تحقيقات وتقارير

توتر متزايد بين واشنطن وكييف.. زيلينسكي يرفض الاعتذار وترامب يقطع الدعم

الصباح العربي

في تطور يعكس التوتر الحاد بين واشنطن وكييف، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاعتذار لدونالد ترامب بعد لقائهما المتوتر في البيت الأبيض، ما يضع مستقبل العلاقات بين البلدين على المحك.

وغادر زيلينسكي الاجتماع مبكرًا عقب مشادّة حادة، في لقاء كان مقررُا له أن ينتهي بتوقيع اتفاقية معادن استراتيجية، لكنه انتهى بإلغاء المؤتمر الصحفي المشترك وسط تبادل الاتهامات. تُعد هذه الأزمة الدبلوماسية الأولى بين الطرفين منذ تولي ترامب الرئاسة في يناير 2025.

زيلينسكي يرفض الاعتذار

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن زيلينسكي قوله في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، عندما سأله المذيع بريت باير عمّا إذا كان يعتقد أنه مدين بالاعتذار للرئيس دونالد ترامب بعد اللقاء الساخن: "لا، أنا أحترم الرئيس، وأحترم الشعب الأمريكي، ولا أعتقد أننا فعلنا شيئًا سيئًا. أعتقد أن هناك بعض الأمور التي يجب أن نناقشها بعيدًا عن وسائل الإعلام، مع كل الاحترام للديمقراطية والإعلام الحر".

وعندما سُئل مرة أخرى لاحقًا عمّا إذا كان يندم على التراشق مع ترامب، قال زيلينسكي: "نعم، أعتقد أنه لم يكن جيدًا".

وقال زيلينسكي: "أنا منفتح دائمًا على وسائل الإعلام، ولكن هناك أشياءً حساسة للغاية. أريد فقط أن أكون صادقًا، وأريد فقط أن يفهم شركاؤنا الموقف بشكل صحيح، وأريد أن أفهم كل شيء بشكل صحيح".

وقف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا

وفي خطوة تعمق الأزمة بين البلدين، كشفت شبكة "سي إن إن" أن إدارة ترامب، أنهت تمويل برنامج حيوي لدعم البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.

وأوضحت الشبكة أن مساهمة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، البالغة 25 مليون دولار، لمبادرة دعم البنية التحتية الحيوية للطاقة في أوكرانيا ضد الهجمات الروسية قد تم إنهاؤها هذا الأسبوع، وفقًا لمصدر مطلع.

وكانت هذه الأموال مخصصة لصندوق دعم الطاقة الأوكراني، الذي يدعم جهود الحكومة الأوكرانية في إصلاح بنيتها التحتية للطاقة، التي تعرضت لهجمات روسية متواصلة طوال فترة الحرب.

وأشارت "سي إن إن" إلى أن هذا الإنهاء كان من بين آلاف المساعدات الخارجية التي تم إلغاؤها هذا الأسبوع، وجاء قبل اجتماع الرئيس دونالد ترامب المثير للجدل مع الرئيس الأوكراني.

ووفقًا لموقع الصندوق، "تُستخدم المساهمات في الصندوق لتمويل الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لشركات الطاقة الأوكرانية، مثل المعدات وقطع الغيار، وغيرها من العناصر التقنية، بالإضافة إلى الوقود والخدمات اللازمة لإصلاح البنية التحتية والحفاظ على إمدادات الطاقة والتدفئة في أوكرانيا".

توتر غير مسبوق وتبادل اتهامات

وفقًا لما نقلته صحيفة "ذا جارديان"، دخل الرئيسان في تبادل حاد للاتهامات خلال لقائهما في المكتب البيضاوي، إذ كرر ترامب مرارًا لزيلينسكي أنه "يقامر بحياة الملايين، مع احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة"، وأخبره بصراحة: "إما أن تعقد صفقة أو سننسحب من دعمك".

وتصاعدت الأزمة عندما وجه نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، اتهامات لزيلينسكي بعدم شكر الولايات المتحدة على دعمها، وقال إنه "قام بحملة لصالح المعارضة في أكتوبر"، بدلًا من إظهار "كلمات تقدير للولايات المتحدة والرئيس الذي يحاول إنقاذ بلادك".

موقف ترامب

بعد اللقاء المتوتر، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحديثًا على صفحته في شبكة "تروس سوشيال"، قال فيه إنه "قرر أن زيلينسكي غير مُستعد للسلام إذا كانت أمريكا متورطة، لأنه يشعر أن مشاركتنا تمنحه ميزة كبيرة في المفاوضات"، وأضاف أن الزعيم الأوكراني "أساء احترام الولايات المتحدة الأمريكية في مكتبها البيضاوي المحترم".

وختم بالقول: "يمكنه العودة عندما يكون مُستعدًا للسلام".

ردود قلقة وموقف أوروبي داعم

أحدث هذا التحول الدراماتيكي في السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا صدمة لدى العديد من الدبلوماسيين المخضرمين، ونقلت شبكة "سي إن إن" عن أحد الدبلوماسيين قوله: "أشعر حرفيًا بالغثيان"، مضيفًا: "أخشى من التداعيات"، متنبئًا بأن "لا أحد في أوكرانيا سينام بشكل جيد الليلة".

في المقابل، أشارت صحيفة "ذا جارديان" إلى أن القادة الأوروبيين وقفوا خلف زيلينسكي، في إشارة إلى استمرار الدعم الأوروبي لأوكرانيا رغم التحول في الموقف الأمريكي.

ويأتي هذا الموقف وسط تساؤلات متزايدة حول مستقبل التحالف الغربي في دعم كييف، خصوصًا بعد تولي ترامب السلطة وتصريحاته المتكررة حول ضرورة إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن.

توتر متزايد بين واشنطن كييف زيلينسكي يرفض الاعتذار وترامب يقطع الدعم