الصباح العربي
الخميس، 6 مارس 2025 05:36 مـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

رسالة الغضب.. 700 دبلوماسي أمريكي يرفضون تفكيك وكالة التنمية الدولية

الصباح العربي

كشفت مصادر مطلعة لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية أن أكثر من 700 دبلوماسي من وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة التنمية الدولية (USAid) وجهوا رسالة احتجاج قوية إلى وزير الخارجية ماركو روبيو، عبر "قناة الاعتراض" الداخلية، محذرين من تداعيات خطيرة لتفكيك الوكالة على المصالح الأمريكية والأمن القومي.

صرخة دبلوماسية

أصدر الرئيس دونالد ترامب، الذي عاد إلى السلطة بعد فوزه في انتخابات نوفمبر 2024، أمرًا في 20 يناير 2025 بوقف جميع المساعدات الخارجية 90 يومًا، ما أدى إلى شلل في عمليات وكالة التنمية الدولية الأمريكية حول العالم.

وذكرت "ذا جارديان" البريطانية ووكالة رويترز، التي اطلعت على نسخة من الرسالة، أن الدبلوماسيين أكدوا أن "تجميد المساعدات المنقذة للحياة تسبب بالفعل في ضرر لا يمكن إصلاحه لملايين الأشخاص حول العالم".

وندد الموقعون بأن القرار "يعرض للخطر شراكاتنا مع حلفاء رئيسيين، ويقوِّض الثقة، ويخلق فرصًا للخصوم لتوسيع نفوذهم"، مشددين على أن "المساعدات الخارجية ليست عملًا خيريًا، بل هي أداة استراتيجية تعمل على استقرار المناطق، ومنع النزاعات، وتعزيز المصالح الأمريكية".

دور "ماسك"

في خطوة مثيرة للجدل، كلف الرئيس ترامب الملياردير ومستشاره إيلون ماسك بتفكيك وكالة التنمية الدولية الأمريكية، كجزء من مسعى لتقليص حجم الحكومة الفيدرالية، مبررًا ذلك بما وصفه الرجلان بأنه إنفاق مبذر.

في السنة المالية 2023، قدمت الولايات المتحدة 72 مليار دولار من المساعدات في جميع أنحاء العالم، وبعد تقييم 6200 منحة متعددة السنوات، قررت إدارة ترامب إلغاء ما يقرب من 5800 منها بقيمة 54 مليار دولار، ما يمثل خفضًا بنسبة 92%، وفقاً لمتحدث باسم وزارة الخارجية. ونتيجة لذلك، تم فصل أو وضع آلاف الموظفين والمتعاقدين في إجازة إدارية.

أزمة قانونية

حذرت الرسالة من أن عدم دفع الحكومة للفواتير المستحقة للمتعاقدين والشركاء له تداعيات اقتصادية خطيرة، مشيرة إلى أن "الضائقة المالية الناتجة لا تقوِّض فقط الثقة في الحكومة الأمريكية كشريك موثوق، بل تضعف أيضًا النمو الاقتصادي المحلي في وقت تتزايد فيه المنافسة العالمية".

وفي تطور لافت، رفعت المنظمات والشركات المتعاقدة مع وكالة التنمية دعوى قضائية ضد إدارة ترامب، واصفة تفكيك الوكالة بأنه غير قانوني.

وأيضًا، رفضت المحكمة العليا الأمريكية السماح للإدارة بحجب المدفوعات عن منظمات المساعدات مقابل العمل الذي قاموا به بالفعل، مؤيدة أمر قاضٍ في محكمة المقاطعة بالإفراج الفوري عن المدفوعات للمتعاقدين.

فراغ استراتيجي وتنافس دولي

يرى محللون، بحسب "ذا جارديان"، أن تفكيك وكالة التنمية الدولية الأمريكية قد يترك فراغًا استراتيجيًا في مناطق حيوية، وهو ما قد تسارع القوى المنافسة مثل الصين وروسيا لملئه، من خلال زيادة استثماراتها ومساعداتها للدول التي كانت تعتمد تقليديًا على الدعم الأمريكي.

وفي ظل الصراع الاستراتيجي المتصاعد بين الولايات المتحدة وهاتين القوتين، يمثل هذا التحول نقطة تحول محتملة في ميزان القوى العالمي، خاصة في مناطق النفوذ المتنازع عليها في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا.

رسالة الغضب 700 دبلوماسي أمريكي يرفضون تفكيك وكالة التنمية الدولية

تحقيقات وتقارير

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq