جريمة في دمنهور تثير الغضب…. اعتداء على طفل في مدرسة خاصة.. استشاري طب نفسي يكشف طريقة التعامل مع الاعتداء الجنسي


في واقعة مأساوية هزّت مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، انتشر خبر مفزع حول اتهام أحد كبار السن، الذي يقترب من عمر الثمانين، بالتحرش بطفل صغير لم يتجاوز سنه السادسة، الواقعة التي جرت في أماكن معزولة داخل المدرسة، مثل الحمامات والجراج،
وتورطت فيها إحدى العاملات، أثارت ردود فعل غاضبة بين الأهالي، الذين طالبوا بالتحقيق العاجل وتطبيق أقصى عقوبة على الجناة، هذه الجريمة تثير التساؤلات حول دور المؤسسات التعليمية في توفير بيئة آمنة للأطفال، وتضع مزيدًا من الضغوط على المجتمع المحلي الذي يعيش حالة من الصدمة.
د. محمد علي، استشاري الطب النفسي، يؤكد أنه في حال تعرض الطفل للاعتداء الجنسي في سن مبكرة، فإن العلاج يجب أن يكون دقيقًا ومتكاملًا، هذه الحوادث تترك أثرًا نفسيًا عميقًا، وتستدعي تدابير فورية من أجل العلاج النفسي والجسدي، وأضاف أن الطفل في هذا العمر لا يمتلك القدرة على التعبير عن مشاعره بشكل مباشر، وبالتالي فإن أساليب العلاج يجب أن تكون غير تقليدية، تعتمد على الفهم الدقيق لحالة الطفل واحتياجاته النفسية الخاصة.
أول خطوة في معالجة الطفل الذي تعرض للاعتداء الجنسي هي تأكيد سلامته الجسدية، من الضروري أن يُنقل الطفل إلى أقرب مركز طبي لإجراء الفحوصات اللازمة، حتى وإن لم تكن هناك إصابات ظاهرية، توثيق الحالة الطبية بسرية تامة أمر بالغ الأهمية في حال كان هناك رغبة في التبليغ القانوني، علاوة على ذلك، من المهم إجراء العلاج الوقائي ضد الأمراض المنقولة جنسيًا إذا تطلب الأمر.
بعد التأكد من الحالة الجسدية، يأتي دور العلاج النفسي الذي يجب أن يكون موجهًا خصيصًا للأطفال في هذه المرحلة العمرية، العلاج باللعب يعتبر من أبرز الأساليب المستخدمة مع الأطفال في سن صغيرة، حيث يسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم دون الحاجة للكلام المباشر، كما يمكن استخدام أساليب أخرى مثل العلاج بالرسم أو القصص لتوفير مساحة آمنة للطفل للتعامل مع مشاعره.
العلاج النفسي للأطفال الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي لا يتم بسرعة؛ بل يحتاج إلى استمرارية، وقد يستغرق عدة أشهر أو حتى سنوات، وفقًا لمدى تأثر الطفل وحاجته للدعم المستمر، من المهم أن تدرك العائلة دورها الكبير في هذه المرحلة، ينبغي عليهم أن يقدموا للطفل بيئة آمنة واحتوائية دون لوم أو ضغط عليه لفتح الحديث حول ما تعرض له، يجب أن يتم دعم الطفل عاطفيًا دون التعامل معه كـ "شخص مكسور" بل على العكس، عليه أن يشعر بأنه محبوب ومحمي.
الطفل الذي تعرض للاعتداء الجنسي قد يظهر عليه تغيرات سلوكية غير طبيعية، مثل التبول الليلي، الصمت المفرط، العدوانية، كما قد يظهر سلوك جنسي غير مناسب لعمره، وهو من العلامات التي تتطلب تدخلًا فوريًا من المتخصصين، من المهم أن يتم رصد هذه الأعراض مبكرًا والعمل على توفير الدعم النفسي الملائم له.
إذا تعرض الطفل للتهديد بعد وقوع الاعتداء الجنسي، فإن ذلك يعقد من الحالة النفسية ويزيد من صعوبة العلاج، التهديد يشكل إضافة نفسية صادمة للطفل، حيث يشعر بالخوف المستمر ويمنعه من البوح بما حدث، هذا الشعور بالخوف قد يساهم في تعزيز شعور الطفل بالعجز والذنب، مما يجعل العلاج النفسي ضرورة ملحة.
من الضروري في هذه الحالات أن يتم توفير حماية فورية للطفل، ويجب إبعاده عن أي بيئة قد تشكل خطرًا عليه، حتى وإن كان المعتدي من أفراد العائلة، يجب إبلاغ الجهات المختصة فورًا، مع ضرورة تقديم الدعم النفسي الفوري للطفل، وتوجيهه إلى جلسات علاجية متخصصة لمساعدته على استعادة شعوره بالأمان.