الصباح العربي
الإثنين، 23 ديسمبر 2024 05:56 صـ
الصباح العربي

الحوار الوطنى يؤكد مساندته لمواقف القيادة السياسية الهادفة لحماية مصر...الأهلي يهزم شباب بلوزداد الجزائري 6 -1 ويعتلي صدارة مجموعته...السيدة انتصار السيسى تتوجه بالشكر والاعتزاز للمتطوعين فى الهلال الأحمر...اتصالات هاتفية لوزير الخارجية والهجرة مع نظرائه من الإمارات والأردن...وزير السياحة والآثار يبحث مع سفير أوكرانيا بالقاهرة تعزيز التعاون...وزيرا خارجية مصر وروسيا يؤكدان أهمية دعم سوريا واحترام سيادتها...الرئيس السيسى يوجه باستمرار العمل على تطوير منظومة الطيران بشكل...الرئيس السيسى يطّلع على موقف تطوير منظومة الطيران المدنى بجميع...المتحف المصرى الكبير يتصدر قائمة تليجراف لمقاصد المسافرين الفائزة فى...وزيرا ”الإنتاج الحربي” و”الإسكان” يبحثان الموقف التنفيذي للمشروعات الخاصة بالمبادرة...رئيس الوزراء يتابع جهود توفير احتياطيات من السلع والمنتجات المختلفةنائب وزير الماليه.. تعزيز النمو المستدام فى أفريقيا يتطلب...
بأقلام القراء

مارتينا مدحت تكتب: ما فات وما سيفوت

الصباح العربي

أحيانا كثيرة أفكر فى كل الأشياء السيئة التى حدثت لي..

أتذكر حين كنت فى العاشرة واعتدت على لعب الكرة مع أطفال الجيران فى الشارع، وبدلًا من ركل الكرة ركلت الحجر فى الطريق، تذكرت ما أدت إليه هذه الركلة من تمزق بأربطة القدم وإلتزام الفراش لأسبوع كامل قد ضاع من الأجازة، إعتبرت غيابى خسارة فادحة لرياضة كرة القدم فى الشارع، وشَرَعتُ مُغرقًا فى التفكير وأنا فى فراشي، عن الحكمة وراء تمزق الأربطة.

مر اليوم الأول والثانى وفراش المرض لم يحملنى لتجربة رسم أُصبح من خلالها دافنشي، ومر اليوم الثالث والرابع والخامس دون أى إبتكارات هندسية تجعل من إسمى وحدة قياس يتذكرنى بها الناس بعد موتي، وإنقضى آخر يومان دون تَعَلُم هندسة إطلاق الصواريخ وتلاشى عن ذهنى حلم العمل فى ناسا، لم يصل بى فراش المرض إلى أى شئ ولم تتأثر رياضة كرة قدم الشارع بغيابي، ولم أجد حكمة من أى نوع.

تقدم بى العمر وبدأ يترسخ بداخلى هذا اليقين "سيفوتنى الكثير" على الأغلب ليالى السهر لن تُفضى بإكتشاف علمي، وأغلب الظن أن رحلاتي وأسفاري لن تجعل منى ماركو بولو الثاني، ولن أقفز من أعلى قمة إيفل لأكتشف وأنا فى طريقى للهَوَة أن المظلة لن تعمل إلا قبل الإرتطام بعدة ثوانٍ وبعدها أظهر فى البرامج الإذاعية لأقُص تجربتى وأنا أدنو من الموت.

أفكر فى كل هذا ويغمرني شعور بالراحة، فكل ما فاتني لا يُقارن بحجم ما سيفوت، هذه الفرص الضائعة تصغر كثيرًا مقارنة بما يطرحه الحاضر من آليات وما يمنعه من فُرص قُتلت فى مهدها قبل حتى إمكانية مجيئها والمضي قدمًا فيها، شيئا ما تغير وأصبحت لا أُمانع حياة بسيطة وهادئة ونصف صاخبة تحمل العديد من السعادات الصغيرة واشياءًا تحمل فى طياتها جمالًا لم أعطى الفرصة لنفسى حتى أراه كما ينبغى من قبل.

مع الوقت حدثت الأشياء التى لا تحدث إلا مع الوقت، إزدادت حكمتي وبصيرتى تجاه الأشياء، وبالرغم من هذا لم أُدرك حتى اليوم الحكمة من تمزق الأربطة وإلتزام الفراش، ولا أستطيع الجزم بفهمي للحكمة من وراء كل حدث شئ حدث وحده، لكننى أعلم أن كل الأشياء السيئة معًا صنعت منى إنسانًا أفضل بأقل قدرًا من العيوب تقريبًا.

مارتينا مدحت تكتب ما فات ما سيفوت

بأقلام القراء

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq