فضيحة في جيش الاحتلال.. اختطاف أطفال غزة وإرسالهم إلى إسرائيل
الصباح العربيجريمة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال في غزة وكشفت عنها وسائل إعلام عبرية دون قصد، بعد ما أزاحت الستار عن واقعة اختطاف رضيعة فلسطينية من القطاع ونقلها إلى إسرائيل.
وكشف جندي إسرائيلي يدعى شاحار مندلسون، خلال مداخلة في إذاعة جيش الاحتلال، عن قيام الضابط هارئيل إيتاح، الذي قتل لاحقا خلال مواجهات مع المقاومة الفلسطينية، باختطاف رضيعة من غزة وإرسالها إلى إسرائيل.
تسبب هذا التصريح في صدمة للمذيعة الإسرائيلية ياعيل دان، التي توقفت لتسأله: «هل أخذ الرضيعة (الفلسطينية) التي تبكي إلى إسرائيل؟»، ليجيب الجندي بـ«نعم»، لتتوقف المذيعة مرة أخرى وتقول: «انتظر، انتظر، يبدو أني لم أسمع جيدا، وجد رضيعة تبكي، وماذا فعل بها؟»، ليرد الجندي: «أرسل الرضيعة الغزّية إلى إسرائيل».
وعندما لاحظ الجندي اندهاش المذيعة، زعم أن زميله اعتنى بالرضيعة، دون توضيح أي شيء آخر، سواء المنطقة أو التاريخ، أو حتى مصير الرضيعة.
أثارت تلك التصريحات زوبعة كبيرة عن عمليات جنود الاحتلال داخل قطاع غزة، واقترافهم الجرائم دون رقيب.
الخارجية الفلسطينية
ومع تداول المقطع الصوتي عبر وسائل الإعلام والمنصات الإسرائيلية والعربية، تصاعدت حالة من الغضب إزاء تلك الجريمة، حيث سارعت الخارجية الفلسطينية لتؤكد أن اختطاف الرضيعة دليل على ارتكاب جيش الاحتلال أبشع الجرائم بحق المدنيين دون رقابة أو محاسبة.
وطالبت الخارجية سلطات الاحتلال بتسليم الرضيعة فوراً للسلطة الوطنية الفلسطينية، مؤكدة في بيان لها: «الكشف عن هذا الأمر بعد مقتل الجندي يعمق القناعة بأن جيش الاحتلال يرتكب أفظع جرائم الإبادة والتنكيل والقتل المباشر والاختطاف بحق المدنيين العزل في قطاع غزة دون حسيب أو رقيب، والتي كشف جزء منها وبقيت أجزاء أخرى كثيرة لم تعرف حتى اللحظة».
ولفتت إلى أنه لا توجد تأكيدات بأن تلك الجريمة ليست الأولى وقد لا تكون الأخيرة التي تحدث في قطاع غزة، مضيفة: «هناك تساؤلات بشأن الطريقة التي تم بها نقل الرضيعة من قطاع غزة إلى داخل إسرائيل وكيف تم تهريبها أو نقلها بشكل علني بمعرفة عديد الجنود والضباط والقادة المسؤولين عن هذا الجندي؟ وما هو الوضع الصحي للطفلة وهل كانت مصابة أم لا وما هو مصير أسرتها؟ وهل تلقت الرعاية الصحية اللازمة أم لا؟ ولماذا لم يتم الإعلان عن هذه الجريمة من قبل المؤسسات الرسمية الإسرائيلية؟ وأين توجد الآن وما هو مصيرها؟».
وطالبت الجانب الإسرائيلي بسرعة الإجابة عن أسئلة متعلقة بحالتها الصحية ومصير أسرتها وسبب عن الإعلان الرسمي عنها تلك الواقعة، كما طالبت بتسليم الطفلة بشكل رسمي للسلطة الفلسطينية فوراً.
احتجاز أطفال
من جانبه، كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنه تلقى العديد من الشهادات بقيام جيش الاحتلال، بشكل متكرر، باحتجاز ونقل أطفال فلسطينيين دون معرفة مصيرهم لاحقًا.
وشدد على أن اختطاف الأطفال ونقلهم قسرًا إلى خارج قطاع غزة هو أحد أشكال جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضح هذا يأتي في وقت تستمر فيه السلطات الإسرائيلية في الإخفاء القسري لمئات المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة في ظروف غامضة.
حرج للاحتلال
وتسببت تلك الشهادة في حرج كبير للاحتلال، وحذفت إذاعة الجيش الإسرائيلي المحادثة من منصات التواصل الاجتماعي، وسارعت وسائل الإعلام عبرية باستضافة جنود للتأكيد على أنه تم الاعتناء بالرضيعة الفلسطينية، كما زعمت هيئة البث الإسرائيلية بأن الضابط ايتاح «وجد الرضيعة بين الأنقاض وأنقذها».
كذلك، فإن صحيفة يديعوت أحرونوت كتبت نقلا عن أحد جنود الاحتلال أن الضابط سمع بكاء الطفلة، التي يبدو أن والديها تركاها في القصف، وتأكد من نقلها إلى مستشفى في إسرائيل لتلقي العلاج، منافية لتصريحات الجندي الذي تحدث مع إذاعة جيش الاحتلال وأكد عدم وجود أحياء في المكان وقت أخذ الرضيعة.
ودأبت وسائل إعلام عبرية على التغطية على جرائم ارتكبها جنود الاحتلال، وكان أبرزها تصوير جندي أثناء مساعدته لمسن فلسطيني نازح من جباليا وتقديم العون له في صور تداولتها وسائل إعلام الاحتلال، قبل أن يتم الكشف لاحقا عن استشهاد الشيخ الفلسطيني برصاص قناص إسرائيلي.
وقبل قرابة شهر نشرت منصات جيش الاحتلال صورا توثق اعتقال فلسطينيين من سكان القطاع، تم التنكيل بهم وتعريتهم، ونقلهم في سيارات مكشوفة، وظهر بينهم سيدة رفضت ترك زوجها ليتم أسرها معه، وكان برفقتهم طفلاها (طفل عمره 4 سنوات ورضيع عمر 6 أشهر)، بحسب مصادر إعلامية فلسطينية، وحتى الآن لا توجد معلومات بشأن السيدة أو أطفالها.