الشباب والرياضة : جامعة عين شمس والمعهد العالي للفنون المسرحية يدخُلان منافسات المسرح الغنائي والاستعراضي في مهرجان إبداع ”13”


وسط أجواء تنافسية مشحونة بالحماس والإبداع، تواصل وزارة الشباب والرياضة، ممثلةً في الإدارة المركزية لتنمية الشباب، فعاليّات تحكيم مجال المسرح الغنائي الاستعراضي ضمن مهرجان إبداع في نسخته الثالثة عشرة لعام 2024 ، علي مسرح الوزارة بالمهندسين ، «المسرح الغنائي الاستعراضي» ذلك الفن الشامل الذي يجمع بين الأداء الدرامي، الغناء، والاستعراض الحركي، ليحمل رسائل فنية وإنسانية تتجاوز حدود الخشبة إلى أعماق الجمهور.
المهرجان الذي يُقام برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، يعد من أكبر الفعاليات الفنية والثقافية التي تستهدف شباب الجامعات والمعاهد والأكاديميات المصرية، بهدف تنمية مواهبهم في مجالات الفنون، الأدب، والابتكارات العلمية والاجتماعية، وتعزيز روح الإبداع والابتكار لديهم.
وضمت لجنة التحكيم نخبة من الأسماء اللامعة في مجال الفنون المسرحية، وهم " المخرج الاستعراضي الدكتور - عادل عبده، والمخرج المسرحي الدكتور - عبد الله سعد، الأستاذ بأكاديمية الفنون وصاحب العديد من الأعمال المسرحية المتميزة " .
وبدأت المنافسات بالعرض المسرحي الغنائي الاستعراضي لجامعة عين شمس ، تحت عنوان :« أدهم الشرقاوي » ، تأليف محمود جمال الحديني ، وإخراج مصطفي رأفت ، حيث يقدم العمل رؤية فنية جديدة لحكاية أدهم الشرقاوي، الشاب الذي أصبح أسطورة، بين نضاله ضد السلطة الظالمة وعلاقته بالناس الذين وجدوا فيه صوتهم وقوتهم. يصاحب القصة أشعار محمود جمال حديني، التي تمنح العرض بعدًا عاطفيًا وإنسانيًا، مع ألحان وموسيقى تعكس أصالة البيئة الريفية حيث ينبض الشارع بروح الثورة والحب والصراع بين الخير والشر.
وتُعرض الأحداث في إطار درامي مشوّق، يتخلله العديد من الأغاني والاستعراضات التي تجسد الحماسة والبطولة الشعبية، مع إبراز القيم الوطنية والانتصار للحق.
وأشادت لجنة التحكيم بالعرض ، حيث قدم تجربة مسرحية متكاملة حيث تناغمت الدراما مع الكتل البشرية والديكور والإضاءة بشكل متميز، مما أضفى بعدًا بصريًا مؤثرًا ، المشهد الأخير كان جميلًا ورائعًا، لكنه كان يحتاج إلى تقوية الغناء الفردي لتعزيز الأثر الدرامي.
ونوهت اللجنة بشكل عام، حيث العرض الموسيقي كان من الدرجة الأولى، حيث برزت رؤية المخرج بوضوح، وكان العرض هو البطل الحقيقي ، التشكيلات الديكورية لعبت دورًا هامًا في التنقل بين المشاهد بسلاسة وابتكار، مما أضفى طابعًا فريدًا وغير مكرر ، كذلك كان هناك فكر عالٍ في تصميم المشاهد، إلى جانب تعبيرات وجه مميزة وأغانٍ مكتوبة بعناية.
أما الخط الدرامي بين أدهم ووردة، فقد تميز بتفاعل حقيقي وحضور قوي، مما جعل القصة تنبض بالحياة وتصل إلى الجمهور بعمق .
•• أما فريق المعهد العالي للفنون المسرحية، بأكاديمية الفنون بالقاهرة ، فقد دخل المنافسة بعرض "ثرثرة فوق النيل" المأخوذ عن رواية الأديب العالمي نجيب محفوظ ، إعداد وأشعار - أحمد زيدان ، تأليف موسيقي وألحان وتوزيع - زياد هجرس ، إخراج - حسام التوني ، حيث يقدم العرض برؤية مسرحية خالصة، بعيدًا عن النسخة السينمائية التي خرجت للنور عام 1971، ويراهن الفريق على قدرة المسرح في احتضان هذا العمل الروائي الكبير ، و التحدي الثاني كان في تقديمها بصيغة غنائية، في مغامرة مسرحية تعتمد على ممثلين موهوبين قادرين على الغناء، ومخرج شغوف بالتجديد، وملحن خبير يضع لمساته الموسيقية بثقة وجرأة."
وتدور أحداث "ثرثرة فوق النيل"، المستوحاة من رواية نجيب محفوظ، داخل عوامة على نهر النيل، حيث يجتمع مجموعة من الشخصيات المثقفة في أجواء من العبث والضياع، هروبًا من واقع مضطرب من خلال نقاشاتهم الساخنة .
وقد أشادت اللجنة بالمستوى الإبداعي الذي ظهر به المشاركون، حيث قدموا عروضًا متكاملة من حيث الأداء التمثيلي، الغناء، والاستعراضات الحركية، مع توظيف مميز للديكور والإضاءة والتقنيات المسرحية الحديثة.
وأعرب المشاركون في العرضين المسرحيين ان مهرجان إبداع يظل مساحة فريدة تمنح الشباب فرصة التعبير عن أنفسهم، وتسهم في بناء جيل جديد من المبدعين القادرين على حمل راية الفنون في المستقبل و المسرح الغنائي الاستعراضي جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية والفنية لمصر .
ومن المقرر أن تُختتم اليوم ، المنافسات بعرض «جدول الضرب» لفريق سياحة وفنادق بجامعة المنصورة، لتُسدل الستار على واحدة من أبرز الفعاليات التي تُعيد إحياء المسرح الغنائي الاستعراضي في مصر برؤية متجددة.