الليلة التي عاد فيها الزمن إلى الوراء.. كيف عاشت أوروبا ساعات من الظلام البدائي؟


في مشهد أقرب إلى أفلام مُرعبة، غرقت أجزاء من أوروبا الجنوبية _ تحديدًا إسبانيا، البرتغال، وجنوب فرنسا — في ظلام دامس بعد انقطاع مفاجئ وكامل للتيار الكهربائي، وصف بأنه الأوسع منذ أكثر من عشر سنوات.
توقفت الحياة فجأة، المترو والقطارات صمتت، إشارات المرور انطفأت، وحتى السيارات الكهربائية وقفت عاجزة وسط طرق مشلولة.
تحوّلت المدن النابضة بالحياة إلى مساحات مهجورة، وهرع الناس باحثين عن وسائل مواصلات بديلة، وبلغت تكلفة التوصيلة الواحدة 30 يورو في ذروة الأزمة.
المحال أُغلقت، والمطاعم توقفت إلا تلك التي ما زالت تحتفظ بوسائل طهي تعتمد على الفحم، لتتحول مطاعم السمك المشوي في لشبونة إلى ملاذ للجائعين.
في البيوت، اشتعلت الشموع، وعاد الناس إلى لعب الورق وتبادل الأحاديث على ضوء المصابيح اليدوية.
كما توقفت شبكات الاتصال والخدمات البنكية، مما أدي إلى الاتجاه للبنوك للبحث عن السيولة النقدية.
لذلك تم الإعلان عن حالة طوارئ، كما واصلت فرق الصليب الأحمر توصيل الطعام والماء للناس.
ومع اقتراب منتصف الليل، بدأت الكهرباء تعود تدريجيًا إلى بعض المناطق، لكن الذهول ظلّ حاضرًا، والقلق أكبر من مجرد انقطاع، بل عن مدى هشاشة العالم الحديث حين يُسحب منه سلك واحد فقط.