لبنان: نحتاج دعما كبيرا أكثر من أي وقت لإيقاف الحرب الإسرائيلية
قال وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال في لبنان عبد الله بو حبيب، اليوم الأحد، إنّ بلاده تحتاج اليوم إلى دعم كبير لإيقاف الحرب الإسرائيلية، أكثر من أي وقت مضى.
وأكد "بوحبيب"، في كلمته خلال الاجتماع الوزاري العربي- الإسلامي في الرياض، أن لبنان عازمٌ على تعزيز انتشار الجيش في الجنوب، مطالبًا بضرورة إيجاد حل مستدام والعمل على التطبيق الشامل للقرار الأممي 1701 لتهدئة الوضع على الحدود مع إسرائيل.
تابع، في كلمته: "تعلمون جيدًا الظروفَ المأساويةَ التي يمرُّ بها لبنان وما وصلت إليه الأمور، حيث تقتلُ إسرائيل يوميًا العشرات وأحيانًا المئات بصورةٍ ممنهجةٍ، لا تمييزَ فيها بين نساءٍ أوأطفالٍ أو شيوخٍ أو طواقمَ طبيةٍ، أو صحفيين أو مدنيين.. كما لم يسلمْ تاريخُنا، وتاريخ الإنسانية جمعاء من معالم أثريةٍ تعود لآلاف السنين، وبساتين زيتون مُعمرة، من التدمير والحرق، بهدف إنشاء منطقة عازلة على طول المناطقِ الحدوديةِ الجنوبيةِ للبنان، خالية من الحياة، وغير قابلة للعيش، ما يشكل نمطًا جديدًا من "الإرهابِ البيئي" الهادف إلى ضرب وانعدام الحياة البيولوجية والإنسانية.
وشدد على أنّ "لبنان يحتاج اليوم، أكثرَ من أي وقتٍ مضى إلى دعمِ ومساندةِ العالَمَيْن العربي والإسلامي، طالبًا أن تكونوا كما عهدناكم في كلّ المحنِ والأزمات، السندَ والعضدَ والشقيقَ لإيقافِ حرب إلغاءِ لبنان التنوعِ، والتعايشِ بين الأديان والحضارات، هذه الحرب التي تشنُّها إسرائيل علينا، في محاولة لإعادتنا إلى العصر الحجري كما توعّدت به، لغايات ومصالح آنية، وربما شخصية ونفعية".
وأكّد "بوحبيب" أنّ "لبنان قد عبر بوضوحٍ عن موقفِه ورؤيتِه لحلٍ مستدامٍ عبر المطالبة أولاً بوقف فوري لإطلاق النار، وإعادة الهدوء والاستقرار إلى الحدود، وعودة النازحينِ كافة من جانبي الحدودِ إلى مدنِهم وبلداتهِم وقراهُم، من خلالِ التطبيقِ الشاملِ والمتوازي لقرارِ مجلس الأمن 1701، لتكون السلطة الشرعية الوحيدة جنوب نهر الليطاني هي سلطة حكومة لبنان، ولا يكون هناك سلاح دون موافقة حكومة لبنان وفقا لما نصَّ عليه القرار المذكور أعلاه".
وفي الإطار ذاته، شدد على عزم لبنانَ تعزيز انتشار قواته المسلحة في الجنوب اللبناني، قائلًا: "قررت الحكومةُ اللبنانيةُ تطويعَ وتدريبَ نحو 1500 عسكري تمهيدا لإرسال 5000 جنديٍ إضافيٍ، لينضموا إلى نحو 4500 موجودين أصلاً في هذه المنطقة. ونأمل أيضًا دعمكم ومساندتكم لتوفير متطلبات هذا الانتشار".
وأضاف: "يُشددُ لبنان على تمسّكِه بقواتِ حفظِ السلامِ العاملةِ في الجنوب (يونيفيل) وتقديره لما تقدمُه من تضحيات، وإدانته لأي اعتداءٍ يطول أفرادَها أو مقرّاتِها، ويتعهدُ بتعزيزِ التعاونِ معها وفقاً لمبادئِ وثيقةِ الوفاقِ الوطني حول بسطِ سلطةِ الدولة على كاملِ الأراضي اللبنانية، والتي أٌقِرَّت في مؤتمرِ الطائف ِفي المملكة ِالعربية السعودية".
تابع: "نرى أن أنصافَ الحلولِ من خلالِ وقفِ إطلاقِ النار وإعادةِ الالتزامِ بتطبيقِ القرار 1701، أفضلَ بكثيرٍ من استمرارِ الحرب.. لكنّ أقصرَ الحلول ِلإرساءِ هدوءٍ مستدامٍ جنوبَ لبنان بوابتُها الحلولُ الكاملة. هذا يعني بأنه كلما استمرت إسرائيل بخروقاتِها البريةِ والبحريةِ والجويةِ لسيادة لبنان، وكلما تهربَت من إظهارِ الحدودِ البريةِ المعترفِ بها دوليًا والمرسّمة بين لبنان وفلسطين عام 1923، والمصادق عليها في اتفاقيةِ الهدنة اللبنانية - الإسرائيلية الموقعة في جزيرة رودوس عام 1949 بإشرافِ ورعايةِ الأمم المتحدة، كلما ساهمتْ بالتأسيسِ لحروبٍ مستقبليةٍ نعمل جاهدين لتلافيها".
وأكد وزير الخارجية اللبناني، أنّ "من يريد العيش بهدوءٍ وسلامٍ مع محيطِه، ومنه لبنان، الذي اتخذ السلام في قمة بيروت العربية عام 2002 خيارًا استراتيجيًا، وتبنّى مبادرة السلام العربية التي تقدمَت بها المملكة العربية السعودية، عليه أن يوقفَ الخروقاتِ نهائيًا واحتلال الأراضي اللبنانية".
وشدّد "بوحبيب" على أنّه "كلّما طالت هذه الحرب، كلما زادَت معاناةُ اللبنانيين، حيث نزح 1 من أصل 4 من سكان لبنان، أو ما يزيد على مليونِ ونصفِ المليون إنسانٍ، يفتقرُ معظمُهم في أماكنِ نزوحِهم إلى أبسطِ مقوماتِ الحياة.. ومن على هذا المنبرِ نجددُ شكرَنا لكلِ الاشقاءِ والأصدقاء ِالذين تفضلوا وقدّموا مساعداتٍ إنسانيةً نثمنُها ونقدرُها عاليًا"، موضحًا أنّ "احتياجاتُنا اليوم تفوقُ قدرتَنا وطاقتَنا، ونتوسمُ خيراً بمزيدٍ من الدعمِ والمساندة".
اختتم: "كذلك نتطلعُ إلى ضغط عربي إسلامي لدى الدولِ المؤثرةِ على إسرائيل، والمحافلِ الدولية لوقفِ تدميرِ إسرائيل لتراثِ وآثارِ الإنسانيةِ جمعاء، وعمرُها آلاف السنين، والمعرضة لخطر محدق لمحوِها وطمسِها، إذا لم نتحرك جميعًا لحمايتِها والحفاظِ عليها".