خـالد مـيرى يكتب: بين اليأس والرجاء
على أطراف أصابعنا نقف جميعا.. بطول وعرض كرتنا الأرضية التى غابت ضحكتها، وفى انتظار أن تعود.
يعيش العالم لحظاته بين خوف يقود إلى اليأس، وأمل يقودنا جميعا للرجاء فى مستقبل بلا كورونا، نعيش حياتنا فيه بلا خوف من فيروس قاتل يتربص بنا فى الطرقات والمنازل.
دول عديدة بدأت تفتح أبوابها للحياة بعد أسابيع من العزلة والحجر الانفرادى بالمنازل، بينما يواصل كورونا حصد الأرواح بلا هوادة.
لحظة فارقة يعيشها العالم.. عدد المصابين يزحف سريعاً نحو المليون الخامس، وعدد الموتى يتجاوز ٣٠٠ ألف ولا سقف للتوقعات.. فى الوقت الذى تأكدنا فيه أن الحديث عن علاج هو أضغاث أحلام، هو سراب يبتعد كلما تخيلنا أننا لمسناه بأطراف أصابعنا.
وسط هذه الظروف الخطيرة وجدت دول عديدة نفسها مضطرة لأن تفتح الأبواب لشعوبها.. أن تمنحهم فرصة الحياة من جديد.. لا الدول ولا الشعوب عادت قادرة على دفع فواتير الإغلاق الكامل لمنافذ الحياة والاقتصاد.. تحول الأمر من هروب من موت محتمل بسبب كورونا إلى شبح موت أكيد بسبب الجوع.
فى مصر مازلنا نحصد ثمار رؤية اقتصادية واجتماعية ناجحة للزعيم عبدالفتاح السيسى.. مازالت مصر تقف على قدمين راسختين تجنى ثمار إصلاح اقتصادى ناجح وعجلة تنمية تدور بينما العالم كله متوقف.
منذ بداية الأزمة نجحت الحكومة ومعها الشعب فى المواجهة الصعبة، لكننا لا نعيش بعيداً عن هذا العالم.. وإذا كان اقتصاد الكبار قد اهتز وارتج بالفعل من الصين إلى أمريكا وأوروبا، فنحن لا نملك ترف دفع ثمن هذا الاهتزاز.
وزير المالية د. محمد معيط تحدث عن إجراءات تقشفية قد نلجأ إليها، وصندوق النقد الدولى مدفوعا بنجاح إصلاحنا الاقتصادى على وشك منحنا ٢٫٥ مليار دولار قرضاً جديداً.. الدولة تسابق الزمن لتوفير العلاج لكل مريض والطعام لكل محتاج، وعجلة العمل بالمشروعات القومية لم تتوقف.. والمصانع مازالت تدور.
وفى وقت استعدت فيه الدولة لمزيد من الانفتاح ودوران أسرع لعجلة الحياة والاقتصاد بعد العيد، فى هذا الوقت بدأت أعداد الإصابات تتسارع والمخاوف تنتشر، والدعوات تتردد بضرورة فرض حظر كلى على حركة الناس والبضائع.
هى أيام صعبة لكننا قادرون على أن نتجاوزها معا.. حتى لو عشناها كاملة على أطراف أصابعنا.. المؤكد أن الحكومة عملت بكل جهد ولم تبخل بقطرة عرق.. والشعب تحمل كثيرا ودفع ثمنا غاليا بين الخوف والقلق والعزل.. ومعا قادرون على أن نتجاوز المحنة وسنتجاوزها.
ما نرجوه فى هذه الأيام الطويلة أن نعض على حياتنا وحياة من نحب ومستقبل بلدنا بالنواجز.. القلة التى لم تلتزم وتصر على مخالفة كل قواعد السلامة والأمان عليها العودة لرشدها، فأول من يدفع ثمن تهورهم هم أحباؤهم.
لنلتزم جميعا بالإجراءات سواء أكان الحظر جزئيا أو كليا.. والأهم نلتزم بكل قواعد وإرشادات السلامة لنا ولمن حولنا، إذا كانت أيدينا لن تتشابك فالمؤكد أن قلوبنا متشابكة وستظل حتى نعبر جميعا هذه الأيام الأصعب فى أعمارنا.
فى كل الظروف والأزمات كان الشعب المصرى حاضراً، وقادراً على تجاوز المحن وقهر الصعاب.. وثقتى لم ولن تهتز فى قدرتنا على أن نتجاوز هذه المحنة معاً.. لنخرج منها إلى المستقبل الأجمل والأفضل.
حفظ الله مصر وشعبها.