هل يضر الذكاء الاصطناعي بصحة دماغك؟ دراسة جديدة تحذر من الإفراط في استخدامه


في زمن أصبحت فيه تطبيقات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، من كتابة الرسائل إلى الترجمة والتخطيط وحتى اتخاذ القرارات، ظهرت دراسة جديدة مثيرة للجدل تربط بين الاستخدام المكثف لهذه التقنيات وظهور أعراض مقلقة على صحة الدماغ.
الدراسة نشرت مؤخرًا في مجلة Neurology & Cognitive Science المتخصصة، وأعدّها فريق من الباحثين بجامعة "كينجز كوليدج" في لندن، حيث قاموا بتحليل بيانات أكثر من 12 ألف شخص من مختلف الأعمار على مدار 3 سنوات.
وتركزت الدراسة على مراقبة تأثير استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل المساعدات الذكية وتطبيقات الكتابة التلقائية والترجمة الفورية على الدماغ البشري.
كشف الباحثون عن انخفاض ملحوظ في النشاط العصبي لدى الأشخاص الذين يعتمدون بكثافة على أدوات الذكاء الاصطناعي، خاصة في المناطق المسؤولة عن التفكير النقدي واتخاذ القرار.
كما رصدوا ارتفاعًا في مؤشرات الالتهاب العصبي بنسبة وصلت إلى 32%، إضافة إلى علامات خفيفة من ضمور قشري في الدماغ، وهي مؤشرات تُعد من الأعراض المبكرة لما يعرف بـ"تعفن الدماغ".
الدكتور جيمس كاولينج، أستاذ الأعصاب وأحد المشاركين في الدراسة، أوضح أن الخطر لا يكمن في استخدام الذكاء الاصطناعي بحد ذاته، بل في الإفراط والاعتماد الكامل عليه، مما يؤدي إلى "خمول ذهني".
وشبه ذلك بالخمول الجسدي الذي يحدث نتيجة قلة الحركة: "إذا لم يتعرض الدماغ لتحديات مستمرة من خلال التفكير والبحث والتحليل، يبدأ تدريجيًا في فقدان قدراته الإدراكية".
أثارت الدراسة نقاشًا واسعًا داخل المجتمع العلمي، خاصة مع تسارع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي في كل تفاصيل حياتنا.
وأوصى الباحثون بضرورة تبني نمط استخدام "تشاركي" للذكاء الاصطناعي، بحيث تعمل هذه التقنيات على دعم القدرات الذهنية وتنميتها، لا أن تحل محلها بالكامل.