الصباح العربي
الإثنين، 3 مارس 2025 03:09 مـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

مؤسسة FundsforNGOs العالمية سلطت الضوء على تاريخه الممتد ودوره الحيوي

القطاع الخيري الكويتي... يبسط أياديه البيضاء حول العالم

الصباح العربي

نشرت مؤسسة FundsforNGOs الخيرية العالمية، عبر موقعها الإلكتروني، تقريراً تحليلياً موجزاً، سلط الضوء على تاريخ العمل الخيري الكويتي ودوره، تاريخياً وفي وقته الراهن، في تمويل ودعم أنشطة المنظمات الخيرية غير الحكومية حول العالم.

ومؤسسة FundsforNGOs هي منظمة اجتماعية متخصصة في تقديم المعرفة والمهارات ذات الصلة، للمنظمات الخيرية غير الحكومية وللشركات والأفراد حول العالم، وتتمثل رسالة المؤسسة في توفير الموارد والدعم، لتعزيز استدامة وفعالية المنظمات الخيرية غير الحكومية على مستوى العالم.

وتوفر المنصَّة، التي تديرها المنظمة عبر شبكة الإنترنت، مجموعة واسعة من تلك الموارد، بما في ذلك معلومات عن فرص التمويل الخيري في قطاعات متنوعة، مثل الزراعة والتعليم والرعاية الصحية وحقوق الإنسان والحفاظ على البيئة.

وفي التالي ترجمة كاملة لنص التقرير الذي نشرته المؤسسة حول دور القطاع الخيري الكويتي في تمويل المنظمات غير الحكومية الدولية:

يُعَدّ القطاع الخيري في الكويت، جزءاً حيوياً وأساسياً من النسيج الاجتماعي للدولة، حيث يعكس قيم العطاء والتضامن المجتمعي المتأصلة في الثقافة الكويتية. وبفضل التركيبة السكانية التي تجمع بين الثراء والوعي الاجتماعي، برزت الكويت كفاعل رئيسي على الساحة الخيرية العالمية. ولا تقتصر جهود المؤسسات الخيرية الكويتية على تلبية الاحتياجات المحلية فحسب، بل تمتد إلى المبادرات الإنسانية الدولية، الأمر الذي يجعلها شريكاً أساسياً للمنظمات غير الحكومية الدولية الباحثة عن التمويل والتعاون.

ويتميز المشهد الخيري في الكويت، بمزيج من العمل الخيري التقليدي والهياكل التنظيمية الحديثة، ويُعَدُّ التبرع للأعمال الخيرية جزءاً من الممارسات الدينية والثقافية للعديد من المواطنين الكويتيين، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك.

وأدى هذا التوجه الثقافي نحو العمل الخيري، إلى تأسيس العديد من المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الخيرية التي تعالج قضايا متنوعة، بدءاً من مكافحة الفقر وصولاً إلى الإغاثة في حالات الكوارث، ويُعَدُّ فهم هذا السياق الفريد أمراً ضرورياً للمنظمات غير الحكومية الدولية الساعية إلى الاستفادة بفعالية من الموارد الخيرية الكويتية.

نظرة تاريخية

يمكن تتبع جذور العمل الخيري في الكويت، منذ تاريخها المبكر، حيث كان الدعم المجتمعي عاملاً حاسماً للبقاء في البيئة الصحراوية القاسية، وكانت أشكال العطاء التقليدية مثل «الزكاة» (الصدقة الواجبة) و«الصدقة» (التبرع التطوعي) تُمارَس لقرون عدة، تماشياً مع التعاليم الإسلامية التي تشجع على مساعدة المحتاجين، ومع مرور الوقت، تطورت هذه الممارسات إلى أشكال أكثر تنظيماً، الأمر الذي أدى إلى إنشاء منظمات غير حكومية ومؤسسات خيرية رسمية في منتصف القرن العشرين.

وشهدت الكويت تحولاً جذرياً في اقتصادها خلال فترة الطفرة النفطية في السبعينيات، ما انعكس أيضاً على قطاعها الخيري. فمع ازدياد الثروة، بدأ العديد من الكويتيين في تنظيم أعمالهم الخيرية بشكل رسمي، ما أدى إلى تأسيس العديد من الجمعيات الخيرية، ولم تقتصر هذه الجمعيات على القضايا المحلية، بل توسعت لتقديم المساعدات للدول المتضررة من النزاعات والكوارث الطبيعية والفقر. وأسهم هذا التطور التاريخي، في ترسيخ مكانة الكويت كأحد الفاعلين الرئيسيين في مجال العمل الخيري المحلي والإقليمي والعالمي.

تأثير القطاع

يلعب القطاع الخيري الكويتي دوراً محورياً، في تمويل المنظمات غير الحكومية الدولية، ويُعَدُّ مصدراً أساسياً للدعم المالي للعديد من المبادرات الإنسانية حول العالم. وتشتهر المؤسسات الخيرية الكويتية بإسهاماتها السخية في جهود الإغاثة من الكوارث والمبادرات الصحية والبرامج التعليمية في الدول الفقيرة والنامية، وجعل هذا التوجه الكويت واحدة من الدول الرائدة عالمياً، من حيث نصيبها من نسبة التبرعات الخيرية للفرد. وعلاوة على ذلك، أدت الشراكات الإستراتيجية بين الجمعيات الخيرية الكويتية والمنظمات غير الحكومية الدولية، إلى تطوير نماذج تمويل مبتكرة تعزز من فاعلية الجهود الإنسانية. فمثلاً، تتبنى العديد من المنظمات الكويتية نهجاً تعاونياً، حيث تجمع مواردها مع المنظمات الدولية لزيادة تأثير المبادرات الخيرية، ولا يؤدي هذا التعاون إلى توسيع نطاق العمل الخيري فحسب، بل يعزز أيضاً الشعور بالمسؤولية المشتركة بين الأطراف المعنية.

الجهات الفاعلة

يضم المشهد الخيري الكويتي، العديد من الجهات الفاعلة الرئيسية التي تسهم، بطرق مختلفة، في بيئة منظومة العمل الخيري، ومن بين أبرز هذه المؤسسات، جمعية الهلال الأحمر الكويتية وجمعية العون المباشر، اللتان رسختا مكانتهما الرائدتين في مجال المساعدات الإنسانية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، وتُعرف هذه المؤسسات بشفافيتها ومصداقيتها، وهي عوامل حاسمة في جذب الشركاء والمتبرعين الدوليين. وإلى جانب المنظمات الكبرى، تلعب العديد من الجمعيات الأهلية الخيرية الكويتية الأصغر، دوراً مهماً في معالجة الاحتياجات المجتمعية المحددة، وغالباً ما تركز مثل هذه الجمعيات على مجالات متخصصة، مثل تمكين المرأة وتنمية الشباب والاستدامة البيئية، ويتيح لها نهجها المحلي الاستجابة السريعة للقضايا الناشئة والتفاعل المباشر مع المجتمعات.

التحديات والفرص

على الرغم من الفرص العديدة التي يوفرها القطاع الخيري الكويتي للمنظمات غير الحكومية الدولية، إلا أنه لا يخلو من التحديات، ومن أبرز هذه التحديات التعامل مع البيئة التنظيمية التي تحكم عمل المنظمات الأجنبية داخل الكويت. ووضعت الحكومة الكويتية لوائح صارمة في شأن تمويل المنظمات الأجنبية والعمليات التشغيلية الخيرية، ولذلك، يتعين على المنظمات غير الحكومية الدولية أن تتعرف على هذه اللوائح لضمان الامتثال وتجنب العوائق القانونية المحتملة. وعلى الجانب الآخر، فإن تزايد الوعي بالمسؤولية الاجتماعية بين المواطنين الكويتيين يفتح فرصاً جديدة للمنظمات الدولية، فمع ازدياد الاهتمام بالقضايا الإنسانية العالمية، تتنامى الحاجة إلى شراكات فعالة تعالج التحديات الملحّة. ومن خلال الاستفادة من هذا الاهتمام ومواءمة أهدافها مع الأولويات المحلية، يمكن للمنظمات الخيرية غير الحكومية الدولية بناء علاقات قوية مع المانحين والمنظمات الخيرية الكويتية. ولا تقتصر أهمية هذه العلاقات على تحسين فرص التمويل فحسب، بل إنها تسهم أيضاً في تعزيز الشعور بالتعاون المشترك في تحقيق الأهداف الإنسانية.

الإستراتيجيات الفعالة

لضمان الوصول الفعّال إلى التمويل من القطاع الخيري الكويتي، ينبغي على المنظمات الخيرية غير الحكومية الدولية، تبنّي نهج متعدد الجوانب يركز على بناء العلاقات وفهم الثقافة المحلية، ففي المقام الأول يعدّ إنشاء علاقات قوية مع المنظمات الكويتية المحلية أمراً ضرورياً، حيث يمكن للتعاون مع المنظمات الكويتية ذات الخبرة والشبكات الواسعة أن يعزز من فرص النجاح. كما أن مواءمة مقترحات المشاريع مع القيم الخيرية الكويتية يمكن أن تزيد بشكل كبير من احتمالات الحصول على التمويل، ففهم الجوانب الثقافية للتبرع في الكويت، مثل أهمية التأثير المجتمعي والشفافية، يمكن أن تساعد تلك المنظمات على صياغة روايات مقنعة تجذب المانحين المحتملين.

مستقبل القطاع الخيري

في حين يبدو أن مستقبل القطاع الخيري الكويتي في مجال تمويل المنظمات الخيرية غير الحكومية الدولية مستقبل واعد، فإنه ينطوي أيضاً على بعض التحديات، فضلاً عن تزايد مشاركة الأجيال الشابة في العمل الخيري من خلال المنصات الرقمية والوسائل الحديثة. وبالمجمل، فإن القطاع الخيري الكويتي يشكل نموذجاً ملهماً للعطاء والتضامن، الأمر الذي يوفر فرصاً قيّمة للمنظمات الخيرية غير الحكومية الدولية، من أجل تعزيز الجهود الإنسانية العالمية من خلال شراكات إستراتيجية مستدامة.

القطاع الخيري الكويتي يبسط أياديه البيضاء حول العالم

تحقيقات وتقارير

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq