ياسمين مجدي عبده تكتب: رسالة شكر ل”تيتا زوزو”
تيتا زوزو...هي جدتي...هي جدتك ...هي كل جدة في كل بيت مصري...هي السيدة المصرية الأصيلة المزين وجهها بتفاصيل وخيوط الزمن ...هي السيدة المصرية الأصيلة المحبة لأولادها وأحفادها مهما مر بهم الزمن وتقدم بها وبهم العمر يظلوا دائما لديها "أعز الولد" .
فبالرغم من تقدمها في العمر وتعب السنين الذي يحل عليها تجدها تقف منذ الصباح الباكر على قدميها المتهالكتين من أجل تحضير كل ما لذ وطاب لعائلتها فنجدها في أجازة نهاية الأسبوع تستيقظ من نومها بالرغم من أنها قد تكون فقط تنام القليل من ليلها ولكن تجدها فرحة مهللة مبتهجة منذ الصباح من أجل أنه يوم التجمع العائلي...يوم الأولاد والأحفاد الذين تشتاق لرؤيتهم
وقد تجسد كل هذا من خلال الشخصية التي قدمتها لنا صاحبة السعادة القديرة "إسعاد يونس " من خلال شخصيتها "تيتا اعتزاز أو تيتا زوزو" في المسلسل وتعلمنا منه الكثير من الدروس المستفادة التي يستفيد منها الكبار والصغار على حد سواء .
فهو مسلسل عائلي بامتياز يستطيع كل كبير أو صغير مشاهدته دون خجل أو حياء من مشهد أو حتى كلمة خطأ عابرة على الأذهان فكم حرص المسلسل أن يحثنا على أهمية التجمعات العائلية من حين لآخر من أجل أن يكون هناك ترابط بين الأسرة الواحدة في ظل التباعد العائلي بين أفراد الأسرة الواحدة بسبب انشغال كل منهم بحياته الخاصة عبر الهاتف الذكي ووسائل التواصل المختلفة وليس ذلك فقط بل هو درس قاس للكبار الذين يعاملوا أولادهم بكثير من الحدة والعنف فيستخدمون وسائل عنيفة في التربية مثل الضرب والأصوات العالية في وجوههم فيجب على الآباء احتواء الأبناء واحتضانهم والاستماع إليهم ومشاركتهم أحلامهم ومشاكلهم ومحاولة حلهم بالود والتفاهم وتعلمنا يا سادة من خلال هذا المسلسل ما هو الذكاء الاصطناعي وماهي فائدته وكيف يتم استخدامه بما يخدم البشرية ويفيدها وما هي الأضرار الناتجة عن الاستخدام الخاطئ له فكان من المهم معرفة المزيد عن هذا الذي سيغزو العالم في المستقبل القريب.
أما الشيء الأهم الذي استخلصناه من هذا المسلسل كيف يعامل الأبناء آبائهم وكيف يناقشوا معهم ما يمرون به من مشاكل في جو من الدفئ الأسري وفي جو من الأدب والاحترام والتبجيل ...دون أن يتلفظوا كلمات تجرحهم في ظل ما نعيشه الآن ونحن في زمن التكتولوجيا والإنترنت ومن ناحية أخرى يتعلم الآباء كيف ألا تلههم مشاكل الحياة والتفكير في سد احتياجات الأسرة عن أولادهم ومشاكلهم التي قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه كما شاهدنا في المسلسل
ومن هنا ومن مقالي هذا أوجه رسائل شكر لكل صناع المسلسل وعلى رأسهم الكاتب والمخرج والبطلة الكبيرة صاحبة السعادة التي لم تتكبر على المسلسل لكونها إعلامية أو منتجة أو ...إلخ فهي برهنت أن التمثيل عشقها الأول والأخير يمكنها أن تفديه بروحها حتى ولو كان لديها وعكة صحية شديدة وظروف الله الأعلم بها ولكن قبلت هذا المسلسل على الرحب والسعة وفي صريح العبارة هذا دليل على معرفتها كم نحن متشوقين نراها في أدوار جميلة نتعلم منها الكثير
كما أتوجه بالشكر لمنتجي هذا المسلسل على هذه النوعية من المسلسلات بل وأناشدهم أننا في أمس الحاجة لجرعة كبيرة من تلك المسلسلات الهادفة التي ترسخ القيم النبيلة وتعلمها للأجيال القادمة وتعمل أيضًا على ترسيخ أهداف الإعلام السامية.