نصر العاشر من رمضان.. ذكرى الانتصار في شهر الانتصارات


نعيش اليوم ذكرى عظيمة، وهي نصر العاشر من رمضان السادس من أكتوبر، الذي سيظل شاهدًا على بطولات الجيش المصري الأبي، الذي سطَّر بدمائه الطاهرة صفحةً ناصعةً في تاريخ الأمة، محققًا نصرًا عظيمًا أعاد للأمة عزتها وهيبتها وكرامتها، وأثبت أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن الحق مهما طال الزمن منتصرٌ لا محالة.
ولقد كان هذا النصر ملحمةً متكاملةً اجتمع فيها الشعب والجيش على قلب رجل واحد، وضرب الأزهر الشريف بعلمائه وطلابه أروع الأمثلة في الاصطفاف خلف قواتنا المسلحة، دعمًا ومؤازرةً، بالكلمة والموقف، والدعاء والعمل، فكانوا سدًّا منيعًا في حماية الجبهة الداخلية، ورافدًا معنويًّا قويًّا للمحاربين البواسل على خطوط المواجهة.
وإنّ ذكرى هذا النصر المجيد لتُلهم الأجيال في ميادين العمل والبناء والنهضة؛ فقد أثبتت هذه الملحمة التاريخية أن الإصرار والتخطيط والإعداد الجيد هي مفاتيح النجاح في كل مجال، وأن الأوطان لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها المخلصين، والعمل الجاد، والإيمان بأن المستقبل تصنعه العقول المستنيرة والقلوب المخلصة والأيدي العاملة المنتجة، وكما انتصر أبطالنا في ساحات القتال بالعزيمة والتضحية، فإن معركة التنمية والتقدم اليوم تحتاج إلى الروح ذاتها؛ روح المثابرة والاجتهاد والإخلاص في العمل، لتحقيق مستقبلٍ أكثر إشراقًا لأمتنا.
واليوم، إذ نستذكر هذا النصر العظيم، لا تغيب عن أعيننا مآسي أشقائنا في غزة من ظلمٍ وعدوان، مؤكدين أن صمود الشعوب في وجه المُحتَل، ودفاعها عن حقها وأرضها، سيظل درسًا خالدًا في سجل التاريخ، وأن الحقوق لا تسقط بالتقادم، بل تظل حيّةً في وجدان الأحرار حتى يأذن الله لها بالظهور والنور.
حفظ الله مصر وأهلها، ونصر الحق وأهله، ورحم شهداء الأمة الأبرار، وأعان المستضعفين في كل مكان آمين.