قبل ساعات من موقعة الكلاسيكو المرتقبة، انشغلت جماهير كرة القدم بتقارير تتحدث عن انسحاب ريال مدريد من نهائي كأس ملك إسبانيا، بعد أن تصاعدت وتيرة التوتر نتيجة موقف غير معتاد من النادي الملكي الذي قرر مقاطعة المؤتمر الإعلامي الخاص بالمباراة أمام غريمه التقليدي برشلونة، وذلك بعد تصريحات مثيرة أدلى بها حكم اللقاء ريكاردو دي بورغوس، ما فجّر حالة من الجدل والغضب في الأوساط الرياضية.

وكان قد شهد المؤتمر الصحفي الخاص بالحكم ريكاردو دي بورغوس لحظات غير مسبوقة بعدما أعرب عن انزعاجه الشديد من الانتقادات الموجهة إليه من قناة ريال مدريد، حيث قال إنه أصبح يعاني في تفسير ما يحدث لابنه الصغير، مؤكدًا أنه إنسان نزيه ويتعرض لحملة تشويه قاسية، وقد انهار بالبكاء أثناء حديثه، الأمر الذي أثار ردود فعل متباينة داخل الوسط الكروي، بين متعاطف ومندهش من الموقف العاطفي.

وعبر بيان صدر عن إدارة النادي الأبيض، أبدى ريال مدريد رفضه الصريح لما ورد على لسان دي بورغوس، معتبرًا أن هذه التصريحات تفتقر للحس بالمسؤولية قبل حدث كروي كبير، كما وصفها النادي بأنها تعكس تحاملًا صريحًا من بعض الحكام على ريال مدريد، مما دفعه إلى الامتناع عن التواجد في اللقاءات الصحفية الرسمية المتعلقة بالنهائي، إلى جانب إغلاق مقر تدريبات الفريق أمام الصحفيين، كتعبير عن رفضه للظروف المحيطة بالمباراة.

وفيما يتعلق بما تردد حول نية ريال مدريد الانسحاب من اللقاء، فقد شدد البيان على أن الفريق سيشارك في المباراة كما هو مخطط، وأكد احترامه للمبادئ الرياضية وعدالة المسابقات، رغم تحفظه على الأجواء الحالية التي يعتبرها مشحونة وتفتقر للحياد المطلوب في مثل هذه المواجهات.

بالتوازي مع هذه الأحداث، تداولت بعض الصحف تقارير عن تفكير جاد داخل الاتحاد الإسباني في إسناد إدارة اللقاء إلى طاقم تحكيمي بديل، وذلك لتفادي تفاقم الأزمة ولضمان أن تمر المباراة بسلام دون مضاعفة حدة التوتر، خاصة بعد أن أصبحت الأنظار مسلطة على كل التفاصيل المرتبطة بالتحكيم.

من جهة أخرى، واصلت قناة ريال مدريد شن حملة انتقادية ضد الحكم دي بورغوس، حيث سلطت الضوء على نتائجه خلال اللقاءات التي تولى إدارتها سابقًا، مشيرة إلى أن الفريق الأبيض فاز بنسبة لا تتجاوز 64% تحت قيادته، في حين أن برشلونة خرج منتصرًا بنسبة 81% في المباريات التي أدارها نفس الحكم، كما لفت التقرير إلى غيابه عن المشهد التحكيمي في البطولات الأوروبية والدولية في السنوات الأخيرة، معتبرًا ذلك مؤشرًا على تراجع تقييمه التحكيمي.