أصدرت مكتبة الملك عبدالعزيز كتابًا جديدًا عن القهوة السعودية، حيثُ عرض المؤلفان سعيد بن عبد الله الوايل ،أحمد بن حسن البقشي في كتابهما الجديد عن مسيرة القهوة منذ نشأتها وعلاقتها العميقة بالمجتمع السعودي.

فتطرقا إلى حضور القهوة في النقوش الصخرية القديمة، وأشارا إلى دورها البارز في طرق التجارة والأسواق التقليدية، موضحين كيف غدت رمزًا ثقافيًا في الحياة السعودية، عبر عادات تقديمها وأدوات تحضيرها، ومكانتها المميزة في البيوت التقليدية.

ولم يغفل الكتاب الجانب الاقتصادي، إذ خصصا جزءًا منه للحديث عن استثمار القهوة داخل المملكة، بالإضافة إلى عرض جهود الشركات الوطنية والمزارعين في دعم هذا القطاع الحيوي، مشددًا على أهمية دور القهوة في الجانب الاقتصادي للبلاد.

وقد دعم المؤلفان المادة العلمية بمجموعة واسعة من الصور التي وثقت مراحل تطور القهوة وأدواتها.

كما تناول الكتاب آداب شرب القهوة وتقديمها للضيوف، باعتبارها مظهرًا من مظاهر الكرم والأصالة السعودية، حيث أصبحت ركنًا ثابتًا في جميع المناسبات الاجتماعية.

أما في الفصل الأول، فقد ألقى المؤلفان الضوء على أهمية موقع شبه الجزيرة العربية في ربط الحضارات القديمة، مما ساهم في ازدهار تجارة البن والمنتجات العطرية، سواء عبر القوافل البرية أو الطرق البحرية.

كما ناقشا أصول شجرة البن واختلاف الباحثين حول موطنها الأول بين الحبشة واليمن.

وتوسع الحديث في وصف انتشار البن عبر الموانئ والأسواق السعودية الكبرى مثل ميناء جدة والعقير، وأسواق نجد والأحساء، مما جعل المملكة من أبرز مستوردي البن اليمني.

تناول الكتاب عن ارتباط القهوة بالهوية العمرانية، وذلك يتضح من خلال تصميم المجالس الخاصة بها في البيوت التقليدية، مع تسليط الضوء على أدوات تحضير القهوة وزخارفها.

ختم المؤلفان بعرض أثر القهوة في الأدب السعودي وأهميتها في خارطة الاستثمار المحلي، باعتبارها جزءًا من التراث الثقافي والاقتصادي للمملكة.