هل ينهي ميناء غزة المؤقت المعاناة الإنسانية لأهالي القطاع؟
الصباح العربيفي خُطوة تعكس حجم الكارثة الإنسانية المُستمرة في قطاع غزة منذ من أكثر من 150 يومًا، أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الشريكة، عن خطط طموحة لإنشاء ميناء بحري مؤقت على سواحل القطاع المُحاصر؛ بهدف تسهيل وصول المساعدات الغذائية والإغاثية العاجلة لأكثر من مليوني محاصر من المدنيين هناك منذ أشهر، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي المُدمر الذي تشنه إسرائيل على القطاع.
إنشاء ميناء غزة
أشارت شبكة "سي بي أس نيوز" الأمريكية، إلى أن مُتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، كشف أن الجيش الأمريكي يعكف حاليًا على تحديد القوات العسكرية التي سيتم نشرها لإنشاء ميناء غزة المؤقت، والذي سيكون بمثابة نقطة إيصال للمساعدات الإنسانية والغذائية القادمة عبر ممر بحري من جزيرة قبرص، موضحًا أن الهدف النهائي للولايات المتحدة، هو توصيل نحو مليوني وجبة غذائية يوميًا لمواطني غزة، مُشيرًا إلى أن عملية التخطيط وتنفيذ إنشاء الميناء المؤقت ستستغرق "عدة أسابيع".
ألف جندي أمريكي
وأفادت البنتاجون بأن العملية قد تتطلب نشر ما يصل إلى ألف جندي أمريكي، لكن القوات الأمريكية لن تكون موجودة على أرض غزة نفسها، وإنما ستكون منتشرة على السفن قبالة شواطئ القطاع، كما أشارت إلى أن واشنطن تعمل على وضع التفاصيل النهائية للعملية بالتنسيق مع دول شريكة في المنطقة.
وجاء ذلك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في خطابه لـ"حالة الاتحاد" أمام الكونجرس الخميس، أنه وجه الجيش الأمريكي لقيادة "مهمة طارئة" لإقامة ميناء بحري مؤقت على سواحل غزة؛ لاستقبال سفن المساعدات الإنسانية الضخمة.
زيادة هائلة في كمية المساعدات
وشرح بايدن أن الرصيف البحري المؤقت سيتيح زيادة هائلة في كمية المساعدات الإنسانية التي ستصل إلى غزة، مضيفًا أنه يواصل العمل "دون توقف" من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع لمدة شهرين. من جهتهم، قال مسؤولون أمريكيون إن عملية إنشاء الميناء ستستغرق من 30 إلى 60 يومًا، وسيشارك فيها لواء النقل السابع بالجيش الأمريكي المتخصص في عمليات البناء والإنشاءات.
مخاطر المجاعة في غزة
وتأتي هذه الخطوات المتسارعة من قبل الإدارة الأمريكية والحلفاء الدوليين، وسط تحذيرات متصاعدة من مخاطر المجاعة في غزة، بعد مرور أكثر خمسة أشهر على الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة على القطاع. وفي محاولة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية، قام الجيش الأمريكي بإسقاط جوي لشحنات من الوجبات الغذائية على مناطق مختلفة في غزة، حيث تقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 576 ألف شخص، أي ربع سكان القطاع، يواجهون خطر المجاعة.
ممر بحري من لارنكا
على صعيد مُتصل، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، من مدينة لارنكا القبرصية، أن تشغيل الممر البحري لنقل المساعدات الإنسانية إلى غزة من قبرص قد يبدأ مطلع الأسبوع المقبل. كما وقعت عدة دول أوروبية إلى جانب الولايات المتحدة، بيانًا مشتركًا أكدوا فيه أن "توصيل المساعدات الإنسانية مباشرة إلى غزة عن طريق البحر سيكون معقدًا، وستواصل هذه الدول تقييم وتعديل جهودها؛ لضمان تقديم المساعدات بأكبر فعالية ممكنة".
ومنذ 7 أكتوبر، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الدموي على قطاع غزة مخلفًا عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلًا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية متزامنة، يواجه سكان غزة، لا سيما محافظتي غزة والشمال، مجاعة شديدة في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عامًا.