الصباح العربي
الأربعاء، 1 يناير 2025 08:59 مـ
الصباح العربي

فن وثقافة

”خالد النبوي”.. المهاجر إلى واحات إبداع لا تغرب شمسها

خالد النبوي
خالد النبوي

يجمع بصوته الرخيم دفء الشخصية المصرية، هو "المواطن المصري" الذي تعكس أعينه نور أرض الكنانة، و يُجسد بملامحه جمال الحضارة، ممثلًا مصر في المحافل العالمية، يشق طريقه نحو تقديم الوجبات الدسمة إلى الجماهير، "خالد النبوي" ذلك المهاجر إلى واحات الإبداع التي لا تغرب شمسها.

و يُصادف يوم الثاني عشر من أغسطس، يوم ميلاد "خالد النبوي" الشخصية الفنية الفريدة، الذي استطاع أن يسيطر على الفن و النجومية، و يُكمل سطرًا جديدًا من تاريخ المشاركة المصرية في الفن العالمي.

أتم "خالد النبوي" عامه الخمسين، في ظل رصيد فني غزير بمعارك قوية من الإبداع، و ملاحم من الأداء الثقيل، و التمثيل على أرفع المستويات، هدوء صوته يحمل عواصف و أعاصير جارفة، دقة عيونه تخترق الحقيقة، و على غرار كبار نجوم العالم ممن يُقدّمون أروع أداء تمثيلي، يستحوذ على حواس المتلقي، بامتلاكه لأدق تفاصيل الشخصية التي يُقدّمها، يسرقه إلى عالم مكتمل المعالم، مثيرًا لدهشته، مُحاورًا عقله، مطببًا قلبه.

بمشهد واحد في فيلم أو عمل درامي، بل بالأحرى لقطة واحدة، يستطيع "النبوي" أن يجعل الجماهير في تساؤل دائم "كيف وصل إلى تلك المرحلة من الاتقان؟"، و لعل أبرز ما قدّمه مؤخرًا تلك اللحظات التي مرت أمام أعين الجماهير بأدائه لخطبة عبدالله النديم في مسلسل "واحة الغروب"، ليعلق في الذاكرة صوته قائلًا: "إنكم معاشر المصريين قد نشأتم في الاستعباد، وربيتم في حجر الاستبداد، وتوالت عليكم قرون منذ زمن الملوك الرعاة، و أنتم صامتون، صابرون، بل راضون، فلو كان في عروقكم دم فيه كريات حيوية، و في رؤوسكم أعصاب تتأثر فتثير النخوة، والحمية، لما رضيتم بهذا الذل وهذه المسكنة، انظروا أهرام مصر، و هياكل ممفيس، و آثار طيبة.. أيها المصريون.. لا حيّاكم الله ولا بيّاكم ما دمتم تعيشون كالسائمة تأكل من حشائش الأرض، وتقبلون إيديكم المتشققة ظهرًا لبطن، أيها المصريون شموا رائحة أجسادكم إنها نتنة ونيل الله يجري بأرضكم، استمعوا إلى أنين أمعاءكم وواديكم يملؤه الخير. لعن الله من يقعد متفرجًا ملومًا محسورًا، لعن الله من لا يتبعنا، لعن الله من منع عن نفسه أطايب الطعام وهي حِلٌ له.. لعن الله من يكره الحرية".

و كان خالد النبوي قد بدأ مشواره التمثيلي منذ أوائل التسعينيات، في فيلم "المواطن مصري" من إخراج رائد السينما الواقعية صلاح أبوسيف، بينما تعاون مع المخرج العالمي يوسف شاهين في رائعته "المهاجر" عام 1994، ليشهد انطلاقته ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي، و يُجدد التعاون مع عدسته الاستثنائية في فيلم "المصير".

و تأتي محطة "الديلر" من إخراج أحمد صالح، لتكون وقفة هامة في مسيرته التمثيلية، علمًا بأنه انطلق عالميًا بأفلام مثل: "Kingdom of heaven" من إخارج ريدلي سكوت، و الذي تأثر به النبوي كثيرًا في أعماله اللاحقة، بالإضافة إلى فيلم "The Citizen"، و الذي لاقى استحسانًا عالميًا لأدائه الرائع، حيث أشادت به كبرى الصحف الأمريكية.

و على صعيد الدراما التلفزيونية، و مذ كان حمزة الحلواني في المسلسل الأكثر شهرة "بوابة الحلواني"، أو داوود باشا في "حديث الصباح و المساء"، إلى محمود عبدالظاهر في "واحة الغروب"، و غيرها، لازال خالد النبوي يحتفظ ببريقه بل و يزداد تألقًا، بحس فني إبداعي لا مثيل له، يتطوّر دائمًا، و يشوّق المتلقي العربي و العالمي للمزيد، رافعًا اسم الوطن بشعار الفن في كل مكان، و يسلّط الضوء على الشخصية الفنية، و الإنسانية لاسم صنع نفسه، بعد أن تغلب على الكثير من التحديات، ليحصد محبة، احترام، و تقدير جماهير عريضة.

 

 

 

خالد النبوي المهاجر واحات إبداع تغرب شمسها

فن وثقافة

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq