البعد عن جهاز التليفزيون بمسافة عشرة أضعاف قطر التلفزيون . يجب عدم تعرض الأطفال أقل من ستة أشهر لأشعة الشمس ، لأن أعينهم لا تستطيع تحمل ضوء الشمس، كما أن الكريمات الواقيه من أشعة الشمس ربما تسبب حساسية جلدية لديهم.