شهدت الدورة الـ 56 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، أمس "الجمعة" حدثًا فنيًا فريدًا من نوعه، حيث للمرة الأولى في تاريخ المعرض المقام بمركز المعارض بالتجمع الخامس، يتم استضافة حفلً فريق حالة (7ala) الفني المكون من الأطفال والشباب الصغار من ذوي الاحتياجات الخاصة من أصحاب الهمم واقرانهم من الأطفال الطبيعيين، والذى يعد أول فريق فنى دمج بمصر والوطن العربى للعزف الجماعى بآلة الطبلة.

وقد حرصت وزارة الثقافة والقائمين على معرض القاهرة الدولي للكتاب، أن يُمثل اقامة هذا الحفل الفنى المتميز للشباب الصغار من ذوي الهمم والدمج مع اقرانهم، مناسبة ‏مهمة للتأكيد على ضرورة ‏تعزيز التكامل بين جميع فئات المجتمع، وضمان حقوق ذوي ‏الاحتياجات القدرات الخاصة في جميع المجالات، بما يتسق مع توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، في هذا الشأن بتمكين ذوي الهمم من خلال توفير ‏الفرص اللازمة لإبراز مواهبهم وتحقيق تطلعاتهم‎، كما أن حرص الأوساط في مصر علي اقامة هذه النوعية من الحفلات تهدف إلى تشجيع إنتاج أعمال تُبرز قدرات أبناءنا من ذوي الهمم المتميزة وتُسهم في بناء مجتمع ‏شامل يتسم بالتنوع والتكافؤ .

وقد اقيم العرض الذى تفاعل معه كافة الحضور من رواد المعرض، وقدم شباب فريق "حالة" الفنى عرضًا تميز بالتناغم الإبداعي من خلال الة الطبلة الموسيقية والذي يعد الأول في مصر، كونه ليس فقط أدخل البهجة والسعادة علي الحضور، بل كانت السعادة والبهجة حاضرة علي المسرح في نفوس الشباب الصغار من ذوي الهمم واقرانهم من غير ذوى الهمم من أعضاء فريق حالة الفنى، حيث تناغم ذوي الشباب من ذوى الهمم واقرانهم بمهارة كبيرة فى قدرة ومهارة اخرجت عرضًا فنيًا متميزا ومبهر .

وتقول هبة فتوح، صاحبة فكرة تكوين فريق "حالة" ورئيس مجلس الإدارة لمؤسسة براعم جنتي لرعاية الفئات الخاصة، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط (أ.ش.أ)، أن فكرة تأسيس فريق "حالة" من ذوي الاحتياجات الخاصة من أصحاب الهمم ودمجهم مع اقرانهم من الشباب الطبيعيين، جاء نتاج لتراكم الخبرات على مدار 15 عام، فى التعامل مع هؤلاء الشباب والصغار وخلق مجتمع دامج وقبول الدمج والاختلاف من كافة الاعمار في مجتمعنا، وايضا من خلال تطبيق الدراسات النفسية والتربية خاصة المتخصصة في هذا الشأن، بالاضافة إلى الاستعانة بالخبراء فى مجال الفن والموسيقي المتخصصين كالمايسترو أمير أمام الذي قام بتدريب العديد من فرق الموسيقى العربية علي الالات الايقاعية .

وأوضحت هبة فتوح أن الاطفال الذين بدأوا منذ سن صغيرة بمؤسسة براعم جنتي سواء من ذوي الهمم أو اقرانهم الطبيعيين وبلغوا حاليا سن الشباب هم انفسهم عناصر اعضاء فريق حالة الفني، حيث عاشوا وتربوا مع بعضهم البعض وتقبلوا فكرة الاختلاف مع بعض، ما جعلهم يدعموا بعضهم البعض في كافة الانشطة، مع مراعاة الشروط العلمية في دمج ذوي الاحتياجات واقرانهم الطبيعيين طبقا لشروط الدمج الاجتماعي او تعليمي داخل الفصول او من خلال الانشطة المختلفة .. ولذلك يتعلم الطفل الطبيعي مع زميله من ذوي الهمم ويتقبل ذلك ولا يرفضه بل علي العكس يكون داعم له، ولذلك كبروا سويا في مناخ من الانسجام الاجتماعي المميز .

كما أوضحت انها كانت مؤمنة تماما بقدرات هؤلاء الشباب الصغار خاصة لكونها أم لشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، فكان دور الفن والموهبة والموسيقي له تاثير كبير وهي ما لاحظته أولا من خلال قدرات وموهبة أبنها الفنية وحبه للايقاع وايضا وما تأكد لها من خلال الاطفال بمؤسسة براعم جنتي ومواهبهم التي تم ثقلها من خلال متخصصين .. مشيرة إلى حصول أبنها عبد الله، على الجائزة الأولى علي مستوي الجمهورية فى عزف الطبلة بمسابقة المواهب الذهبية التي تنظمها وزارة الثقافة للشباب الصغير من ذوي الهمم .

وأكدت هبة فتوح رئيس مجلس الإدارة لمؤسسة براعم جنتي لرعاية الفئات الخاصة، ان اكتشاف المواهب الفنية المختلفة لذوي الهمم وتنميتها واظهارها للمجتمع من خلال العروض الفنية وبصحبة اقرانهم من غير ذوي الاحتياجات عبر برامج الدمج المتخصصة، يكسبهم الثقة في النفس وينمي قدراته ويجعله وهو يقوم بعمل متميز متفاعل اكثر مع المجتمع وينعكس ايجابا علي شخصيته .. مشيرة الي أن هذه الانشطة تتنوع ما بين عروض الكورال والموسيقي او الاداء المسرحي واحيانا تشارك به شخصيا، وبالتعاون مع المتخصصين في هذا الشأن من الموسيقيين، مع مراعاة الفروق الفردية والتدريب بما يتناسب مع قدرات اولادنا وتم تأسيس هذا الفريق المتخصص فى الايقاع علي هذه الاسس ، والذي ايضا ساهم في تنمية المراكز الحسية والانتباه لدي الشباب الصغير من أعضاء الفريق الفني، حيث يقوم الفريق حاليًا ليس فقط باداء العزف بل بأنشطة فنية متكاملة تتنوع بين الكورال والعروض المسرحية .

من جانبه قال المايسترو أمير أمام إن فكرة تكوين فرقة "حالة" هي حالة فريدة من نوعها في العالم، حيث أنه للمرة الأولي يتم تدريب الأطفال من ذوي الهمم علي الإيقاعات والطبلة والتي تحتاج تناغم بدني وعقلي للوصول الي هارموني مشترك، بالإضافة الي دمج هؤلاء الأطفال مع أقرانهم الأصحاء والذي تم بحمد لله عبر التدريب المكثف واستخدام الأساليب العلمية والفنية والنفسية والتعليمية للوصول الي هذا الإبداع المتميز.

وأشار المايسترو أمير أمام الي أنه يشعر بفخر شديد للمشاركة في هذه التجربة، وأيضا للحالة الجميلة التي عاشها عندما شاركت فرقة "دربكة" وهي فرقة من الهواة والأصدقاء من مهن مختلفة فمنهم أطباء ومهندسين وسيدات أعمال لا يمتهنون هذه النوعية من الفن ولكن جمعهم حب الفن لتكوين فرقة من الهواة علي آلة الطبلة، والأمر المميز هو مشاركة فرقة "دربكة" للكبار مع فرقة"حالة" والاحتضان الإنساني الجميل في أجواء فنية مبهجة تجمعها الإنسانية وحب الحياة وحب الاستماع في عيون الجمهور الذي في كل مره يستمتع وينبهر بهذه الأجواء المختلفة والرائعة.