الصباح العربي
الإثنين، 23 ديسمبر 2024 05:41 صـ
الصباح العربي

الحوار الوطنى يؤكد مساندته لمواقف القيادة السياسية الهادفة لحماية مصر...الأهلي يهزم شباب بلوزداد الجزائري 6 -1 ويعتلي صدارة مجموعته...السيدة انتصار السيسى تتوجه بالشكر والاعتزاز للمتطوعين فى الهلال الأحمر...اتصالات هاتفية لوزير الخارجية والهجرة مع نظرائه من الإمارات والأردن...وزير السياحة والآثار يبحث مع سفير أوكرانيا بالقاهرة تعزيز التعاون...وزيرا خارجية مصر وروسيا يؤكدان أهمية دعم سوريا واحترام سيادتها...الرئيس السيسى يوجه باستمرار العمل على تطوير منظومة الطيران بشكل...الرئيس السيسى يطّلع على موقف تطوير منظومة الطيران المدنى بجميع...المتحف المصرى الكبير يتصدر قائمة تليجراف لمقاصد المسافرين الفائزة فى...وزيرا ”الإنتاج الحربي” و”الإسكان” يبحثان الموقف التنفيذي للمشروعات الخاصة بالمبادرة...رئيس الوزراء يتابع جهود توفير احتياطيات من السلع والمنتجات المختلفةنائب وزير الماليه.. تعزيز النمو المستدام فى أفريقيا يتطلب...
مقالات ورأى

كرم جبر يكتب: إعادة ترسيم الأخلاق !

الصباح العربي

سمعت مرة المرحوم الدكتور زويل يفسر سر هروبه من مصر ونجاحه فى أمريكا.. فقال: فى أمريكا يبدأ الأستاذ العمل فى المعمل مبكراً، وبعد انتهاء دوامه يكتب تقريره لمن يأتى بعده، فيكمل التجارب، ويكتب تقريراً لمن يليه.. وهكذا فريق متواصل ومتناغم يكمل بعضه بعضاً، بدون أحقاد أو ضغائن أو نفسنة. أما فى جامعة الإسكندرية، حيث كان يعمل زويل، فكان يضطر لشراء بعض الأدوات من جيبه الخاص، وأيضا «قفل» خوفاً من سرقتها، فيفاجأ فى اليوم التالى بكسر القفل والدرج والأشياء مسروقة. الأتوبيس.. إذا وجده الركاب «فاضي» صعدوا فى هدوء، وإذا كان مزدحماً، هرولوا وأوقعوا وداسوا بعضهم، وهذا يفسر ما يحدث لنا وما نفعله بأنفسنا، وكيف نكسر حصار العشوائيات؟ يزداد الصراع على الحياة كلما ضاقت فرص الحياة، ومن سنوات كنا نخزّن السكر والزيت والأرز والمواد التموينية بكميات كبيرة خوفاً من الأزمات، أما الآن فنشترى كيلو أو اثنين لأنه متوفر، ورغم الوفرة إلا أن هناك من يعمل بمنطق استبدال الأزمات، بإشاعة أجواء اليأس والإحباط. نحتاج إلى إعادة ترسيم المبادئ والمثل والأخلاق والضمير، وتدشين قيم المنافسة الشريفة وتطبيق القانون على الجميع بعدالة وقوة، وإشاعة روح العدل والطمأنينة. كلنا بلا استثناء نشكو من «الناس السيئين»، فأين هم «الطيبون»، الذين نبحث عنهم ولا نجدهم، ولماذا نتعامل مع أنفسنا بعدوانية، ومع الآخرين بقسوة وجحود وإنكار؟ انفراجة الحياة تجعل الإنسان يهدأ قبل أن يغضب ويفكر قبل أن يحكم، حتى المصرى الذى يترك وطنه ويهاجر للخارج، لا ينسى أبداً أيامه الحلوة مهما عانى من قسوة الحياة، ويظل يحلم بالعودة، وكثيرون ممن طحنتهم أزمة كورونا فى الخارج، تمنوا أن تكون عزلتهم فى الوطن بدلاً من عزلتين: الغربة والفيروس، ويزداد حباً لوطنه تواقاً للعودة إليه. الطريق طويل لبناء دولة متعافية.. وتوفير جودة الحياة، والقدرة على إشاعة روح الطمأنينة فى القلوب والأمان فى النفوس، حتى نستطيع التخلص تدريجياً من الميراث النفسى السيئ، والمتراكم عبر سنوات طويلة. شربنا المر، حين كان بلدنا يستورد بالات الملابس القديمة، والدجاج الفاسد، وطعام القطط والكلاب لاستخدام البشر، وكان الناس يقفون طوابير عشرات الأمتار لاقتناص دجاجة مجمدة أو زجاجة زيت من مجمع استهلاكي، والآن من حق كل إنسان أن ينظر للوضع الحالى ويحكم بنفسه. تأثر المصريون نفسياً بسبب سوء الحياة.. ورحلوا إلى الخليج وعادوا بمساوئه وسلبياته، ووقعوا أسرى لأنماط استهلاكية لم يستطيعوا الاستمرار فيها: الكاسيت والسجاير المارلبورو الحمراء والعباية الصوف والمروحة والساعة الجوڤيال الملونة. وأخطر ما تمخضت عنه سنوات الغربة، الأفكار الصحراوية الحارة المشبعة بالرمال، فهبت على العقول بتيارات وممارسات متطرفة، بعيدة عن روح التسامح والتواصل، المستمدة من جريان النيل. لا بديل عن الاقتحام الجريء لقيم الحياة واستعادة الأرض المفقودة.. ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً.. ومعنى غلاباً: بالغلبة والقوة.

نقلا عن اخبار اليوم.

كرم جبر يكتب إعادة ترسيم الأخلاق

مقالات ورأى

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq