الكويت تودع أمير التسامح والإنسانية الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح
الصباح العربيودعت دولة الكويت صباح اليوم الأحد أميرها الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح إلى مثواه الأخير وسط حزن بالغ في كافة أرجاء الدولة والمنطقة العربية والعالم، وذلك بعد رحلة حياة مليئة بالعطاء والإنجازات، ليبقى الشيخ نواف الأحمد خالدا ليس فقط في قلوب الكويتيين، لكن أيضا في قلوب العرب والعالم أجمع بشكل عام وفي قلوب المصريين بشكل خاص نظرا للعلاقات التاريخية القوية بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي وعلاقة الأخوة التي تربطه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ويشهد للأمير الراحل بكافة المستويات داخل الدولة الكويتية وعلى المستوى الإقليمي والعربي والدولي بأنه رجل دولة حريص على أمته وتماسك شعبه، رحيم بهم فعال للخير كما له مواقف على المستويين الدولي والعربي خاصة نحو العمل على تماسك الأمة وتوحيد الصفوف، كما برزت أعماله خلال فترة حكمه بإصدار العديد من أحكام العفو ليكتب التاريخ عنه أمير العفو والتسامح والإنسانية.
وكانت الساسية الخارجية ل دولة الكويت في عهد الأمير الراحل تركز في جانبها الإنساني على ممارسة الدور الإنساني بمواقف متميزة وعطاءات تجلت بوضوح في دعم الشعوب العربية التي تعاني ويلات الحروب والصراعات، في اليمن وفلسطين وسوريا، فسارت حملات الإغاثة العاجلة لتلك الشعوب وحافظت الكويت على حضورها الفاعل وإسهاماتها الإيجابية في دعم الدول الشقيقة والصديقة خلال فيروس "كورونا" المستجد، وقدمت الدعم لمنظمة الصحة العالمية في مبادرة إنسانية لمساندة جهود المنظمة في مكافحة تلك الجائحة العالمية.
كما شهدت فترة حكم الأمير الراحل اختيار العالم للكويت لتكون مركزا للعمل الإنساني يحمل الدولة والحكومة والشعب مسؤوليات ثقيلة في الحفاظ على هذه الصورة وذلك الانطباع العالمي عن البلاد باعتبارها دولة حاضنة للإنسانية وراعية لكل عمل إنساني يخدم شعوب العالم في كل مكان وهو ما يحتم ضرورة إظهار الشعب الكويتي لإنسانيته في التعامل مع شعوب العالم من مختلف الجنسيات سواء على أرضنا أو في الخارج، بما يسمو بأصالة ذلك الشعب المعطاء وبسمعة الكويت؛ ليبقى قلب العالم النابض بالخير والسلام ودعم الإنسان في العالم دون تمييز.
وتبادل أهل الكويت مواطنين ومقيمين عبارات التعازي ومشاعر الحزن والأسى لفراق الأمير الراحل الذي عرف بتواضعه الكبير، وتفانيه في خدمة الكويت عبر المناصب التي تبوأها، والحرص الشديد على تعزيز الفضائل والقيم والتشديد على أهمية وحدة أبناء الكويت وتكاتفهم جميعا إيمانا منه بأن قوة البلاد في اتحاد أبنائها وأن تقدمها وتطورها مرهونان بتآزرهم وتلاحمهم وإخلاصهم في العمل وهو يعد من رموز الكويت الكبار الذين عملوا بكل حب وإخلاص وتفانٍ للارتقاء بالوطن في كافة المجالات.
وولد الشيخ نواف الأحمد الجابر المبارك الصباح الأمير 16 للكويت والسادس بعد الاستقلال من المملكة المتحدة في وسط مدينة الكويت في قصر دسمان، وتلقى تعليمه في مدارس الكويت المختلفة، حيث درس في مدارس حمادة وشرق والنقرة، ثم في المدرسة الشرقية، إضافة إلى تحصيله في المدرسة المباركية وهي أول مدرسة في تاريخ الكويت، درس فيها جملة من شيوخ الأسرة الحاكمة الذين تولوا مقاليد الحكم في الكويت لاحقا كحال أخويه الشيخ جابر والشيخ صباح، وكذالك الشيخ سعد العبدالله، والشيخ سالم العلي والشيخ جابر العلي، كما واصل دراسته بعد ذلك في مراكز مختلفة من الكويت.
وتقلد الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم أميرا ل دولة الكويت في 29 من شهر سبتمبر 2020 وهوالأمير السادس عشر والسادس بعد الاستقلال من المملكة المتحدة والأمير من مواليد 25 يونيو عام 1937 وهو متزوج وله أربعة أولاد وبنت.
وكان الشيخ نواف الصباح وليا للعهد في الكويت 20 فبراير عام 2006 وتولى منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي في 16 أكتوبر 2003، كما تولى حقيبة وزارة الداخلية في 13 يوليو 2003، ومنصب نائب رئيس الحرس الوطني 16 أكتوبر لعام 1994، وتم تكليفه بتولي حقيبة وزارة الشئون الاجتماعية والعمل الكويتية بتاريخ 2 أبريل 1991، كما تولى منصب وزير الدفاع بتاريخ 26 يناير 1988، وحقيبة وزارة الداخلية في 19 مارس 1978، كما عين محافظا لمنطقة "حولي" في 12 فبراير 1962.
ويعتبر الأمير الشيخ نواف الصباح المؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية الكويتية في شكلها الحديث وإداراتها المختلفة ومهندس استراتيجية المنظومة الأمنية المتكاملة لمكافحة الجريمة و حماية أمن الحدود الكويتية، كما عمل على تطوير وزارة الدفاع بشقيه المدني والعسكري.
كما قام بتطوير المنظومة البشرية والعسكرية في الحرس الوطني واستحداث مستشفى خاص لنزلاء دور الرعاية أثناء توليه حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، فضلا عن دوره في تحویل منطقة "حولي" التي كانت عبارة عن قریة إلى مركز حضاري وسكني متمیز یعج بالنشاط التجاري والاقتصادي.
كما منح شهادة عضوية الزمالة الفخرية من قبل الجمعية المصرية للفكر المحاسبي الجديد خلال أعمال المؤتمر العربي التاسع للهندسة المالية للمنظمات والذي أقيم بالقاهرة في شهر سبتمبر من عام 2006، كما قلد "قلادة الكنعانيين الكبرى" من وسام الرئيس محمود عباس من قبل رئيس دولة فلسطين في 13 نوفمبر 2018.
كما تم منحه وسام "المحرر الجنرال سان مارتين" من قبل رئيسة جمهورية الأرجنتين كريستينا فرنانديز دي كريتشنر في الأول من أغسطس من عام 2011، ومنح وسام "طوق الاستحقاق المدني" من قبل الملك خوان كارلوس ملك مملكة إسبانيا في 23 مايو من عام 2008.
ونشأ أمير الكويت وترعرع في بیوت الحكم في دولة الكويت منذ ولادته وھي بیوت تعتبر مدارس في التربیة والتعلیم والالتزام والانضباط وإعداد وتھیئة حكام المستقبل، حيث تلقى تعليمه في مدارس الكويت المختلفة.
كما قام الأمير الراحل بالإسهام في دعم وبناء التكامل الأمني في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والعمل على ترغيب الشباب الكويتي بالانخراط في سلك الشرطة والعمل الإداري بوزارة الداخلية؛ بهدف تطوير العمل والعمل بسياسة الإحلال بوزارة الداخلية، حيث أفسح المجال للخبرات الشابة من الكويتيين لإحلالهم محل كبار السن، وذلك لضخ الدماء الجديدة بالوزارة والاستفادة من طاقات الشباب.
وتجذرت العلاقات المصرية الكويتية في عمق التاريخ، إلا أنها ازدادات متانة وقوة خلال عهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، والرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث برزت مقولة (الكويت في قلب مصر، ومصر في قلب الكويت)، ولاسيما في قلب وعقل كلا القيادتين، انطلاقا من إيمانهما بوحدة المصير والتطلع إلى مستقبل مزدهر.
وكان لزيارات الرئيس عبدالفتاح السيسي السابقة العام الماضي إلى الكويت، دورا كبيرا في الوصول إلى مساحة التفاهم الكبيرة والتقدير المتبادل بينهما، حيث دائما ما كان يؤكد كل منهما تقديره الكبير للآخر في مختلف المناسبات، مما جعل العلاقات المصرية - الكويتية المتجذرة عبر تاريخ البلدين، نموذجا يحتذى به في العلاقات الدولية، حيث تؤكد مصر دائما تأييدها ووقوفها إلى جانب كل ما من شأنه تحقيق أمن الكويت واستقرارها سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وكذلك تؤكد الكويت دوما دعمها اللامحدود إلى مصر.