كرم جبر يكتب: ما قبل نقطة الصفر !
الصباح العربيالمعضلة الرئيسية هى أن نتنياهو يعود بالقضية الفلسطينية إلى ما قبل نقطة الصفر، ويهدد بإشعال حروب لا تنتهى فى المنطقة.
فبعد اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلى مساء السبت الماضي، خرج هو ووزير دفاعه لإعلان خطته فى المرحلة القادمة وهي:
أولاً: التهديد بتوسيع نطاق الحرب، ليشمل الضفة الغربية، بزعم وجود جيوب لحماس والمنظمات الفلسطينية، وتحتاج لحرب مكملة على غرار ما يحدث فى غزة، وذلك بعد أن ينتهى من قطع أذرع حماس فى غزة على حد تعبيره.
ثانياً: عدم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية واتفاق أوسلو، لأن المنظمة فى رأيه تشجع حماس ولم يصدر عنها بيان واحد لإدانة ما حدث يوم 7 أكتوبر.
ثالثاً: إذا لم تتوقف عمليات إطلاق الصواريخ وتهديد إسرائيل فى الجبهة الشمالية، فسوف تتحول بيروت إلى غزة ثانية.
رابعاً: وهذا هو الأهم، فإن إسرائيل لن تنسحب من غزة بعد القضاء على حماس، وستتولى مسئولية الأمن فيها بعد تحويلها إلى منطقة منزوعة السلاح.
خامساً: لن تصمت إسرائيل إزاء تهديد الملاحة فى البحر الأحمر وتهديد الحوثيين للسفن القادمة إلى الموانئ الإسرائيلية، ووجه تحذيراً لإيران بالتوقف عن إمدادهم بالطائرات المسيرة.
معنى كلام نتنياهو ووزير دفاعه أن القضية الفلسطينية والأوضاع فى المنطقة تعود إلى ما قبل نقطة الصفر، وأنه لن يخرج من غزة، وسيقوم بتوسيع نطاق الحرب فى الضفة والضغط على سكانها للهجرة إلى الأردن، مع احتمالات كبيرة لضرب بيروت وتحويل لبنان إلى غزة جديدة.
ومعنى كلامه أن المنطقة كلها مهددة بحروب لا تنتهي، فبعد غزة الضفة الغربية ثم لبنان ثم سوريا ثم اليمن، وقد يذهب إلى إيران وغيرها من الدول التى يرى أنها تشكل تهديداً لإسرائيل، حتى لو كانت بعيداً عن حدودها.
لن نأخذ كلامه على محمل الجد إلا قليلاً، فهو هذيان لشخص مريض، أثقلته قوة المقاومة الفلسطينية، ورأى عام فى بلاده يصرخ لوقف قتل الجنود والضباط الإسرائيليين كل يوم، وتزايد المظاهرات لإطلاق سراح الأسرى، ومحاسبته عن الفشل الذريع فى اتخاذ الإجراءات التى كانت كفيلة بعدم حدوث طوفان الأقصى.
لن نأخذ كلامه على محمل الجد إلا قليلاً.
فهو يعجل لصدام المصالح مع دول المنطقة برغبته المجنونة فى «حروب بلا نهاية»، وإذا استخدمت الدول العربية والإسلامية بعض قوتها فهو يحكم على بلاده بالحصار والعزلة، ولن يتركه أحد يعربد دون حساب.
وعند نقطة مفصلية سوف تكون المصالح الإسرائيلية هدفاً ثابتاً لعمليات انتقامية فى العالم كله، من جراء المشاهد البشعة للضحايا الفلسطينيين، وكأننا فى غابة من الوحوش الضارية.
نتنياهو يتصور أن الحرب والقتل والتدمير هى أسباب استمراره فى الحكم، وسيكتشف الإسرائيليون قبل غيرهم أنه عاد بهم إلى ما قبل نقطة الصفر، ونهايته مثل كل مجرمى الحروب.
نقلا عن اخبار اليوم