جلال عارف يكتب: يسقط منطق الصفقات .. وتبقى فلسطين
الصباح العربيتوقيت عقد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب مع انطلاق جلسات الحوار الوطنى الفلسطينى بالقاهرة، لم يكن فقط رسالة دعم لنضال الشعب الفلسطينى، ولكنه كان ــ وقبل كل شيء وبعده ــ تأكيدا على المعنى الذى أشار إليه بوضوح كامل وزير خارجية مصر سامح شكرى فى افتتاح لقاء وزراء الخارجية العرب وهو يقول: لقد ظن البعض أن العالم العربى فى ظل الظروف الدقيقة قد انشغل عن قضيته الرئيسية العادلة. وأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود ٤ يونيو ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية قد انزوت على أجندة أولويات الدول العربية، وهو الظن الذى يجانبه الصواب.
والحقيقة أن الأمر كان قد تجاوز مرحلة «الظن» بكثير فى ظل أوضاع عربية صعبة وعدوان اسرائيلى لم يتوقف على الحقوق الفلسطينية، وانحياز غير مسبوق من جانب إدارة الرئيس السابق «ترامب» مع قرارات لاتعترف بالشرعية الدولية ولا تتوقف عن محاولة تصفية القضية الفلسطينية وفرض أمر واقع لاتحكمه إلا قوة البطش ومحاولة تسويق الصفقات الفاسدة التى يعطى فيها من لا يملك لمن لا يستحق!!
واليوم وكل الاطراف تراجع سياساتها فى ضوء المتغيرات الهامة اقليميا ودوليا يجئ اجتماع الوزراء العرب (بدعوة من الاردن ومصر) ليعيد الامور لنصابها وليجسد موقع فلسطين كأولوية للعمل العربى المشترك، وليحمل كل الاطراف مسئوليتها فى الوصول للسلام العادل الذى يلتزم العرب جميعا بأن يكون أساسه دولة فلسطين المستقلة على حدود ٦٧ وعاصمتها القدس العربية.
هام جدا أن يتوافق الجميع على خطورة ما تمر به المنطقة وأن تكون الحاجة لبلورة رؤية عربية للتعامل مع التحديات واضحة للكل، وأن تكون البداية مع قضية العرب المركزية فلسطين، وان تكون الحقوق المشروعة لشعب فلسطين هى اساس التحرك العربى استنادا الى القرارات الدولية والمبادرة العربية.. بعيدا عن الصفقات المشبوهة وأن يكون التحرك نحو الحل من خلال رعاية دولية وليس خضوعا لابتزاز قوة دولية فى ظرف طارئ تقوم بنفسها الآن بمعالجة آثاره الضارة على سلام العالم وعلى مصالحها الخاصة فى نفس الوقت!!
ويبقى أن نرى الفصائل الفلسطينية وهى تتجاوز كل الخلافات التى لا ينبغى ان تعوق استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وأن تعكس نتائج لقاء الفصائل بالقاهرة روحا جديدة تنطلق من أن تضحيات أجيال من الشهداء لم تكن بحثا عن السلطة وانما انتصارا لفلسطين.. وطنا وشعبا ودولة وقدسا ستظل عربية وتبقى رمزا لسلام الحق وليس لاغتصاب الحقوق.
نقلا عن اخبار اليوم