شاركت الدكتورة رهام عبد الله سلامة، مديرة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في النسخة الثامنة لحوار مكافحة التطرف في الشرق الأوسط، الذي عُقد في دولة اليابان تحت رعاية وزارة الخارجية اليابانية. تأتي مشاركة الدكتورة رهام سلامة في هذا الحوار الدولي الهام في إطار الجهود التي يبذلها المرصد في التصدي للتطرف والإرهاب على المستوى الدولي.

شهدت النسخة الثامنة من الحوار التي حملت عنوان "المرأة والطفل في الجماعات المتطرفة"، مشاركة واسعة من المتخصصين في مجال مكافحة التطرف من عدة دول، بما في ذلك الأردن والعراق والإمارات وإيران.

وشمل البرنامج الذي استمر لمدة أسبوع، من 16 إلى 22 فبراير 2024، سلسلة من الزيارات الميدانية واللقاءات الدبلوماسية، كان من أبرزها لقاء مع السيد/ ماتسوموتو هيساشي، مساعد وزير الخارجية الياباني البرلماني. وخلال اللقاء، رحب السيد هيساشي بالمشاركين، مؤكدًا على روح "التسامح" المشتركة بين اليابان والدين الإسلامي. كما أعرب مساعد وزير الخارجية عن أمل اليابان في أن تساهم علاقاتها الراسخة مع دول الشرق الأوسط في تحقيق السلام والازدهار في المنطقة.

وخلال مشاركتها في حوار مكافحة التطرف في الشرق الأوسط، سلطت الدكتورة رهام عبد الله سلامة، مديرة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الضوء على تطور دور المرأة والطفل في الجماعات المتطرفة، مستعرضة الجهود الحثيثة التي تبذلها جمهورية مصر العربية، ممثلة في مؤسسة الأزهر الشريف ومرصدها المتخصص، لحماية هذه الفئات الضعيفة من مخاطر التطرف. وقد أوضحت الدكتورة رهام كيف استغلت الجماعات المتطرفة النساء والأطفال، ليس فقط كضحايا، بل كأدوات في تنفيذ أجندتها المتطرفة، علاوة على تناولها لكيفية تجنيدهم وتدريبهم، وتأثير ذلك على المجتمع.

وحول الحلول المقترحة، أكدت الدكتورة رهام على أهمية حماية المرأة والطفل من تأثير الجماعات المتطرفة، وذلك عبر برامج التوعية والتأهيل، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم. كما ثمنت مدير مرصد الأزهر هذه اللقاءات باعتبارها تشكل منصة هامة لتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

بدورهم، أعرب المسؤولون اليابانيون عن حرصهم الشديد على تعزيز التعاون المستمر مع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خاصة في مجال التدريب، مؤكدين رغبتهم في مواصلة الشراكة الناجحة التي شهدت تدريب عدد من الشباب الدبلوماسيين في يونيو 2024، بهدف توضيح خارطة التطرف والإرهاب على المستويين الفكري والميداني. بالإضافة إلى ذلك، طرح الجانب الياباني فكرة إنشاء "فريق عمل" مشترك يضم خبراء من الأزهر واليابان، يركز على مكافحة التطرف في منطقتي الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا.

تبرز هذه المبادرات المشتركة أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية الراهنة، وعلى رأسها خطر التطرف والإرهاب. ويظل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ببرامجه المتنوعة، ركيزة أساسية في هذه المعركة، حيث يسعى إلى نشر الوعي وتقديم حلول عملية للتصدي للفكر المتطرف، وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب.