متوسط عمر الطائرة 28 عاما.. إيران تمتلك أقدم أسطول طائرات في العالم
الصباح العربيسلّط حادث مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الضوء على وضع أسطول الطيران الإيراني المتهالك الذي يُعد الأقدم في العالم؛ بسبب العقوبات الدولية المفروضة على الدولة.
تأثير العقوبات
وبدا تأثير العقوبات المفروضة على الدولة الإيرانية ظاهرًا على قطاع الطيران بشكل خاص، حيث تدير الخطوط الجوية الإيرانية واحدًا من أقدم الأساطيل التجارية في العالم بمتوسط عمر للطائرة يبلغ 28 عامًا، وفق مؤسسة "بورس آند بازار" البريطانية.
وتشغل إيران مجموعة متنوعة من طائرات الهليكوبتر في البلاد، لكن العقوبات الدولية جعلت من الصعب الحصول على قطع غيار لها، فيما يعود تاريخ أسطولها الجوي العسكري إلى حد كبير إلى ما قبل ثورة عام 1979.
طراز بوينج 707
ووفقًا لمسؤولي شركات الطيران في إيران، تعد طهران آخر دولة لديها شركة طيران تشغل رحلات منتظمة من طراز بوينج 707، وإن 60 بالمائة من الأسطول التجاري يكون خارج الخدمة في أي وقت بسبب مشكلات الصيانة.
وأدت سلسلة من الحوادث على مدى العقد الماضي إلى مقتل أكثر من 1200 شخص، وألقي اللوم في العديد منها على أسباب تتعلق بالصيانة.
يتكون الأسطول التجاري الإيراني الحالي إلى حد كبير من طائرات بوينج وإيرباص القديمة – 747 إس بي، 727 وإيه 300، فيما تقوم الدولة بتصنيع الطائرة الروسية An-140 ذات المحرك التوربيني بموجب ترخيص، وكانت تشغل حتى وقت قريب طائرة Tu-154.
مضاعفة حجم أسطولها
وحددت إيران هدفًا طموحًا يتمثل في مضاعفة حجم أسطولها من الطائرات التجارية إلى 550 طائرة بحلول عام 2025 وزيادة صادراتها من أجزاء الطيران إلى 500 مليون دولار بحلول عام 2027.
وحاولت إيران استخدام ثلاث استراتيجيات للتحايل على العقوبات المتعلقة بالطائرات، من خلال التهريب، والتزوير، والإنتاج المحلي، حيث قال مسؤولون حكوميون، "إن هناك خططًا لتطوير طائرات نفاثة ضيقة وعريضة البدن مصنعة محليًا، بالإضافة إلى الحصول على تراخيص تصنيع لتصميمات إضافية، بما في ذلك الطائرة الصينية Comac C919 والطائرة الروسية Irkut MC-21، وفق "بورس آند بازار".
تجاوز العقوبات
وتسعى إيران لتجاوز العقوبات المتمثلة في استخدام وسطاء خارجيين كحلول بديلة، حيث تستخدم شبكة دولية من الشركات القابضة والوسطاء القادرين على الحصول على سلع رفيعة المستوى.
وتحصلت شركة الطيران الإيرانية "ماهان" على طائرة كانت تستخدمها المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، بعد أن باعتها الحكومة الألمانية مقابل 3.1 مليون يورو لمستثمر أوكراني من خلال شركة وهمية، وتم نقلها إلى مشتر في كييف ثم أعيد بيعها إلى إيران.
قضايا بارزة
وتشمل بعض القضايا البارزة الأخيرة التي تنطوي على تهريب مكونات جوية وطائرات إلى إيران ما يلي:
في أكتوبر 2017، حُكم على ديوسينير ريبامار باربوسا سانتوس، ميكانيكي الخطوط الجوية الأمريكية من تكساس، بالسجن لمدة عامين لمحاولته التوسط في صفقة، باستخدام وسطاء سويسريين وصينيين، لبيع سبع طائرات إيرباص A300 مستعملة، وطائرة شحن من طراز C130بقيمة 136.5 مليون دولار إلى إيران.
في مارس 2018، تم تسليم رضا أولانجيان، وهو مواطن أمريكي، من إستونيا إلى الولايات المتحدة بتهمة محاولة الحصول على صواريخ مضادة للطائرات وطائرات هليكوبتر من طراز "بيل 412" ونقلها إلى إيران.
تهريب 61 محركًا
في ديسمبر 2012، اتُهم مواطنان ألمانيان بمحاولة تهريب 61 محركًا إلى إيران لأسطولها من طائرات أبابيل 3 الهجومية العسكرية بدون طيار.
وفي عام 2012 أقر ألفريدو جيريرو إسبارتيرو، 41 عامًا، وهو مواطن فلبيني يعمل لدى شركة طيران في فلوريدا، بأنه مذنب في اتهامات بمحاولة تصدير قطع غيار غير قانونية لمقاتلات إيرانية من طراز F-4وF-5 وطائرات شحن من طراز C130 وحكم عليه بالسجن 18 شهرًا.
وفي عام 2010، تم تغريم شركة Balli Aviation Ltd. في المملكة المتحدة مبلغ 17 مليون دولار لتصديرها بشكل غير قانوني ثلاث طائرات بوينج 747 إلى إيران في عام 2008.
في 14 مارس 2009، اعتقل عملاء فيدراليون أمريكيون حسين على خوشنيفيزراد، وهو مواطن إيراني، واتهموه بمحاولة تهريب 17 محركًا توربينيًا من طراز رولز رويس 250، وهو نفس النوع الذي يستخدمه محرك بيل 206، إلى إيران.
تهريب طائرات Bell 412
ويحقق العملاء الفيدراليون أيضًا في عملية لتهريب طائرات Bell 412 إلى إيران عبر المكسيك وإيطاليا. وكانت إحدى تلك المروحيات مجهزة بنظارات للرؤية الليلية.
واتهمت شركة ماك للطيران الأيرلندية بتصدير ما يزيد على 120 مليون دولار بشكل غير قانوني من قطع طائرات، بما في ذلك تلك الخاصة بمقاتلات إف-5، إلى إيران منذ عام 2005.
واتهمت هيئة محلفين فيدرالية كبرى في سان دييجو اثنين من البلجيكيين، ويلي دي جريف وفريدريك ديبلشين، بتهريب أجزاء طائرات أمريكية إلى إيران.
كما تعد الأجزاء المزيفة لمجموعة واسعة من الطائرات عنصرًا كبيرًا في استراتيجية إيران لتخفيف العقوبات، والمثال الأكثر شهرة هو Bell Helicopter.
ومنذ التسعينيات، قامت إيران بإجراء هندسة عكسية لأجزاء وتجميعات، وفي بعض الحالات، طائرات كاملة، بما في ذلك طائرات بيل 205 و206 و214، حيث يتم تنفيذ هذا العمل من قبل شركة إيران لصناعة الطائرات (HESA) وشركة دعم وتجديد طائرات الهليكوبتر الإيرانية (Panha).
حالة المروحية مجهولة
وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني هبوط المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني اضطراريًا، وذلك خلال توجهه إلى محافظة أذربيجان الشرقية في إيران.
وبدأت فرق الإنقاذ التابعة للهلال الأحمر والقوات العسكرية وقوات الشرطة الإيرانية المساعدة في عملية واسعة النطاق للعثور على هذه المروحية، فيما يقول السكان المحليون إن حالة المروحية لا تزال مجهولة بسبب الأجواء الضبابية في المنطقة.
ويتواجد على متن المروحية التي تقل الرئيس الإيراني محافظ أذربيجان الشرقية، مالك رحمتي، وإمام جمعة تبريز آية الله هاشم، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، وفق وكالة "تسنيم".