سفر الأطباء.. بين اتهامات والبحث عن وظيفة وحياة كريمة!


في وقتٍ يدور فيه نقاش واسع حول هجرة الأطباء المصريين، يجد البعض الفرصة لمهاجمتهم واتهامهم بنكران الجميل، رغم أن الحقيقة تقول إن كثيرًا منهم يغادرون الوطن بحثًا عن عمل وحياة كريمة افتقدوها هنا.
هل نسينا أن هؤلاء الأطباء هم من عالجونا ووقفوا في الصفوف الأولى خلال الأزمات؟ هل نطالبهم بالبقاء بينما رواتبهم لا تكفي لتأمين أساسيات الحياة؟ أحد الأطباء حكى أنه وزملاءه يجمعون من رواتبهم الهزيلة لشراء أدوات تعقيم لحمايتهم من العدوى، فهل هذا مقبول؟
الحكومة نفسها أقرت أن سفر الأطباء ليس جريمة، بل جزء من خطة تستفيد منها الدولة، فأين المشكلة؟ المشكلة الحقيقية ليست في سفر الأطباء، بل في أننا لم نوفر لهم ما يستحقونه.
مصر تملك مقومات قوية لتكون وجهة عالمية للسياحة العلاجية، لكن هذا لن يحدث دون بيئة صحية متطورة، ومستشفيات حديثة، وكادر طبي يشعر بالتقدير.
وقبل أن نلوم الأطباء على السفر، فلننظر أولًا في واقعهم، ولنبدأ بإصلاحه.
في سياق مختلف، أثار طبيب معروف موجة انتقادات بمنشور على فيسبوك تحدث فيه عن تفضيله العمل مع الممرضات دون زملائهم الذكور، ما رآه البعض تحرشًا، ورآه آخرون مزحة أسيء فهمها.
ورغم أن طريقة التعبير لم تكن موفقة، إلا أن ردود الفعل تعكس قسوة السوشيال ميديا، وسرعة إطلاق الأحكام دون تمهل، وكأننا نبحث دومًا عن ضحية جديدة.