شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مدفوعة بحالة من الترقب والقلق في الأسواق العالمية بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية المحتملة، وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، ويأتي هذا وسط استمرار توجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة كخيار دفاعي في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة.

وارتفع السعر الفوري للذهب بنسبة 0.6% ليصل إلى 3230.26 دولارًا للأونصة، بعدما سجل في جلسة أمس الإثنين أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3245.42 دولارًا، كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنفس النسبة تقريبًا لتصل إلى 3248.40 دولارًا.

وقال ياب جون رونج، محلل الأسواق في شركة IG، إن الذهب لا يزال يحتفظ بقوته بدعم من تزايد الطلب على الأصول الآمنة، في وقت تتزايد فيه المخاوف من توجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية إضافية، وهو ما يعزز من حالة القلق وعدم اليقين في الأسواق.

وفي تطورات جديدة، كشفت سجلات السجل الفيدرالي الأمريكي أن السلطات تواصل تحقيقاتها بشأن واردات الأدوية وأشباه الموصلات، وهو ما قد يمهد الطريق لفرض تعريفات جمركية جديدة بذريعة "حماية الأمن القومي".

وكان ترامب قد أعلن في تصريحات سابقة أنه سيكشف الأسبوع المقبل عن النسبة الجديدة للرسوم الجمركية المفروضة على واردات أشباه الموصلات، وهو ما زاد من ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي.

في ذات السياق، حذر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافاييل بوستيك، من أن حالة الغموض المرتبطة بالسياسات التجارية قد دفعت الاقتصاد الأمريكي إلى مرحلة "توقف ملحوظة" مشيرًا إلى ضرورة توخي الحذر قبل اتخاذ أية قرارات اقتصادية جديدة على مستوى السياسة النقدية.

على الجانب الآخر، أظهرت بيانات صادرة عن مجلس الذهب العالمي أن استثمارات الصين في صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب تخطت بالفعل إجمالي استثمارات الربع الأول من العام، كما تجاوزت التدفقات التي شهدتها الصناديق الأمريكية، مما يعكس استمرار الزخم في الإقبال العالمي على الذهب.

وفي أسواق المعادن الأخرى، تراجع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.4% ليسجل 32.22 دولارًا للأونصة، بينما ارتفع البلاتين بشكل طفيف بنسبة 0.1% ليصل إلى 952.60 دولارًا، في المقابل، انخفض البلاديوم بنسبة 0.7% مسجلًا 949.92 دولارًا للأونصة.