عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين.. حشود النازحين تتدفق إلى شمال غزة
بعد تلكؤ جيش الاحتلال الإسرائيلي ومحاولة عرقلة اتفاق وقف إطلاق النار وإغلاق محور "نتساريم" قبل أن يتراجع عنه، بدأ آلاف الفلسطينيين العودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة، اليوم الاثنين، محطمين "أحلام وأوهام" التهجير الجماعي من أراضيهم المحتلة.
وبدأت حشود النازحين الفلسطينيين، اليوم الإثنين، بالعودة إلى مدينة غزة وشمال القطاع، عبر شارع الرشيد الساحلي، وسط قطاع غزة، بعد أن هجرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي قسرًا من منازلهم جراء حرب الإبادة الجماعية.
وفي تمام الساعة التاسعة صباحًا، سُمح للنازحين بالانتقال بالمركبات إلى شمال القطاع، بعد إخضاعها للتفتيش، وذلك من خلال شارع صلاح الدين.
وكان الآلاف أمضوا الليلتين الماضيتين في العراء على شارعي الرشيد وصلاح الدين، رغم البرد القارس في انتظار سماح قوات الاحتلال لهم بالعودة إلى ديارهم بعد أن أجبرتهم على مغادرتها والنزوح إلى الجنوب.
وتعد رحلة العودة إلى الشمال، هي المرة الأولى التي يُسمح فيها للفلسطينيين بالوصول إلى أراضيهم التي دمرها الاحتلال، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الوحشية التي استمرت لأكثر من 15 شهرًا على القطاع، وأظهرت الصور أن الحشود بدأت في التوجه شمالًا على طول الطريق الساحلي سيرًا على الأقدام، صباح اليوم الاثنين، حاملين ما استطاعوا من أمتعتهم.
العودة إلى الشمال
ولم يكن أمام الفلسطينيين النازحين إلا طريقين لا ثالث لهما، هما السير على الأقدام من شارعي الرشيد وصلاح الدين، وسط شعور ممزوج بالسعادة والإنهاك معًا للعودة إلى أرضهم التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من عام ونصف العام.
وبادر الدفاع المدني الفلسطيني، بإصلاح بعض الأماكن في شارع رشيد، لتمكين العائلات من مواصلة السير، وإزالة العقبات من طريقهم، ويتقاطع شارع الرشيد أو ما يعرف بطريق البحر مع محور نتساريم، الذي يفصل جيش الاحتلال قطاع غزة إلى قسمين، بقرابة نحو 14 كيلومترًا.
وقضى آلاف الفلسطينيين الليلتين الماضيتين في العراء بشارعي الرشيد وصلاح الدين، رغم البرد القارس، بانتظار أن تسمح لهم قوات الاحتلال بالعودة إلى منازلهم بعد أن أجبرتهم على مغادرتها والنزوح نحو الجنوب.
أما الطريق الآخر فهو شارع صلاح الدين أمام حركة المركبات بعد تفتيشها، بنحو 45 كيلومترًا، تخضع المركبات للتفتيش قبل السماح لها بالدخول إلى شمال غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
10 كيلومترات سيرًا على الأقدام
إلى ذلك قال "بشير جبر" مراسل "القاهرة الإخبارية" في غزة، إن الفلسطينيين تحركوا من الصباح إلى شمال غزة سيرًا على الأقدام من شارع الرشيد.
وقال جبر، في رسالة على الهواء، إن أعدادًا غفيرة اضطرت إلى قطع تلك المسافة للوصول إلى حاجز نتساريم سيرًا على الأقدام، لاستكمال رحلة الشمال، وتتخذ العائلات الوصول إلى شارع الرشيد نقطة انطلاق إلى منازلهم في شمال غزة.
وأوضح أن كل فئات المجتمع من النساء، والرجال، والأطفال، والشيوخ تسير على الأقدام، والقلة القليلة فقط هي من ركوب السيارات عبر طريق صلاح الدين، سيتم السماح للنازحين بالسفر بالمركبات إلى شمال قطاع غزة بعد فحصهم، عبر شارع صلاح الدين، ويسير معظم النازحين في طريق العودة عبر شارع الرشيد، لمسافة لا تقل عن 10 كيلومترات.
ويمتد شارع الرشيد الساحلي من شمال قطاع غزة حتى جنوبه، وشهد عشرات المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين الذين كانوا في طريقهم للفرار من الشمال إلى الجنوب، خلال العدوان الذي استمر 470 يومًا.
تهجير 85% من سكان غزة
في الفترة ما بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، شنت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 158 ألفًا، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 14 ألف مفقود.
وأدى عدوان جيش الاحتلال على القطاع إلى تهجير أكثر من 85% من أهالي غزة، أي أكثر من 1.93 مليون فلسطيني من أصل 2.2 مليون، من منازلهم بعد تدميرها، وغادر القطاع منذ بدء العدوان نحو 100 ألف فلسطيني.
ويعيش نحو 1.6 مليون فلسطيني من سكان القطاع حاليًا في مراكز إيواء وخيام تفتقر لأدنى مقومات الحياة الإنسانية، وسط تدمير هائل وغير مسبوق للبنية التحتية وممتلكات الفلسطينيين.