أحمد عبد الرحمن يكتب : حِـزْب الأَنـَا
الصباح العربيدائما أتعجب من طريقة تفكير بعض النماذج البشرية التي تنتمي إلى المحروسة التي تعرف تاريخيا بإسم مصر ، ومصدر التعجب أن كل واحد اخترع لنفسه حزب وأطلق عليه اسم ( أنا ) وأصبح حزب ( أنا ) هو المسيطر على كل شئون الحياة المصرية ، وطبعا أنجب حزب ( أنا ) العديد من الأحزاب التى تسير على خطاه ومنها .. ( أنا ومن بعدى الطوفان ) ، ( أنا واخويا على ابن عمى ) ، ( أنا وابن عمى على الغريب ) ، ( أنا والغريب قاعدين ع القهوة ) ، ( أنا زى مانا وأنت بتتغير ) ، المهم إن ( الأنا ) هي الأب الشرعي لهذه الأحزاب والتي تزيد عن مائة مليون حزب ( أَنَـوِى ) محققه رقم قياسي تاريخي في عدد الأحزاب فى بلد واحد .
وللأسف جعلت تلك الأحزاب تفكير من ينتمون إليها وهم فى الغالب ( واحد لا أكثر ولا أقل ) جعلت تفكيرهم ينحصر في إطار مصلحة الفرد الواحد ، وهو ما يجعله يخوض حروب شرسة من أجل " فرض " رأيه الشخصي على الآخرين ، وطبعا تلك الحروب لن تنتهي لأن المائة مليون " حزب " شايف إن رأيه هو الصح والباقي (( بطيخ )) .
وقد يسألنى البعض ، طيب وما هو الحل من وجهة نظر " حزبك " .. قصدي من وجهة نظرك ؟! .. سوف " أنجعص " فى مجلسي على اعتبار إنى صاحب حزب وأعمل فيها " عنتر زمانه " إللي مقطع السمكه وديلها وأقولكم الحل هو " سد الحنك " .. متستغربوش قوى كده !! هو أنا قلت سد النهضة .. ده سد الحنك ..
ولو حضراتكم مش عارفينه هو حلوى شعبيه عباره عن عجينة دقيق وسكر وشوية سمنه وإللى بياكله لازم يفضل ( مَلْكُومْ ومِتَيِسْ ) ..
المهم نعمل مشروع قومى لإنتاج " سد الحنك " ويبقى شعار المرحله ( سَدْ الحَنَكْ تبقى مَلِكْ ) ، طبعا كتير من السيدات والساده سوف يتهمني بالجنون أو الإستعباط أو الاستظراف ، وده بالتأكيد من حقكم وعلشان أنا أبو الديموقراطيه ، مش هعمل لكم حاجه وهفهمكم واحده واحده .
الموضوع ببساطه إن الجميع ومنذ يناير 2011 بيتكلم وبس ، صح غلط مش مهم ، المهم إنه يتكلم وخلاص .
الكبت والحرمان " الكلامى " كان المرض المزمن عند الشعب المصرى ، كله كان عنده نفس المرض وكله ربنا كتب له الشفاء مره واحده ، وطبعا الشفاء الجماعى عمل ( خضه ) للشعب المسكين ( فَشَر طاسِة الخضه ) بتاعت أم بديعه إللى أنا مش عارف هى مين ؟!! ..
المهم الشعب " المخضوض " خرج من القمقم ومحدش عارف يسيطر عليه ، وللأمانه معنديش أدنى اعتراض على كده ، لكن بالهداوه وعلى مِهْلَك ياشعب شويه ، لا تجعل المتربصين والمنتظرين والحاقدين على حريتكم ينتهزون إنشغالكم بالكلام ويتحركوا فى الظلام لكى يعكروا صفو الحياه ، انهم يخططون لإفساد الحياه علينا بعد أن تسببنا لهم فى ( قطع شهوتهم ) الشاذه والمريضه فى إغتصاب كل موارد وثروات هذه الدولة المسكينه والتى كانت تغتصب على مدار عشرات السنين وكانت صرخاتها تبحث عن من يطلق سراحها وينقذها من بين أنياب المغتصبين .
لابد أن نهدأ حتى لا نكرر التجربة المريره عندما تفرغنا للكلام عقب يناير فوقعت ( المُغتَصَبه ) فريسه فى أيدى مغتصب كان من نوع أكثر شذوذا وشهوة لم يردعه دين أو أخلاق أو شهامه أو أى صفه من صفات الرجوله ، الله لا يرجع أيامهم .
عايزين نركز شويه لأننا في حاله لا تسمح بالإغتصاب مرة أخرى على الإطلاق .
صحيح البلد حلوه وزى القمر مهما كبرت أو حصل فيها ، لكن كفايه بقى لازم نرحمها من أصحاب النوايا ( الإغتصابيه ) ونبدأ نعاملها على إنها ( بنت بنوت ) وإللى يقرب منها نقطع ....... دماغه ..
ياريت كل واحد فينا يبدأ فى مشروع ( سد الحنك ) بمزاجه !!! .. ويركز فى شغله ويبطل كلام ورغى ( عمال على بطال ) .
عايزين نركز شويه مع إللى بيحكمنا فى المرحله الحالية لأنه وبخلاف من سبقوه بيتعامل معانا بالأفعال مش بالأقوال ، وآلاف المشاريع التنموية والإصلاحية في كل أنحاء المحروسة ، شاهدة على هذا الكلام .
ده غير إنه عارف ومتأكد من إن الشعب ده ( صاحى ومصحصح ) وإننا شبعنا كلام معسول وبرضه شبعنا كلام زى ( الزفت ) ، علشان كده كل كلامه فيه صراحة ووضوح ومافيهوش ( تزويق ) من بتاع زمان إللي شبعنا منه ع الفاضي .
حزب ( الأنا ) يا أعزائى سيجعلنا ( محلك سِرْ ) ، والمصيبه إنه ممكن يخلينا ( للخلف دُرْ ) وساعتها لا هينفع كلام ولا سلام ، هيبقى كله ضرب تحت الحزام .
خلينا بكرامتنا أحسن وياريت الحريه الكلامية إللى بنحلم بيها متتحولش إلى كابوس ، لأننا لو دخلنا مرحلة الكوابيس هنبقى عاملين زى إللى تعب نفسه وطلع أعلى قمم الجبال شايل على ضهره حموله 30 حصان وبعد ما وصل فوق الجبل ضرب نفسه ( سبعتلاف جزمه ) لأنه بعد كل إللى إتحمله علشان يطلع إكتشف إنه لا معاه حاجه يشربها أو حتى لقمه عيش ناشفه يسد بيها جوعه ، يعنى من الآخر تعبه طلع على مافيش .. !!
إيه رأيكم دام فضلكم ؟! موافقين على ( سد الحنك ) بمزاجكم ولا تطلعوا الجبل شايلين طوب وزلط وبرضه بمزاجكم ؟!
( أنا ) عن نفسى وبالأصاله عن حزبى قررت إنى ........ أنام بدرى تصبحوا على أحلام سعيده .