كرم جبر يكتب: خاب مسعاهم
الصباح العربيالوعى بأن بلدنا مستهدف، ليس من قبيل الفزاعة أو تمرير شيء ما، فما يجرى حولنا من أحداث يؤكد هذه الحقيقة.
واليقظة لأن الشياطين يعلمون جيدًا أن مصر - أيًا كانت ظروفها - هى القلب النابض فى المنطقة، ومنها تضخ الدماء مهما حاصرتها المشاكل، فما بالنا إذا كانت قوية ومتعافية؟
تأجل مشروع تقسيم المنطقة أو ما سُمى بالشرق الأوسط الكبير لأن القاهرة لم تسقط وحفظها الله، بل وتدعم العواصم الأخرى من السقوط.
جربوا مع مصر على مدى سنوات كل صنوف "الحروب غير النمطية"، وفى الحوادث الإرهابية التى تطهرت منها البلاد لم يستهدفوا فقط القتل والتخريب والتدمير، ولكن ضرب الروح المعنوية للمصريين.
خاب مسعاهم ومع كل شهيد كانت هتافات البطولة ترتفع فى عنان السماء والدعاء بالمغفرة، وارتدت سهامهم إلى صدورهم، وانهارت الروح المعنوية للإرهابيين، وهم يتساقطون وفى أذيالهم الخزى والعار والخيانة.
ماذا كانوا يفعلون فى الحروب غير النمطية منذ سنوات؟
إذا وجدوا شابًا لا يستطيع شراء بدلة لارتفاع سعرها ألبسوه جلبابًا وبنطلونًا قصيرًا بعدة جنيهات، واستبدلوا الحذاء بالنعل، والمهر الغالى جعلوه 25 جنيهًا.. لم يقدموا حلولا جذرية للمشاكل، وإنما قفزوا فوقها ووظفوها لصالحهم.
وحروب غير نمطية تستهدف إفشال خطط الدولة لرفع شأن النساء، لأنهم يعلمون أن رفع الظلم عنها فى غير صالح أفكارهم البالية التى تحقر من شأن المرأة، والمستوحاة من فتاوى لا تمت للأديان بصلة وإنما من صنع عقولهم المنغلقة.
ويا ويل بلد تمكنوا من شبابه ونسائه، وزرعوا فيهم روح اليأس والإحباط.
ووسائل أخرى تعجز عنها الشياطين، وهذه هى استراتيجية الحروب غير النمطية: "إذا أردت أن تهزم شعبًا، اضرب الروح المعنوية لشبابه، اجعلهم يائسين ومحبطين ولا أمل لهم فى المستقبل، وازرع طريقهم بالأشواك، ويكون النجاح حليفك إذا أحسوا أنهم يعيشون فى وطنهم غرباء".
وفى شريعتهم :"إذا تحقق ذلك يبدأ النصر وجنى الثمار، فالعمليات الإرهابية لم تكن بالقنابل والسيارات المفخخة والرشاشات فقط، وإنما أيضا بالأفكار الأشد خطورة من الألغام".
وفى المقابل، كيف نواجههم؟.. إذا أردت أن تحمى بلدك وتصون استقلاله، عليك بإيقاظ الروح المعنوية للشباب، وازرع فيهم الأمل فى المستقبل، فحب الأوطان ليس بالتمنيات ولكن بإشاعة جودة الحياة، وخلق فرص عمل وفتح البيوت وأبواب الرزق.
وهذا هو سر هجوم أهل الشر على المشروعات، والترصد لأى أزمة طارئة تحدث هنا أو هناك، لأنهم يصعدون فوق الأنقاض وليس البناء.
نقلا عن اخبار اليوم