كرم جبر يكتب: سيناء.. مقبرة الغزاة والمطامع
الصباح العربيمنذ بداية أحداث طوفان الأقصى، كانت الرسالة المصرية شديدة الوضوح «سيناء مصرية» ولن تكون غير ذلك، وكما كانت مقبرة الغزاة على مر العصور، ستكون ناراً تحرق من يقترب منها.
وكما ارتفع العلم المصرى فوق سواريها فى 25 أبريل منذ 42 عاماً معلناً تحرير آخر شبر من أراضيها، ارتفع الغضب المصرى لذروته عندما حاولت إسرائيل تهجير الفلسطينيين إليها فى الأحداث الأخيرة.
مصر لم تحرر سيناء من إسرائيل لتتركها لغيرهم، ولن تكون مطمعاً لأى مخططات إقليمية أو دولية، أما الفلسطينيون فلهم وطن لن يتنازلوا عنه، ومن حقهم إقامة دولتهم المستقلة فى أراضيهم وليس فى سيناء.
ومنذ بداية الأحداث، سارت الاستراتيجية المصرية على عدة محاور:
أولاً: عدم السماح بتصفية القضية الفلسطينية، سواء تحت دعاوى التهجير القسرى أو الاختيارى، وحتى لا يتسع نطاق الصراع من الأراضى الفلسطينية إلى سيناء.
ثانياً: الدعوة الدائمة إلى وقف إطلاق النار، والبدء فى التسوية السياسية على أساس حل الدولتين، وإحياء الأمل فى نفوس الفلسطينيين الذين يعانون منذ أكثر من 75 عاماً.
ثالثاً: فتح المعبر الحدودى طوال اليوم لإدخال المساعدات الإنسانية، والتصدى لمحاولات إسرائيل لعرقلة الجهود المصرية، وإنشاء مناطق آمنة لمرور المساعدات.
رابعاً: الجهود السياسية المتواصلة لحث دول العالم على إدانة المجازر الإسرائيلية ضد المدنيين والنساء والأطفال، وفتح المعبر والمستشفيات لاستقبال الحالات الطبية وتقديم العلاج اللازم لها.
خامساً: المشاركة الفعالة مع قطر والولايات المتحدة فى جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس لإطلاق سراح الرهائن والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية، ومحاولة تذليل العقبات بين الجانبين.
وكما كانت 25 أبريل تحريراً لآخر شبر من سيناء، كان حادث الأقصى نهاية للعقول التآمرية التى تخطط منذ سنوات لأفكار ونظريات للمساس بسيادة سيناء، سواء الشرق الأوسط الكبير أو المناطق الاقتصادية الحرة وغيرها.
فسيناء لن تعمرها سوى الأموال المصرية والسواعد المصرية، ولن تنال من سيادتها مشروعات اقتصادية أجنبية تحت زعم المناطق الحرة التى خطط لها الإخوان فى عام حكمهم، وكانت سلباً للسيادة تحت شعارات كاذبة.
والجيش المصرى العظيم خاض حرباً مقدسة لتحريرها من الإرهاب، العدو الأكثر خطورة من الاحتلال الإسرائيلى، فالإسرائيليون كانوا متأكدين أن بقاءهم فى سيناء مستحيلاً، أما الإرهاب فتصور أنه سيجعل من سيناء وطناً لشراذمهم القادمين من مستنقعات الدم والخراب فى العالم.
وكما كانت سيناء مقبرة لأطماع إسرائيل والإرهاب، ستكون كذلك لكل من يفكر المساس بشبر واحد من أراضيها، ودروس الماضى والحاضر هى أهم رسالة للمستقبل، سيناء لن تكون لغير المصريين.
سيناء التى تحررت منذ 42 سنة من دنس الاحتلال، تحررت منذ ستة شهور من خبائث المؤامرات.
نقلا عن اخبار اليوم