منوعات

دعوات للتحقيق في حادث مجدل شمس.. وحكومة لبنان تكتفي بالتنديد

الصباح العربي

دعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في حادث سقوط صاروخ على مجدل شمس بالجولان السوري المحتل، ما أسفر عن مقتل 12 وإصابة آخرين.

واتهمت إسرائيل حزب الله اللبناني، أمس السبت، بالمسؤولية عن الحادث، وتوعدت بالرد.

وقال بوريل في منشور عبر منصة إكس: «صور صادمة من ملعب كرة القدم في بلدة مجدل شمس الدرزية. إنني أدين بشدة حمام الدم هذا».

وأضاف: «نحن بحاجة إلى تحقيق دولي مستقل في هذه الحادثة غير المقبولة»، وحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد.

كما نددت ألمانيا بالضربة على الجولان المحتل، داعية إلى الهدوء في المنطقة بحسب فرانس برس.

الدعم الأميركي

من جانبه، أكد البيت الأبيض مجددًا على «دعمه الراسخ» لإسرائيل في أعقاب الحادث الذي طال بلدة مجدل شمس في الجولان المحتلّ الذي ضمّته إسرائيل إليها.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي: «دعمنا لأمن إسرائيل راسخ ولا يتزعزع ضدّ كلّ الجماعات المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله اللبناني»، مؤكدًا أن واشنطن ستواصل دعم الجهود الرامية لوضع حد لهذه «الهجمات الرهيبة»، مشددًا على أن هذا الأمر «مسألة ذات أولوية مطلقة».

الموقف الدرزي

وأمس السبت، أدان الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا، الشيخ حكمت الهاجري، الهجوم على مجدل شمس، مطالبًا المؤسسات الدولية بالعمل على «معاقبة المسؤولين»، ولم يطرق البيان بشكل واضح إلى «حزب الله» بحسب قناة «I24News» الإسرائيلية.

ولفتت القناة إلى أن علاقة حزب الله مع الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان تعتبر قوية للغاية وذات أهمية.

كذلك أكد القيادي الدرزي اللبناني، وليد جنبلاط، أن استهداف المدنيين «أمر غير مقبول ومدان»، سواء في الجولان أو في جنوب لبنان، مشددًا على ضرورة منع توسع الحرب والتوصل إلى وقف فوري للعدوان.

وأضاف جنبلاط: «نحذر بأن العدو الإسرائيلي يعمل منذ فترة طويلة لإشعال صراعات وتقسيم المنطقة».

أيضًا طالب السياسي الدرزي، وئام وهاب، بالتحقيق في الحادث، موضحًا في منشور على منصة إكس: «دماؤنا ليست رخيصة. نطالب بتحقيق مستقل بمشاركة الأمم المتحدة لكشف ملابسات المذبحة في مجدل شمس».

الحكومة اللبنانية

من جانبها، نددت الحكومة اللبنانية أمس السبت بالحادث، ودعت إلى وقف العدائيات على الجهات كافة، دون التطرق إلى مسألة التحقيق الدولي في الحادث.

وأوضحت الحكومة في بيانها أن استهداف المدنيين يعد «انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية».

فشل جديد

ومن جديد، فشلت منظومة «القبة الحديدية» الاعتراضية الإسرائيلية في التصدي للصاروخ، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أنه لم يتم إطلاق أي صواريخ اعتراضية بسبب ما وصفه بـ«التضاريس المعقدة» في المنطقة.

وتابع البيان الإسرائيلي: «لم يكن من الممكن إعطاء إنذار أطول زمنا يسمح باعتراض الصاروخ والهروب إلى الملاجئ».

يأتي هذا بعد نحو أسبوعين من استهداف مسيرة حوثية لمدينة تل أبيب، ما تسبب في مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين، دون إطلاق أية صواريخ اعتراضية من منظومتي «القبة الحديدية» أو «حيتس»، أو إطلاق صافرات الإنذار.

مجدل شمس

وتقع بلدة مجدل شمس في مرتفعات الجولان السوري التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وظلت منذ ذلك الوقت تحت السيطرة الإسرائيلي، في الوقت الذي يعترف فيه المجتمع الدولي – عدا الولايات المتحدة – بأنها منطقة محتلة وجزء من الأراضي السورية.

وحكمت الإدارة العسكرية الإسرائيلية البلدة، حتى عام 1981 حين صدر قانون «مرتفعات الجولان» الذي قضى بضم المنطقة لإسرائيل ودمجها مع النظام المحلي.

ورغم أن إسرائيل منحتهم حق الحصول على الجنسية عام 1981، إلا أن نحو 20% فقط من السكان حصلوا عليها حتى 2018.

ويسكن البلدة الدروز، وهي من بين المجتمعات الدرزية السورية الأربعة المتبقية في الأراضي المحتلة، وفي آخر إحصاء إسرائيلي عام 2022 فإن عدد سكانها تجاوز الـ11 ألفًا، غالبيتهم دروز، إضافة إلى قلة مسيحية.

دعوات للتحقيق في حادث مجدل شمس حكومة لبنان تكتفي بالتنديد