مقالات ورأى

جلال عارف يكتب: الخطر الأكبر.. فى غزة!!

الصباح العربي

بينما تتجه أنظار العالم إلى لبنان الشقيق وهو يواجه العدوان الهمجى الإسرائيلى، ينتهز الكيان الصهيونى الفرصة لاستكمال حرب الإبادة فى غزة التى لم تتحول إلى «جبهة ثانوية» كما زعم العدو، بل تظل هى الجبهة الأساسية فى هذه المرحلة، على أمل تحقيق أى من أهداف حرب الإبادة التى لم يتحقق منها شىء بعد عام من القتل والتدمير والممارسات النازية الصهيونية تجاه شعب فلسطين الصامد على أرضه.

ما يجرى فى غزة الآن مروِّع، العدو الصهيونى يفصل شمال غزة عن باقى القطاع، ويشن منذ عشرة أيام حرباً جنونية يقصف فيها مخيم جباليا والمنطقة المحيطة بأطنان القنابل، مستهدفاً المدنيين العُزَّل عقاباً لهم على تمسكهم بأرضهم. أكثر من 300 شهيد جديد سقطوا حتى الآن، بالإضافة لعشرات الجثث الملقاة فى الشوارع، والتى لا يتمكن أحد من انتشالها وسط رصاص الهمجية الصهيونية. مئات الألوف من الفلسطينيين يتعرضون للقصف المجنون ويعانون من مجاعة حقيقية، مع استمرار الحصار ومنع دخول أى غذاء أو دواء أو مياه صالحة للشرب.

إبادة جماعية بكل معنى الكلمة تتم أمام صمت دولى مريب، وتواطؤ من الحليف الأكبر فى واشنطن. تمهد إسرائيل لتحويل شمال غزة إلى منطقة خالية من سكانها الفلسطينيين، لتبدأ مخطط ضم الأراضى واحتلالها وإعادة بناء المستوطنات، ولتستكمل ضغوطها لإنهاء صمود الشعب الفلسطينى فى غزة ودفعه قسراً للخيار بين القتل الصهيونى أو التهجير(!!).. يحدث ذلك بعد شهور من إعلان القيادة العسكرية الإسرائيلية أن الحرب فى غزة انتهت بالنسبة لها، ومع ذلك تبقى ثلاث فرق عسكرية كاملة تمارس القتل الوحشى للمدنيين (مقابل أربع فرق على جبهة لبنان) بينما تحاول الآلة الإعلامية الإسرائيلية مواصلة التضليل ونشر الأكاذيب عن تحول جبهة غزة إلى جبهة ثانوية!!

الصمت الدولى الآن هو مشاركة فى الجريمة، واستمرار أمريكا (مع ألمانيا وبريطانيا) فى إرسال الأسلحة لإسرائيل مع كل هذه المذابح، هو العار الذى لا بد من إيقافه. ترك العربدة الإسرائيلية بدون عقوبات رادعة، وتعطيل الإرادة الدولية باستخدام «الڤيتو» الأمريكى، واستمرار الضغوط الأمريكية على المحاكم الدولية لمنع إدانة إسرائيل أو اعتقال مجرمى الحرب وأولهم نتنياهو.. كل ذلك لا معنى له إلا انهيار النظام الدولى ودمار ما تبقى من مكانة دولية لأمريكا التى ما زالت حتى الآن «لا ترى» الإبادة الجماعية فى غزة (ثم لبنان) ولا يؤرقها أنها «الشريكة الأساسية» لإسرائيل، وأن لهذه «الشراكة» تكلفتها الفادحة!!

على الجميع أن ينتبه. الخطر الأكبر ما زال فى غزة.. ومنها !!

نقلا عن اخبار اليوم

جلال عارف يكتب الخطر الأكبر فى غزة