في مواجهة شهدت توترًا من نوع خاص، خرج ريال مدريد بفوز صعب على مضيفه خيتافي ضمن منافسات الدوري الإسباني، في لقاء لم تخلُ تفاصيله من مشاهد خارجة عن المألوف، خاصة مع استهداف لاعب الملكي داني سيبايوس من جماهير الفريق الخصم بهتافات جارحة فور دخوله إلى أرضية الملعب.

وعند الدقيقة السابعة والسبعين من زمن المباراة، التي احتضنها ملعب كوليسيوم، دخل سيبايوس بديلاً لزميله الشاب أردا غولر، فكان في استقباله عاصفة من الهتافات العدائية والصافرات التي عمّت جنبات المدرجات، وكان أبرزها ترديد عبارة "سيبايوس، مُتْ"، في مشهد أثار صدمة كل من تابع اللقاء من المدرجات أو خلف الشاشات.

رد فعل الحكم سانشيز مارتينيز كان فوريًا، إذ قرر إيقاف اللعب على الفور، مستدعيًا الجهازين الفنيين لكارلو أنشيلوتي وخوسيه بوردالاس، إلى جانب أحد أفراد الأمن المتمركزين بجوار أرضية الملعب، في محاولة لاحتواء الموقف، بينما كانت الإذاعة الداخلية للملعب تطالب الجماهير باحترام ضوابط التشجيع والتوقف عن توجيه الإهانات.

الهجوم الجماهيري على سيبايوس لم يكن وليد اللحظة، بل يعكس تراكمات سابقة تعود جذورها إلى عام 2016، حين أطلق اللاعب، وكان حينها في سن العشرين ويدافع عن ألوان ريال بيتيس، تصريحًا استفزازيًا عقب مواجهة خيتافي على ملعب فيامارين، حيث قال بنبرة حادة إنه يتمنى أن يهبط خصمهم للدرجة الثانية ويختفي من المنافسات، وهي التصريحات التي نُقلت حينها عن طريق شبكة إذاعية شهيرة.

كلام سيبايوس حينها أثار موجة من الانتقادات، حتى من داخل بيته التدريبي، إذ أبدى المدرب خوان ميرينو انزعاجه من تلك العبارات، مؤكدًا أن على اللاعب أن يتعامل مع منافسيه باحترام أكبر، وأن ينضج في سلوكه إن أراد أن يصبح نموذجًا للمحترف الحقيقي، ومع أن السنوات مرّت، إلا أنّ جماهير خيتافي لم تطوِ صفحة تلك الواقعة التي ارتبطت بالنسبة لها بخسارة مؤلمة وهبوط مرير.

وعلى الرغم من هذه الأجواء المتوترة، نجح ريال مدريد في العودة من ملعب خيتافي بانتصار ثمين بفضل هدف مبكر وقّعه النجم التركي أردا غولر في الدقيقة الحادية والعشرين، ليواصل الفريق الأبيض زحفه نحو القمة، رافعًا رصيده إلى اثنتين وسبعين نقطة في المركز الثاني، ومتمسكًا بأمل اللحاق بالمتصدر برشلونة، بينما تجمد رصيد خيتافي عند تسعٍ وثلاثين نقطة في المركز الثالث عشر، وسط أجواء مشحونة داخل ملعبه.