يوسف القعيد يكتب: القاهرة تتحدث عن نفسها
الصباح العربيأتوقف أمام اجتماع مجلس الأمن القومى، الذى عقد برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى، ولأنه مجلس للأمن القومى «بحق وحقيق»، يرأسه رئيس يعرف ماذا يمكن أن يقال عن الاجتماعات المصيرية الخطيرة. خاصة نحن أهل مصر قد نختلف فى أمور الحياة اليومية. ومن خلال ردود أفعالنا على ما يجرى.
لكن العقل الجمعى المصرى يدرك أنه عندما تتصل الأمور بمصير الوطن الحبيب والذى يضعه كل منا فى قلبه. فإن أقل الكلمات قد تكفى للتعبير عن المعانى. ورغم خطورة الاجتماع وأهميته. فإن بيانه قد تم على طريقة ما قل ودل. الموضوعان اللذان تناولهما الاجتماع يشكلان القضية التى تحتل العقل المصرى الفردى والجمعى. لارتباطهما بكيان الوطن ومستقبل البلاد.
يتساويان، السد الأثيوبى والوضع فى ليبيا. إن كان أحدهما يشكل مبتدأ جملة. فإن الثانى خبرها. صار المصريون واحداً. فإن مياه النيل وحدود مصر من ثوابت الوطنية المصرية.
تابعت اجتماعات سد النهضة الثلاثية وما رافقها من جهود دولية. وهالتنى تصريحات رئيس وزراء أثيوبيا التى تحاول الإخفاء أكثر مما تصرح. تجربتنا السابقة معه أنه قد يقول عكس ما جرى. وهو لا يدرى أن مياه النيل قضية الزمان والمكان. ومصر مبدئية فى موقفها وما تعلنه.
فهو يريد مفاوضات مفتوحة. لا نعرف متى يمكن أن تنتهى. ومصر رفضت ألاعيب تضييع الوقت. لقد لاحظت أنهم يبحثون عن أى وسيلة لكى يبدو الموضوع بلا نهاية. ورئيس وزراء أثيوبيا أمامه انتخابات. وقد جعل السد قضيتها الجوهرية. ولهذا كلما بدا اجتماع حتى تسعى أثيوبيا لفتح الملفات من أول وجديد. وتتناسى أن نفس الملفات قد تم فتحها من قبل.
لا بد أن تدرك أثيوبيا أن المفاوضات الثلاثية والدولية لا يمكن أن تستمر للأبد. وأنه لا بد من حل يرضى مصر والسودان وأثيوبيا. وبدون أى شيفونية فأنا أصر على هذا الترتيب. لا بد أن يتفهموا أن مائة مليون مصرى يقفون مع قيادتهم التاريخية الرئيس عبد الفتاح السيسى فيما أعلنه. وما تقوم به دولته فى التفاوض. وحرص مصر على أن تكون قوى العالم طرفاً فى هذه القضية التى لا يمكن أن تقبل أى حلول وسط.
يتحدثون عن مشاكلهم الداخلية. مع أنها قديمة قدم التاريخ. والنيل برئ من أى مشاكل يحاولون تصديرها لنا. النيل كل نقطة مياه فيه تقول إنه مصرى سودانى أثيوبى. ولا بد أن يدرك الجميع أن دولة المصب تسبق أثيوبيا والسودان بحصصها من المياه.
من الجنوب للغرب الليبى وفى المسافة بينهما يشتعل الغضب فى صدرى من غطرسة وخُيلاء الموقف التركى الذى تجاوز كل ما يمكن الكلام عنه. ومع هذا مَثَّلَ مؤتمر الإتحادية يداً ممدودة بقوة ومبدئية ووطنية للأطراف التى تريد التفاهم. ولكن المشكلة أن الأتراك البعيدين عن المكان الذى لم ينظروا له من قبل والآن وفى المستقبل إلا انطلاقاً من أطماعهم القديمة والجديدة. فلا حق لهم حتى فى الكلام عن الأمر. فما بالك بالأفعال؟ إن ما يقومون به عدوان واضح.
ليبيا جزء أصيل ومهم من الأمن القومى المصرى. والنيل نهرنا وقدرنا ومصيرنا وحياتنا.
نقلا عن اخبار اليوم