الصباح العربي
الإثنين، 23 ديسمبر 2024 06:05 صـ
الصباح العربي

الحوار الوطنى يؤكد مساندته لمواقف القيادة السياسية الهادفة لحماية مصر...الأهلي يهزم شباب بلوزداد الجزائري 6 -1 ويعتلي صدارة مجموعته...السيدة انتصار السيسى تتوجه بالشكر والاعتزاز للمتطوعين فى الهلال الأحمر...اتصالات هاتفية لوزير الخارجية والهجرة مع نظرائه من الإمارات والأردن...وزير السياحة والآثار يبحث مع سفير أوكرانيا بالقاهرة تعزيز التعاون...وزيرا خارجية مصر وروسيا يؤكدان أهمية دعم سوريا واحترام سيادتها...الرئيس السيسى يوجه باستمرار العمل على تطوير منظومة الطيران بشكل...الرئيس السيسى يطّلع على موقف تطوير منظومة الطيران المدنى بجميع...المتحف المصرى الكبير يتصدر قائمة تليجراف لمقاصد المسافرين الفائزة فى...وزيرا ”الإنتاج الحربي” و”الإسكان” يبحثان الموقف التنفيذي للمشروعات الخاصة بالمبادرة...رئيس الوزراء يتابع جهود توفير احتياطيات من السلع والمنتجات المختلفةنائب وزير الماليه.. تعزيز النمو المستدام فى أفريقيا يتطلب...
بأقلام القراء

رضا نايل يكتب: حبٌ افتراضي

الصباح العربي

فتحت الشرفة لتبلل يديها بماء المطر، وعيناها تراقبان الريح وهى تعري الأشجار من أوراقها، ولكن لا تأخذها بعيدا -كما تأخذها- لأنها لا تقوى على حمل الأوراق المخضلة بماء المطر بل تبعثرها على أرضية الشارع المرصوفة بالحصى الذي غسلته الأمطار مكونة بركا ضئيلة بين فراغات الحصى سرعان ما تختفي مع أول طلة لشمس الشتاء الواهنة.

وأغمضت عينيها وعلى شفتيها ابتسامة رقيقة، وبداخلها يسري حنين ناعم له نقاء الدمع وطُهْرَ الحزن، مُحلقةً في الخيال محاولةً استعادة مشهد عاشته من قبل..فأخذت تبحث عن وجهه في الذاكرة، وكأنها طفلة تبحث عن اللآلئ على شاطئ البحر، ولكنها كانت عاجزة عن الإمساك بأي شيء يمكن أن يحدد ملامحه، التي بدت كغبار أثارته سيارة مسرعة على طريق ترابي، فاعتصرت عينيها وزمت شفتيها لعل ذاكرتها الرمادية المغبرة بالأتربة كطقس الخماسين تكشف عن وجهه.

فكل ما بينهما كان مهلهلا في ذاكرة مكتظة بمشاعر التوجس والقلق والارتباك، فعندما تنظر إليه يتقد وجهه احمرارا، فترتسم على شفتيها ابتسامة متكبرة ساخرة، ووجهها الجليدي لا يترجم أيا من مشاعرها، فلا يستطيع أن يقرأ فيه شيئا، لذا كانت تنبت داخله رغبة قوية في أن يصفعها، وقطرات من العرق البارد كوجهها تنزلق على جسده الملتهب. 

ولكن كبرياءها وسخريتها من خجله الذي يخضب وجهه بالدم عند رؤيتها يذوبان في العالم الافتراضي، فتدخل إلى صفحته على الفيس بوك وهي تعض أناملها غيظا عندما يكتب تعليقا لإحداهن وحتى يقوم بعمل "لايك"، وها هي ترى نفسها بين كلماته في بوست نشره منذ دقيقة واحدة يقول فيه :

أحقيقةٌ أنتِ أم خيالْ
فكم حلمتُ بلقياكِ ليالٍ طوالْ
وعيناكِ قمرٌ أرحلُ في ضوئهِ
ولا يومًا أحطُ الرحالْ
وكلما أرحلُ تقولين: تعالْ
فلا أعرفُ في هواكِ متى أحطُ الرحالْ
متى تَروينيِ شفتاكِ فأذوقَ طعمَ الوصالْ

أعادت القراءة مرارا داهشة ذاهلة فهذا الخجل الشديد الذي يتسم به لدرجة المرض لا يٌشفى منه إلا في العالم الافتراضي، وفي تلك النظرة الولهى التي تفرج عنها عيناه حين يلتقيان في اللامسافة الفاصلة بينهما، حيث كانا يجلسان متواجهين على نفس المكتب ليس بينهما إلا لوح من زجاج وكبرياء وخجل وصمت، وظلهما متعانقان على اللوح الزجاجيْ.

وفجأة انقطاع المطر فانقطعت ذكرياتها، وأشرقت الشمس حمراء واهنة وراء الأشجار العارية فأغلقت شرفتها التي تطل منها عليه.

رضا نايل يكتب حبٌ افتراضي

بأقلام القراء

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq