اتفاق الحبوب.. طوق نجاة العالم المهدد بانسحاب روسي
الصباح العربيتلعب أوكرانيا دورا كبيرا كمصدر للغذاء في العالم، حيث تساهم بتوفير 42% من زيت عباد الشمس الذي يتم تداوله في السوق العالمية، و 16% من الذرة و 9% من القمح.
وتمر 90% من صادرات أوكرانيا عبر موانئ عميقة في البحر الأسود.
أما روسيا فتبلغ صادراتها من القمح عالميا 203 ملايين طن، وبالتالي تحل روسيا في المرتبة الثالثة من حيث امتلاك أكبر مخزون للقمح عالميا بـ 77 مليون طن، وأوكرانيا السابعة عالميا بـ 28 مليون طن.
وروسيا هي الأولى عالميا من حيث التصدير بـ 37.3 مليون طن، تليها أميركا وكندا بـ 26.1 مليون طن، وأوكرانيا في المركز الرابع بـ 18.1 مليون طن.
الحرب تهدد العالم بالجوع
إلا أن كل الأرقام السابقة تبددت في غمضة عين، عندما قام الجيش الروسي، في 24 فبراير شباط الماضي، بغزو الأراضي الأوكرانية، لتتعرض عملية تصدير القمح الأوكراني لمختلف دول العالم، إلى وعكة، بسبب الحرب، وتداعياتها.
فور اندلاع الحرب، أدرك العالم الخطر الذي يحدق به، في مسألة “الأمن الغذائي”، فقد خسر مع اندلاع الحرب 18 مليون طن من القمح الأوكراني، وخسر نسبة أخرى من واردات القمح الروسي.
الهند.. حل لم ينجح
هنا وجدت دول العالم نفسها في حاجة لتعويض ذلك النقص، وكانت الهند هي الخيار الأمثل.
وعلى الرغم من أن الهند هي ثاني أكبر منتج للقمح في العالم، فإنها لم تكن من قبل مصدرا رئيسيا له لأن معظم محصولها يباع في الأسواق المحلية.
فكرت الهند في استغلال حاجة السوق للقمح، وقالت إنها تسعى لـ “تصدير شحنات قياسية للعالم تصل إلى 10 ملايين طن”، إلا أنها عادت بعد ذلك بأيام وتحديدا في مايو أيار، وعلقت تصدير القمح، بعد موجة حارة ضربت محاصيل القمح فيها، مما رفع الأسعار المحلية إلى مستوى قياسي.
وفي حينها خرج وزير الغذاء والزراعة الألماني جيم أوزدمير: “إذا بدأ الجميع في فرض قيود على الصادرات أو إغلاق الأسواق، فسيؤدي ذلك إلى تفاقم الأزمة”.
اتفاق البحر الأسود.. طوق النجاة
في 22 يوليو تموز الماضي، وقعت موسكو وكييف، بواسطة أممية وتركية، اتفاقا عُرف باسم “اتفاق البحر الأسود” أو “اتفاق الحبوب”.
وينص اتفاق الحبوب على: السماح بضخ صادرات الحبوب والمواد الغذائية الأخرى والأسمدة، بما في ذلك الأمونيا، من الأراضي الأوكرانية عبر ممر إنساني بحري آمن ينطلق من 3 موانئ أوكرانية هي: تشورنومورسك، وأوديسا، ويوجني/ بيفديني.
انسحاب روسي مفاجئ
لكن قبل أيام، أعلنت روسيا تعليق مشاركتها في الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة والذي يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب من الموانئ التابعة لها المطلة على البحر الأسود.
ويأتي هذا الإعلان بعد أن اتهمت موسكو كييف بشن هجوم كبير على الأسطول الروسي في ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم.
وساطة تركية وأممية
من جانبهم، يحاول الأتراك مواصلة لعب دور الوسيط في ملف اتفاق البحر الأسود، ويجري وزير الدفاع التركي محادثات مع نظيريه في موسكو وكييف في مسعى لإحياء اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية، وذلك حسبما قالت وزارة الدفاع التركية في بيان يوم الأحد.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الإثنين إن تركيا ستواصل بذل جهودها من أجل اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود على الرغم من التردد الروسي، وذلك بعد أن علقت موسكو مشاركتها في المبادرة مطلع الأسبوع.
وأضاف أردوغان في كلمة ألقاها: “حتى لو تصرفت روسيا بتردد لأنها لم تحصل على نفس الفوائد، فإننا سنواصل بشكل حاسم جهودنا لخدمة الإنسانية”.
الغذاء يجب أن يتدفق
قال منسق الأمم المتحدة لاتفاق صادرات الحبوب في البحر الأسود اليوم الإثنين، إن سفن الشحن المدنية لا يمكن أن تكون أهدافا عسكرية أو أن تُحتجز رهينة، وإن “الغذاء يجب أن يتدفق” بموجب الاتفاق الذي علقت روسيا مشاركتها فيه في مطلع الأسبوع.
جاء تعليق أمير عبد الله، منسق مبادرة حبوب البحر الأسود، على تويتر بعد أن مضت الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا قدما في خطة لتحريك السفن التي تنتظر استخدام الممر الذي تم إنشاؤه بموجب الاتفاق.