الشاعر الكبير فاروق جويدة: معارض الكتب العربية استلهمت تجربة معرض القاهرة..ومكانة الكتاب لن تنزعها ”ثقافة الهواء”
أكد الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة أن معرض القاهرة الدولي للكتاب من أهم معالم الثقافة المصرية ، مشددا على أن الكتاب الورقي سيبقى تأثيره ودوره الثقافي مستمرا رغم التطور السريع والمتلاحق للوسائل التكنولوجية ووسائل الاتصال الحديثة.
وقال جويدة - في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت - إن معرض القاهرة الدولي للكتاب حقق خلال سنوات ، تجاوزت الأربعين عاما، إنجازات كبيرة على المستويين العربي والعالمي ، بل هناك تجارب كثيرة لمعارض في الدول العربية استعانت بمعرض القاهرة للكتاب.
وافتتحت الدورة الأولى لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في 22 يناير عام 1969، على أرض المعارض بالجزيرة، وذلك في إطار الاحتفال بمرور 1000 عام على مدينة القاهرة، ومنذ ذلك الوقت استمرت دورات المعرض في الانتظام حتى وصلت إلى النسخة الحالية السادسة والخمسين.
واعتبر جويدة أن المعرض ليس فقط مناسبة ثقافية لبيع الكتب أو توزيعها، ولكنه يشهد كثيرا من الندوات والمحاضرات التي أصبحت جزءا من تاريخ الثقافة المصرية والعربية.
واقترح الكاتب الكبير أن " لا نفرط في سنوات المعرض وما أقيم فيها من ندوات و لقاءات فكرية" ، وقال " يجب أن يتاح محتوى هذه اللقاءات مرة أخرى أمام أجيال الشباب حتى يستفيدوا من هذا المستوى من الفكر والإبداع".
وأضاف جويدة :" أن طرح محتوى هذه الندوات مرة أخرى في وسائل الإعلام، أو في الندوات، أو في قاعات المعرض يمكن أن تكون إضافة حقيقية للمناخ الثقافي" .
ورأى أن معرض القاهرة للكتاب فرصة لتشجيع الشباب وفتح آفاق أمام الأجيال الجديدة، بحيث تشارك وتظهر مواهبها في هذه اللقاءات وألا يقتصر النشاط على بيع وتسويق الكتب فقط.
ودعا إلى ضرورة أن يحوي النشاط الثقافي كثيرا من الحوار والمناقشات، بحيث تطرح كل القضايا التي تهم الإنسان المصري في بناء مستقبل أفضل.
وفيما يتعلق بالتحدي الذي يواجه الكتاب الورقي في ظل التطور السريع والمتلاحق للوسائل التكنولوجية الحديثة ، قال الشاعر الكبير فاروق جويدة :" عندما ظهر التلفزيون قالوا إن الإذاعة ستنتهي فحاليا وسائل الاتصال الحديثة تتطور كل يوم بسرعة شديدة لم تعد فقط قاصرة على الكتابة ولكن الصورة أصبحت ضرورة أيضا".
وأوضح أن هناك منافسة شديدة بين الوسائل التقليدية والوسائل الحديثة وأنه في ظل هذه التطورات السريعة والمتلاحقة ، فإن الكتاب سيبقى لأنه كائن موجود وليس مجرد هواء ، مشيرا إلى أن الثقافة الهوائية لن تستطيع أن تنزع من الكتاب مكانته وتأثيره ودوره الثقافي.
ويعد الكاتب والشاعر الكبير فاروق جويدة من الأصوات الشعرية الصادقة والمميزة في حركة الشعر العربي المعاصر، ونظم كثيرا من ألوان الشعر ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري.
كما قدم جويدة للمكتبة العربية 20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها، وقدم للمسرح الشعري 3 مسرحيات حققت نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات المسرحية ، فيما ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها الإنجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية، وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية فى الجامعات المصرية والعربية.
ومن مؤلفاته أوراق من حديقة أكتوبر (ديوان شعر) 1974 ويبقى الحب (ديوان شعر) 1977 وللأشواق عودة (ديوان شعر) 1978 وفي عينيك عنواني (ديوان شعر) 1979 والوزير العاشق (مسرحية شعرية) 1981.
وكان الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة افتتح معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال56 والتي تقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وتستمر حتى 5 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية.
وتقام الدورة ال56 من معرض الكتاب تحت شعار "اقرأ..في البدء كان الكلمة" بمشاركة 80 دولة عربية وأجنبية، 1350 دار نشر و 6000 عارض، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف هذا العام، وتم اختيار اسم العالم المصري أحمد مستجير شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض الطفل.
ويشهد المعرض ، الذي يقام هذا العام على مساحة هي الأكبر منذ نقله إلى مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، عقد سلسلة من اللقاءات الثرية بين الكتاب والمفكرين التي تناقش مختلف القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية بمشاركة العديد من مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني.