”العلمين الجديدة” و”العاصمة الإدارية”.. نماذج حاضرة في جلسات مؤتمر دولي عن الطاقة المتجددة والنظيفة بالأردن
الصباح العربي
على مدار 3 أيام وبحضور أكثر من 100 ممثل ومشارك عربي ودولي من جهات حكومية وخاصة، عقد بالعاصمة الأردنية عمان، المنتدى العربي الثامن للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، بتنظيم من الهيئة العربية للطاقة المتجددة، لمناقشة عبر أكثر من 12 جلسة للتجارب العربية والدولية في استخدامات الطاقة النظيفة في ظل التحديات المناخية والاقتصادية التي يعاني منها العالم.
وتضمنت جلسات المنتدى، موضوعات الطاقة المتجددة والاستدامة، ودور المرأة في عصر الطاقة المتجددة، والعوامل المناخية والطبيعية المؤثرة على كفاءة محطات الطاقة الكهروضوئية، واستراتيجية الطاقة المتجددة في الدول العربية، وإدارة الطاقة وصناديق الطاقة، واستراتيجية الاقتصاد الأخضر في الأردن، وسياسات الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر في الوطن العربي، وآفاق الطاقة المتجددة في الدول العربية.
وركز المنتدى على أهمية أن يكون الأردن مركزا حيويا للاستثمار، ومركزا للشبكات الذكية والهيدروجين الأخضر والاستدامة، ومحورا مهما لنقل الطاقة بين دول قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا، كما يتضمن ورشة عمل متخصصة لتخزين الطاقة والسيارات الكهربائية وأهمية التكامل الاقتصادي العربي في مجال الطاقة المتجددة.
وقدم العديد من البلدان العربية عدة مشروعات صديقة للبيئة، فيما عرضت مصر تجربتها في المدن الذكية والصديقة للبيئة كالعاصمة الإدارية وغيرها من المدن، وكذلك مشروعات إقامة محطات كهرباء كمحطات وقود للسيارات الكهربائية التي بدأت تظهر في السوق المصري بالتعاون مع كافة القطاعات الحكومية والخاصة.
خلافات واتفاقات في وجهات النظر بين الحضور وهذا يعد مجالا صحيا في مثل هذه المنتديات، فيما تنال التجارب المعروضة التأييد والاستحسان من قبل الحضور وخصوصا إذا قدم عارضيها شرحا مفصلا ونتائج واقعية فيما يخص استخدامات الطاقة النظيفة، وهنا وبدون مقدمات أو حتى عرض من الحضور، كانت التجارب المصرية محل تقدير واحترام وإبهار أيضا نظرا لطبيعة تلك المشروعات ووقت إنجازها.
وفي إحدى الجلسات الخاصة، بموضوعات الطاقة المتجددة والاستدامة، كانت القاهرة تحكي عن نفسها من قبل الحضور العرب والأجانب، فعند الحديث عن التجارب الدولية في استخدامات الطاقة النظيفة ومشروعات الطاقة المتجددة، استمر المحاضرون في الحديث عن تجارب مصر وخصوصا فيما يتعلق بالمدن الذكية والنظيفة وفي مقدمتها العاصمة الإدارية ومدينة العلمين الجديدة كمثال لا بد من تنفيذه عربيا.
مدن الجيل الرابع في مصر كانت محل اهتمام وتقدير الحضور عند مناقشة ملفات الطاقة المتجددة، حيث كانت "العلمين الجديدة" و"العاصمة الإدارية" نماذج تقدم من قبل الحضور عن كيفية استغلال الطاقة المتجددة وتحقيق التنمية المستدامة عبر بناء المدن الذكية والنظيفة، مشيرين في هذا الصدد إلى أن مصر قدمت نموذج يحتذى به في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي في بناء المدن الذكية والتي تستخدم الطاقة النظيفة كنوع من محاربة التحديات المناخية في المقام الأول وأيضا التحديات الاقتصادية التي باتت طعون ينهش في أجساد الدول وخصوصا عقب جائحة "كورونا" والأزمة الروسية الأوكرانية التي تظل بإنعكاساتها حاليا على كافة الاقتصاديات الدولية.
السفير محمدي أحمد الني الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، في حديثه لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان على هامش جلسات المنتدى، قال إن مصر لديها تجربة رائدة في استخدامات الطاقة المتجددة والنظيفة، مشيرا إلى أن المدن الذكية خير مثال على ذلك.
وأضاف محمدي أن مصر تدشن العديد من المدن الذكية في ظل قيادة الرئيس السيسي وشهدت نهضة ونقلة نوعية في مشروعات الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر، منوها بأن العاصمة الإدارية نموذج عربي يحتذى به في شأن الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر والبعد عن استخدامات الطاقة التقليدية ونموذج للمدن الذكية التي تعد مفخرة للأمة العربية.
ورأى أن بناء العاصمة الإدارية ومدينة العلمين الجديدة تمثل نقلة نوعية في مفهوم الطاقة المتجددة مع انتشار الاقتصاد الأخضر وطوق نجاة لمواجهة التحديات المناخية، مشيرا إلى أن مصر تلعب دورا محوريا في مواجهة التغير المناخي وذلك ما أكده مؤتمر الأطراف المناخية cop27 في شرم الشيخ وستستمر في cop28 الذي تستضيفه الإمارات مع نهاية العام الجاري.
حديث السفير محمدي الني، لم يكن بعيدا عن ما قاله الأمين العام للهيئة العربية للطاقة المتجددة المهندس محمد الطعاني والذي أكد في تصريح لـ/أ ش أ/، أن جلسات المنتدى الثامن للهيئة بالأردن كان شاهد عيان على الإنجازات المصرية في قطاع المدن الذكية عبر الحديث عنها في المناقشات الدائرة بين الخبراء العرب والأجانب الحضور بالمؤتمر، مشيرا إلى أن العاصمة الإدارية تمثل نواة حقيقية للمدن الذكية في كافة الأقطار العربية.
وأشار الطعاني إلى أن سلسلة المدن الذكية التي تقوم بها مصر كالعلمين الجديدة والمنصورة الجديدة وغيرها، تجارب مصرية رائدة لا بد من تصديرها إلى العالم العربي كأداة من أدوات مواجهة التغيرات المناخية وأيضا نموذج لاستخدام الطاقة المتجددة النظيفة.
والعلمين الجديدة مدينة من مدن الجيل الرابع في مصر، تقع في محافظة مطروح، وتتبع إداريا لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، أنشئت بقرار رئيس الجمهورية رقم 108 لسنة 2018، ووضع الرئيس السيسي حجر أساسها في يوم 1 مارس 2018، تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 48130.82 فدان، ويبلغ عدد السكان المستهدف حوالي مليوني نسمة، وتحتوي على أحدث المشروعات التكنولوجية والعمرانية، التي لا مثيل لها في الشرق الأوسط، وموقعها المميز سيجعلها بوابة مصر على إفريقيا، فهي تشهد نسبة مشروعات غير مسبوقة، وجذبت عددا من الشركات العالمية للاستثمار بها.
وتضم مدينة العلمين الجديدة، محطة تحلية مياه بطاقة 150 ألف متر مكعب يوميا تعمل بالطاقة الشمسية، كما يجري تنفيذ قطار كهربائي فائق السرعة، تصل سرعته إلى 250 كيلومترا لربط مدينة 6 أكتوبر بمدينة العلمين، بطول 221 كم، بموازاة طريق وادي النطرون - العلمين، وتفريعة لمدينة الإسكندرية مروراً بمدينة ومطار برج العرب بطول 99 كم، وأيضا لربط مدينة 6 أكتوبر بمدينة العلمين بطول نحو 244 كم مرورا بمدينة برج العرب وتفريعة لمدينة الإسكندرية بطول نحو 46 كم.
والعاصمة الإدارية هو مشروع ضمن المشروعات القومية التي تتبناها الدولة، وقد حظي بأهمية كبرى عندما تم الإعلان عنه خلال فعاليات المؤتمر الاقتصادي "مستقبل مصر" في مارس 2015، وتهدف الفكرة الأساسية للمشروع إلى إنشاء مدينة بمواصفات عالمية، تساهم في تخفيف الازدحام في القاهرة وحل أزمة الكثافة السكانية، هذا إلى جانب تأمين فرص اقتصادية متعددة ونوعية حياة مميزة، فيما بدأت الدوائر الحكومية تعج بها منذ مطلع العام الجاري، بالإضافة إلى الوحدات السكنية والترفيهية التي باتت تتحدث عن نفسها مؤخرا.