د.أحمد زايد: مكتبة الإسكندرية تلعب دورا كبيرا في عملية التكامل المصري الإفريقي وبرنامج أفريقيا الأكثر نجاحا


أكد مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور أحمد زايد أن المكتبة تلعب دورًا كبيرا في عملية التكامل المصري الإفريقي.مشيرا إلى أن مصر تسعى لتعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية في مختلف المجالات ومنها المجال الثقافي.
وقال زايد ـ في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط ـ إن هناك برنامجا مخصصا لإفريقيا في مكتبة الإسكندرية ويعد أكثر البرامج نجاحا يجب التوسع فيه والاهتمام به ،وهذا البرنامج اسمه «رابطة شباب الصفوة الأفارقة»، ويتلخص في أن الطالب الإفريقي الذي يدرس في مصر، يتم متابعته والتواصل معه منذ بدء الدراسة ودعوته إلى مكتبة الإسكندرية، وتقديم دورات تدريبية له في المكتبة حتى التخرج.
وأضاف أن البرنامج يعمل منذ سنوات، وهو من البرامج الناجحة ويقدم ورش عمل من قِبل متخصصين.
وقال زايد إن عدد الكتب في المكتبة يقدر بحوالي مليون وخمسمائة ألف كتاب، وعدد الخرائط كبير للغاية ، وتوجد خرائط نادرة وما يزيد عن 120 ألف مخطوط مصور و5 آلاف مخطوط أصلي، ومتحف به عدد ضخم من الآثار التي وُجدت تحت الأرض أثناء حفر وبناء المكتبة، ولدينا موقع إلكتروني بعنوان «ذاكرة مصر»، يتضمن أحداثًا وشخصيات بارزة ووثائق، وجميعها موجودة على موقع «دار DAR»، وهو قاعدة بيانات كبيرة تحتوي على نصف مليون كتاب مرقمن وخرائط مرقمنة.
وأوضح أن مكتبة الإسكندرية لها ثلاثة أماكن في القاهرة تقدم نفس أنشطة المكتبة مثل بيت السناري وقصر خديجة، والذي يقدم محاضرات وندوات وتدريبًا للأطفال والنساء على المشغولات والمنتجات المختلفة، وينظمون معارض لبيع منتجاتهم، فضلًا عن مركز التراث الحضاري في القرية الذكية، ومهمته الأساسية توثيق التراث الحضاري المصري سواء كان ماديًّا أو غير مادي، وبه 120 موظفًا يبذلون مجهودًا كبيرًا، ومعظمهم خبراء في الأرشفة، ومن خلال المركز استطعنا توثيق كل كنائس ومساجد مصر القديمة والقصور القديمة ومعظم المواقع الأثرية.
وقال زايد إن «المكتبة منتشرة عالميًّا، ولدينا في المكتبة قطاع العلاقات الخارجية والإعلام، ومهمته مراجعة الاتفاقيات التي يتم توقيعها والتواصل مع السفارات والعالم الخارجي، ويدير العلاقات بين المكتبة وكل دول العالم، ولا يمر شهر إلا وتوقِّع المكتبة اتفاقية أو بروتوكول تعاون إما داخل مصر أو خارجها، وتكون هذه البروتوكولات أو الاتفاقيات مع المكتبات المختلفة في العالم، ونحاول المساهمة في المؤتمرات التي يتم تنظيمها عن المكتبات ولقد زارنا قريبًا وزير الثقافة الإيطالي، وأهدى المكتبة عددًا من الكتب، وعقب عودته أرسل خطابًا يفيد باختيار مدير مكتبة الإسكندرية لكي يصبح عضوًا في اللجنة العلمية بمكتبة روما الوطنية، فلدينا علاقات خارجية قوية، ولدينا مجلس أمناء قوي مكوَّن من دول مختلفة، ويجتمع كل عام مع رئيس الجمهورية، ونحصل على توجيهات ثم يعقد اجتماعًا في المكتبة ونأخذ قرارات، فالمكتبة تدير علاقاتها الخارجية بشكل جيد للغاية».
وتابع: «كل يوم يزور المكتبة من المصريين حوالي 2000 مصري، وما بين 500 إلى 800، وأحيانًا يصل إلى 1000 أجنبي، يعني نقترب من المليون تقريبًا كل سنة، وتصدر إحصائية كل أسبوعين عن عدد زوار المكتبة، بخلاف القراء الذين يبلغ عددهم اليومي حوالي 700».
وعن عدد المتاحف الموجودة في المكتبة، قال زايد: «لدينا متحف الآثار، ومتحف المخطوطات، ومتحف الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ومتحف الفن المفتوح، ومتحف شادي عبد السلام، ومقتنيات الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، والدكتور بطرس غالي، ووثائق خاصة بفترة الرئيس جمال عبد الناصر، ومجموعات كتب مهداة من أفراد يقدَّر عددها بحوالي 56 مكتبة خاصة، ولدينا مكتبة الكتب النادرة وعلى رأسها كتاب «وصف مصر»، حيث توجد لدينا النسخة الأصلية من كتاب وصف مصر، ونجحنا في تحويله إلى كتاب مرقمن بالمكتبة، وكلها مقتنيات ثمينة».
وعن الدور الذي يلعبه معمل ترميم المخطوطات، قال زايد: «معمل ترميم المخطوطات من أهم المعامل الموجودة في الوطن العربي والشرق الأوسط كله، ولدينا خبرة كبيرة في هذا المجال، ولدينا ترميم يدوي وترميم آلي للمخطوطات المختلفة، ونستطيع ترميم المخطوطات لجهات أخرى غير المكتبة، ونجحنا في ترميم جزء كبير جدًّا من مخطوطات ومجلدات قناة السويس التي وُضعت في القرن التاسع عشر، ومكتوبة بخط اليد باللغتين العربية والفرنسية، ونجحنا في الانتهاء من المرحلة الأولى، ونسعى إلى تنفيذ المرحلة الثانية وترميم باقي المخطوطات، بناءً على اتفاقية بين هيئة قناة السويس ومكتبة الإسكندرية، وهذه الوثائق نادرة وضخمة جدًّا».
وبشأن مشروع معمل الرقمنة، قال زايد: «لدينا معمل رقمنة يعمل به 80 شخصًا، وبه 80 جهاز كمبيوتر، وهذا المعمل لا يرقمن الكتب فقط ولكن الخرائط أيضًا والصفحات الكبيرة، ولديه القدرة على رقمنة أشياء كبيرة جدًّا، ويرقمن حوالي 4 آلاف صفحة كل يوم، ولديه نظام رقمنة، بحيث في الصفوف الأولى تتم الرقمنة، وفي الصفوف الثانية تتم المراجعة، وفي الصفوف الثالثة مراجعة جودة الرقمنة، وفي الصفوف الرابعة تتم إضافة تطبيقات إلكترونية تمكِّن من البحث في النصوص رغم أنها بصيغة الـPDF، ونقدم خلال المعمل دورات تدريبية للقادمين من الدول العربية، فهذا المعمل جعل للمكتبة سمعة في هذا المجال في الوطن العربي، ولدينا دار نشر أو مركز نشر يستطيع أن يطبع أكبر الكتب سواء كانت ملونة أو عادية ويخرجها بأفضل جودة».
وعن وجود خطة معينة للاهتمام باللغة العربية وخاصة في ظل استخدام الكثير من الكلمات الإنجليزية وسط الحديث باللغة العربية، قال زايد: «كل اللغات يأخذ بعضها من بعض، فإدخال بعض الكلمات في اللغة العربية لا بأس به، ولكن الخوف على اللغة العربية يكون من خلال تركها وكتابتها بالأرقام، فضلًا عن إهمالها في المدارس وتهميش مدرس اللغة العربية، وإهمالها داخل الأسرة أيضًا، فيتم تشتيت الأطفال بين العربية والإنجليزية، والطفل لا يتعلم أيًّا منهما".
وأردف قالا:"الحل يكون عن طريق التحدث مع الأطفال باللغة العربية، والمدارس هي التي تعلم الأطفال اللغة الإنجليزية، والمدارس يجب ألا تجعل تعليم اللغة الإنجليزية طاغيًا على اللغة العربية، كما أننا نحتاج إلى زيادة المحتوى الرقمي للغة العربية على الإنترنت، فلغتنا العربية يسرٌ وليست عسرًا، ونحن نملكها كما كان الأقدمون يملكونها»، هكذا قال طه حسين".