بقلم أحمد عبد الرحمن.. كأس العالم بعد القص واللزق
الصباح العربي
● القص واللزق اصبح هواية محببة لمعظم المتعاملين مع وسائل التواصل الإجتماعي ، وكثيرا جدا تصلني رسائل من القراء تحتوي على مقالات وافكار وروايات ورسوم كاريكاتورية على إنها من " بنات أفكار" المُرسٍل ، وبالبحث عن أصلها أجدها منشورة بأسماء ناس تانية خالص في أعوام سابقة .
وغير كده تلاقي صفحات مشبوهة تنشر أكاذيب ليس لها أي سند من الحقيقة ، وتلاقي آلاف الزائرين لهذه الصفحات ويمارسوا هواية القص واللزق واعادة النشر على انها اخبار "طازة" لتصبح الأكاذيب منتشرة بشكل يجعلك تشك في "صوابع إيدك" وتصدير الإحباط لملايين البشر وكأن الناس ناقصة هذا الإحباط .
أنا معنديش مانع أبدا في الإقتباس لكن بنسبة ضئيلة ، لكن أن يكون الإقتباس بنسبة ١٠٠٪ ده ميبقاش إقتباس ، ده يبقى إسمه سرقة مجهود آخرين أو بالبلدي قص ولزق .
● لا شك إن كلنا إستمتعنا بالنجاح الباهر لفعاليات كأس العالم الأخيرة في قطر وشاهدنا الكثير من فنون كرة القدم وعجائبها وغرائبها وإثارتها ، كما شاهدنا روعة وفخامة التنظيم ومليارات الدولارات التي أنفقتها الدولة المنظمة على البنية الأساسية والملاعب والطرق والمناطق الترفيهية ومناطق تجمعات الجماهير ، وهي بالفعل كانت على أعلى مستوى وتستحق الإشادة والتقدير على كل ما تم إنجازه .
لكن هناك عدة أسئلة ستظل تبحث عن إجابة في ظل ما يتمتع به عالمنا العربي من أموال وخبرات في شتى المجالات .
هل استفدنا كوطن عربي من هذا التنظيم ؟ هل انتهت مآسي الفلسطينيين وعادت البسمة على وجوه الصوماليين ؟ هل انتعش الإقتصاد في مصر والسودان وتونس ولبنان ؟ هل عاد الإستقرار للعراق وليبيا وسوريا ؟ هل أصبحت قطر قبلة للسائحين وباتت إحدى الدول التي يسعى الناس لزيارتها من كل حدب وصوب ؟ وهل أصبحت بعد كل هذه الأموال الطائلة اختيار دائم للسياحة والترفيه ؟
وبما أن معظم الإجابات على تلك الأسئلة وإن لم يكن جميعها بالنفي فأعتقد أنه لو تم توجيه هذه المليارات لإصلاح الحياة الإقتصادية والإجتماعية والصحية والتعليمية في الوطن العربي لكان المردود أعظم وأكبر لسنوات قادمة وكانت " حفرت " قطر وقيادتها أسمائهم بحروف من نور في سجلات التاريخ ، لكن لله الأمر من قبل ومن بعد .